قال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب، إن "مباحثات جنيف وصلت إلى طريق مسدود، بسبب تهرب النظام السوري من مناقشة عملية الانتقال السياسي، وتمسكه بتشكيل ما يسميه بحكومة وحدة وطنية، ومواصلته قصف المدنيين وإطباق الحصار عليهم".
وأضاف حجاب، في حوار مع وكالة "الأناضول"، أن "وفد المعارضة متمسك ببيان جنيف 1 (حزيران/ يونيو 2012)، وقراري مجلس الأمن 2254 (كانون الأول/ ديسمبر 2015)، و2118 (27 أيلول/ سبتمر 2013)، اللذين نصا على إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة السلطات التنفيذية، يستثنى منها من تلطخت أيديهم بالدماء، وهم رئيس النظام السوري بشار الأسد وزمرته".
وأوضح أن "النظام خلال جولات المفاوضات الثلاث الماضية، كان يتهرب بشكل دائم من تقديم الوثائق المطلوبة حول عملية الانتقال السياسي، وكل ما قدمه ورقة سماها المبادئ الأساسية، وهي تتحدث عن وحدة الأراضي السورية وعلمانية الدولة ومكافحة الإرهاب ومنع دخول السلاح لمن يسميهم المجموعات الإرهابية، وهي أمور ليست لها علاقة مطلقاً بالانتقال السياسي".
وتابع، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية: "مع اقتراب كل جولة من المفاوضات، يزيد النظام وتيرة القصف وارتكاب المجازر بحق الشعب، وإطباق الحصار عليهم، ووفد المعارضة علق مشاركته في مباحثات جنيف بسبب تواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين".
وأكد أن "أي عودة للمفاوضات تحتاج إلى بيئة ملائمة لانطلاق العملية التفاوضية، وهذه البيئة غير متوفرة حالياً، فالشعب السوري مازال يعاني من الجوع والموت تحت التعذيب في المعتقلات، وهناك مئات الآلاف من المعتقلين إلى جانب ازدياد وتيرة القصف الممنهج بعد مؤتمر فيينا الأخير، في 27مايو/أيار الماضي، الذي خرج ببيان يدعو للكف عن عمليات القصف على المدنيين والالتزام بوقف العمليات العدائية وفق قرار مجلس الأمن 2268".
واستطرد حجاب: "للأسف نرى في هذه الأيام تصعيداً غير مسبوق من قبل النظام وحلفائه روسيا وإيران ضد أبناء الشعب السوري، وذلك باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً مثل الفوسفور والنابالم".
وشدد على أنه "لا ضغوط حقيقة تمارس على النظام من روسيا، بل على العكس يتلقى الدعم الدائم منها..على الرغم من إعلان موسكو سحب قواتها، إلا أن طيرانها لا يغيب عن سماء سورية، ويقتل يومياً عشرات المدنيين ويجرح المئات ويدمر المشافي والمساجد والأسواق والأبنية السكنية، ويقدم كافة أنواع الأسلحة للنظام، وكذلك هول حال إيران ومليشياتها الطائفية المستجلبة من العراق وأفغانستان وباكستان ولبنان".
إلى ذلك، نفى حجاب القيام بأي توسعة في الهيئة العليا للمفاوضات والوفد التفاوضي في الوقت الراهن، لكنه أكد في الوقت نفسه، أن "الهيئة اتخذت قراراً بالانفتاح على كافة فئات المجتمع وخاصة مؤسسات المجتمع المدني والإعلام الثوري ومراكز الأبحاث والفكر ومختلف قوى الثورة والمعارضة والقوى السياسية السورية، وشكّلت لجنة وظيفتها العمل على فتح باب الحوار الوطني وتعزيز التواصل ما بين الهيئة ومختلف المكونات السياسية والإعلامية والعسكرية وغيرها".
وأشار إلى أن التقدم في الملف الإنساني "بطيء جداً ومازال النظام يتبع سياسة التجويع من خلال حصار أكثر من مليون سوري"، مضيفاً أن "قرار مؤتمر فيينا الأخير بإلقاء المساعدات على المناطق المحاصرة جواً، اعتباراً من مطلع حزيران (يونيو) الجاري، لم ينفذ حتى الآن".
وطالب حجاب، الأمم المتحدة، القيام بدورها وواجبها تجاه الشعب السوري، وامتلاك إرادة حقيقة لحل هذه الأزمة سياسياً وإنسانياً، معتبراً أن الجانب الإنساني غير قابل للتفاوض ومرتبط بقرارات دولية ملزمة لجميع الأطراف بما فيها روسيا، ولا يجب أن تكون وسيلة للابتزاز.
وتابع: "نتواصل مع كل الدول المعنية وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا والسعودية، وكان لدي اتصال مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، الذي أكد لي أن برنامج الأغذية العالمي يسير بهذا الاتجاه لكن التقدم بطيئ جداً".
واتهم حجاب النظام السوري وإيران بـ "إذكاء روح الطائفية في المنطقة وفتح باب الفتن"، ووصف محاولات روسيا بوصم "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" (فصيلان معارضان) بـ"الإرهاب"، بالأمر "غير المنطقي واللا موضوعي"، معتبراً أن الفصيلين المذكورين "يدافعان عن حقوق الشعب السوري ويعملان على إسقاط النظام، الذي يمارس هو وحلفاؤه إرهاب الدولة ضد السوريين".
وأضاف حجاب "نحن نسمع الكثير من الكلام، ومنذ انطلاق الثورة عام 2011 ونحن نسمع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يقول إن بشار الأسد فقد شرعيته وعليه أن يرحل، وعلى الرغم من أن الأسد استخدم السلاح الكيماوي وتجاوز الخطوط الحمراء الأميركية، ما زال في السلطة، أما أوباما فيستعد لمغادرة البيت الأبيض".
ودعا حجاب، المجتمع الدولي إلى "القيام بأفعال بدلاً من الأقوال، وإظهار إرادة حقيقية تعمل على ضمان الانتقال السياسي والذي به ينتهي النظام المجرم".