تتحضّر الساحة اللبنانية لاستقبال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، المفترض أن يصل إلى بيروت، يوم الخميس المقبل، ويرافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، ورئيس البنك الإسلامي، أحمد محمد علي.
وتشير أوساط وزارية، لـ"العربي الجديد"، إلى أهمية هذه الزيارة التي تحمل أولوية متابعة ملف اللاجئين السوريين، في ظلّ استمرار الحرب السورية.
وأضافت أوساط رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، أنّ الأخير "سبق وأعدّ مع الوزارات المعنية ورقة مفصّلة تتضمّن مطالب لبنان وحاجياته لمتابعة هذا الملف، خصوصاً أنّ الدولة اللبنانية لم تحصل بعد على أي هبة أو دعم مالي مباشر لمتابعة ملف اللاجئين".
ومن البنود الموجود على هذه الورقة الوزارية، إضافة إلى تأمين الدعم المالي للاجئين وللمجتمعات الحاضنة لهم، التأكيد على عدم وجود أي نيّة لتوطين اللاجئين في لبنان، وهو ما سبق وحذّر منه عدد من الوزراء؛ أبرزهم وزير الخارجية، جبران باسيل، ووزير العمل سجعان قزي، اللذان أشارا إلى وجود نوايا مبيّتة لتوطين اللاجئين في لبنان.
كما أنّ الحكومة اللبنانية ستطرح مطلب تفعيل دعم المؤسسات الأمنية الرسمية في ظلّ الأزمة السورية، وذلك في إطار التشديد على "الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان، ومنع امتداد الشرارة السورية إليه"، بحسب ما ينقل أحد الوزراء، لـ"العربي الجديد"، وهي مواقف سبق وتمّ التأكيد عليها خلال العديد من المناسبات الرسمية الدولية والعربية.
وبينما كانت التحضيرات تستمرّ لاستقبال بان والوفد المرافق، جاءت زيارة وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، التي تزور لبنان، اليوم الاثنين، لساعات، حيث من المقرر أن تتفقّد أحد المخيّمات العشوائية وغير الرسمية للاجئين السوريين.
وبعد لقاء مع وزير الخارجية اللبناني، أكّدت موغيريني استمرار دعم الاتحاد الأوروبي للبنان، واستمرار الشراكة بين الطرفين لمواجهة الأزمة السورية وارتداداتها على لبنان لناحية الأمن وأعداد اللاجئين، مؤكّدةً أنّ "لبنان لم يتأخر في تحمّل هذا العبء".
وأشارت موغيريني، إلى أنّ "من الواجب حماية أرواح الناس وتعليم الأطفال ومنح اللاجئين التقديمات اللازمة، بينما يتم العمل لتأمين الشروط اللازمة لعودتهم إلى سورية"، وهو ما يشبه الرد على المخاوف التي أثارها وزير الخارجية اللبنانية، خلال لقائه موغيريني حول التوطين في لبنان.
وأضافت الوزيرة الأوروبية أنّ الدعم الأوروبي للبنان بما يخص ملف اللاجئين بلغ 1.5 مليار يورو منذ بدء الأزمة في سورية. كما أكّدت أنّ دعم الاتحاد الأوروبي متواصل "لكن هذا الدعم وحده غير كاف، لذا يجب أن نرى مؤسسات لبنانية فعالة".
وأشارت إلى وجوب أن تعمل المؤسسات اللبنانية وفق القوانين والدستور، سواء كان في البرلمان أو من خلال تنظيم انتخابات المجالس المحلية التي لها دور أيضاً في تحمل مسؤوليات ملف اللجوء. وأكّدت وجود مصلحة مشتركة بين لبنان وأوروبا في أكثر من مجال، وتحديداً في موضوع مكافحة "الإرهاب".
ومن المفترض أن تعقد موغيريني مؤتمراً صحافياً، بعد ظهر اليوم، في مقرّ الاتحاد الأوروبي في بيروت، للإعلان عن خلاصات زيارتها إلى بيروت.
فيمكن القول إنّ زيارة موغيريني قد تكون بالنسبة للمسؤولين اللبنانيين "بروفة" تحضيرية لزيارة بان، حيث سيكون البحث في الملفات نفسها.
اقرأ أيضاً: لبنان: اللاجئون السوريون أول ضحايا العاصفة الثلجية