حذر قادة الشرطة في بريطانيا، في خطاب تم تسريبه، من أن الخروج من الاتحاد الأوروبي قد يشكل خطرا على السلامة العامة.
ودعا مفوضو الشرطة والجريمة وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، إلى صياغة خطط طوارئ لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الفور، مشيرين إلى أن قوات الشرطة ستواجه "خسارة كبيرة في القدرة التشغيلية"، إذ ستفقد على الفور إمكانية الوصول إلى سلطات التحقيق وقواعد البيانات عبر الحدود، بحسب ما أوردت صحيفة "ذا تايمز" الثلاثاء.
وفي ظل هذا السيناريو، قالت بروكسل إنها تخطط لإيقاف وصول المملكة المتحدة إلى قواعد البيانات التي تسمح لقوات الشرطة الأوروبية بمشاركة المعلومات حول المشتبه فيهم والمفقودين.
وتواصل "العربي الجديد" مع كونور غافي، من مكتب إعلام وزارة الداخلية البريطانية، الذي قال إنّهم أصدروا بياناً يفيد بأنّ هناك اعترافا واسع النطاق بأن "المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يمكن أن يتصديا، على نحو أكثر فعالية، للتهديدات الأمنية عندما يعملان معاً"، وأنّه "من المهم الحفاظ على القدرات التشغيلية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، موضحا أنّهم سيواصلون تقديم هذه القضية إلى المفوضية الأوروبية.
وممّا جاء في البيان أيضاً: "نحن على ثقة من أنه يمكن التوصل إلى اتفاق طموح حول التعاون الأمني المستقبلي، لكن من واجب أي حكومة مسؤولة أن تستعد لكل الاحتمالات، بما في ذلك عدم التوصل إلى اتفاق.. مع أخذ ذلك في الاعتبار، نحن نعمل بشكل وثيق مع الشركاء التنفيذيين على التخطيط للطوارئ حتى نتمكن من ضمان سلامة وأمن مواطنينا في جميع السيناريوهات".
ولفت كونور إلى أنّ الحكومة نشرت كتابها الأبيض حول العلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر، وأنّها "ستستمر في التعاون الأمني مع الاتحاد الأوروبي خلال فترة التنفيذ حتى ديسمبر 2020"، مضيفا أنهم يتطلعون إلى "تأمين اتفاقية جديدة شاملة حول التعاون الأمني الداخلي التي يمكن أن تبدأ مباشرة بعد ذلك".
وحذرت الرسالة الصادرة عن جمعية مفوضي الشرطة والجريمة من أن "قوات الشرطة قد تجد صعوبة كبيرة في التحضير لفقدان التعاون الأمني"، وطلبت من وزارة الداخلية تأكيد أنها وضعت "خطط طوارئ فعالة لسيناريو عدم وجود صفقة".
وورد في الرسالة، التي سربت إلى صحيفة "الغارديان"، أن هناك حاجة إلى موارد إضافية كبيرة لعمل الشرطة واستخدام أدوات من خارج الاتحاد الأوروبي، وأن مثل هذه الأدوات ستكون دون المستوى الأمثل، ممّا قد يعرض الكفاءة التشغيلية والسلامة العامة للخطر.
وشددت على أن "توظيف الموظفين وتدريبهم على استخدام هذه الأدوات سيستغرق قدرا كبيرا من الوقت، لذلك نشعر بالقلق من أن سيناريو "عدم التوصل إلى اتفاق" يمكن أن يسبب تأخيرات وتحديات لوكالات الشرطة والعدالة في المملكة المتحدة".
في غضون ذلك، تعرض الجنيه لضغوط متجددة بعد أن ازدادت توقعات ليام فوكس، وزير التجارة الدولية، بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقدر فوكس فرص خروج بريطانيا من التكتل دون اتفاق تجاري في مارس/ آذار المقبل بنسبة تصل إلى 40 أو 60 في المائة، وذلك خلال مقابلة له نهاية الأسبوع.
ووصف مارك كارني، محافظ بنك إنكلترا، احتمال عدم التوصل إلى اتفاق بأنه "مرتفع بشكل غير مريح" يوم الجمعة.
انخفض الجنيه الإسترليني إلى 1.29 دولار مقابل الدولار أمس، ليتداول عند أدنى مستوى له منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.
وصل عدد المستثمرين الذين يراهنون على انخفاض الجنيه إلى أعلى مستوى له في عشرة أشهر، حسب ما أفادت وكالة رويترز.