ماكينزي التقى بعد وصوله بالرئيس العراقي برهم صالح، وبحضور قيادات عسكرية عراقية وأميركية فضلا عن سفير واشنطن في بغداد ماثيو تولر، قبل أن يتوجه مباشرة إلى قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، غربي البلاد والتي تعرضت لأكثر من 10 صواريخ باليستية إيرانية في الثامن من يناير/كانون الثاني الماضي. كما التقى ماكينزي رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
ووفقا لبيان صدر عن مكتب الرئيس العراقي برهم صالح، فإنه تم في اللقاء بحث قرار مجلس النواب بانسحاب القوات الأجنبية، والتأكيد على أهمية احترام وتعزيز السيادة الوطنية للعراق وقراره الوطني المستقل وحماية أمنه واستقراره".
وأشار البيان إلى أنه تم التأكيد بالوقت ذاته على أهمية التنسيق والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن العراق لن يكون ساحةً للصراع والتناحر الدولي والإقليمي.
وكشف مسؤول عراقي رفيع في ديوان الرئاسة لـ"العربي الجديد"، أن الجنرال الأميركي أوصل رسائل عدة من خلال الرئيس برهم صالح الذي تحول بالفترة الأخيرة إلى أشبه ما يكون بحلقة وصل مع الأطراف السياسية الحليفة لإيران، مؤكداً أن ماكينزي، اعتبر الحديث حول قرار البرلمان بإخراج القوات الأميركية أو الأجنبية من العراق يجب مناقشته مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، وليس من صلاحية القادة العسكريين بحث مثل هذه الملفات.
كما أكد المسؤول العراقي أن الجنرال ماكينزي بحث أيضا موضوع سرب مقاتلات الإف 16 العراقي، والتي توقفت واشنطن عن توفير الدعم الفني لها منذ نحو أربعة أسابيع، وكذلك الذخيرة وقطع غيار أسلحة وعربات مدرعة ودبابات أميركية يستخدمها الجيش العراقي، لافتاً إلى أن الأميركيين يستخدمون هذه الورقة كضغط على الحكومة العراقية بالدرجة الأولى، إذ إن الترسانة العسكرية العراقية غالبيتها أميركية المنشأ.
وطالب الأميركيون، وفقا للمسؤول، الجانب العراقي بالعمل على وقف إطلاق صواريخ الكاتيوشا التي تستهدف السفارة الأميركية في بغداد، مشيراً إلى أن الأميركيين اعتبروا تكرار الهجمات يستلزم رداً أميركياً مع عجز السلطات العراقية عن حماية الأميركيين في العراق من تلك الصواريخ.
وتتهم واشنطن أطرافاً مسلحة حليفة لإيران في العراق بالوقوف وراء سلسلة الهجمات التي تستهدف مصالح أميركية في بغداد ومدن شمال وغربي البلاد.
واستهدف مطلع الأسبوع الماضي فصيل مسلح السفارة الأميركية في بغداد، بخمسة صواريخ كاتيوشا سقطت ثلاثة منها في الحرم الداخلي وواحد في مطعم داخل السفارة وآخر في ملعب للتنس، وأسفرت عن إصابة خمسة من العاملين بالسفارة بينهم أميركي، بجروح متوسطة الخطورة، وجرى نقله الى خارج العراق لتلقي العلاج.
وبالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الأميركي في مناطق غرب العراق المحاذية للحدود السورية والأردنية، كشف مسؤولون عراقيون عن زيارة ماكينزي للقاعدة، حيث التقى بقيادات عسكرية أميركية واطلع على آثار القصف الإيراني للقاعدة.
وقال ضابط عراقي بقيادة عمليات الأنبار لـ"العربي الجديد"، في اتصال هاتفي، إن القوات الأميركية تجري عمليات تأهيل واسعة للقاعدة لمعالجة أضرار القصف وبناء ملاجئ محصنة جديدة، واصفاً الأعمال الجارية بأنها لا تشير إلى وجود نية لرحيلهم من العراق في وقت قريب.
ويقول الباحث بالشأن السياسي العراقي، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد، الدكتور علي العيساوي لـ"العربي الجديد"، إن زيارة ماكينزي بلا شك ستثير حفيظة قوى وفصائل مسلحة في العراق، لكن على المستوى العام تؤكد أن الأميركيين ليسوا بصدد الانصياع لقرار البرلمان العراقي القاضي بانسحابهم من البلاد، فنصب منظومات الباتريوت يعني بالضرورة إضافة ما لا يقل عن 200 إلى 300 جندي إضافي آخرين.
وأوضح العيساوي أنه يجب أخذ التسريبات حول تهديد أميركي جديد بالرد على أي قصف جديد من الفصائل المسلحة على محمل الجد، بخاصة وأن ماكينزي خدم بالعراق بعد عام 2003 ولديه خلفية عن الفصائل المسلحة التي تعمل لصالح إيران.