وبحسب الصحيفة، فإن اللجنة السياسية لحركة "طالبان" افتتحت مقراً لها في الدوحة عام 2011، بعد مرور وقت قصير على أول اتصالات سرية بين الحركة والولايات المتحدة في ألمانيا، وأصبح المقر الذي يضم 36 عنصراً نقطة اتصال دبلوماسية لطالبان منذ ذلك الحين. وفي حين لم تشمل الاتصالات الدبلوماسية أي محادثات سلام جوهرية، كما نوّهت الصحيفة، إلا أنها لعبت دوراً في الحوار والتوصل إلى عدة اتفاقيات إنسانية، كما كان لها دور فعال في تبادل الأسرى عام 2014، حيث أطلقت "طالبان" سراح الأسير الأميركي الرقيب بوي برغدال مقابل إفراج واشنطن عن خمسة من أعضاء طالبان المحتجزين في معتقل غوانتنامو.
واعتبرت الصحيفة أن أهمية مكتب الدوحة تراجعت منذ عام 2013، خاصة بعد استقالة رئيسه، طيب آغا، وسط انشقاقات في صفوف الحركة عقب وفاة مؤسسها الملا عمر. وأشارت الصحيفة إلى انقسام بين الجناح السياسي والقادة العسكريين لم يلتئم حتى الآن، ما يعني أن لمكتب الدوحة تأثيراً محدوداً على المقاتلين في ساحة المعركة.
من جهة ثانية، نقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي مطلع لم تسمّه، أنه "قد أصبح للمكتب أضرار جانبية بسبب استمرار المواجهة السعودية القطرية".
وقالت الصحيفة إن مكتب "طالبان" مصدر إزعاج دائم للحكومة الأفغانية، والتي تشعر بالقلق حيال أي تواصل بين "طالبان" ولاعبين آخرين فيما يتعلق بعملية السلام. ومن وجهة نظر كابول، فإن المكتب لا يفعل شيئاً لتسهيل عملية السلام، بل هو يضفي الشرعية السياسية على مجموعة ليست سوى أداة من أدوات باكستان.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأميركي يرفض بقاء بعثة حركة طالبان في قطر، ويعتبرها مبادرة فاشلة من سلفه باراك أوباما. وبحسب مصادر الصحيفة، فإن ترامب أثار قضية مكتب "طالبان" في اجتماع له، الأسبوع الماضي، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقالت الصحيفة إن ذلك يأتي وسط ضغوط سعودية وإماراتية لإغلاق المكتب لم تتوقف منذ افتتاحه عام 2011، حيث رأت كلتا الدولتين فيه رمزاً للنفوذ الدبلوماسي الذي تتمتع به الدوحة ولعلاقاتها المتينة مع واشنطن. غير أنّ الصحيفة لم توضح ما إذا كانت مساعي ترامب لإغلاق المكتب مرتبطة بهذه الضغوط.
وسيتعين على كابول أن تبادر رسمياً إلى طلب إغلاق المكتب عبر القنوات الدبلوماسية، إلا أن القرار النهائي سيكون بيد الحكومة القطرية، حسبما أشارت الصحيفة. وأكد مصدر للصحيفة أن "طالبان ستُمنع من عقد اجتماعات سياسية ودبلوماسية هناك".
ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشرق الأوسط والأستاذ الزائر فى جامعة كوينز في بلفاست، مايكل سيمبل، قوله إن إغلاق بعثة "طالبان" في الدوحة سيدفع متشددي الحركة إلى القول إن الولايات المتحدة غير مهتمة بالسلام، ما سيشكل عذراً مثالياً للخروج من محادثات السلام ومتابعة القتال، وفي المحصلة سيستفيد أنصار الحروب من الطرفين. وبالرغم من عدم تحقيق تقدم ملموس في عملية السلام حتى الآن، إلا أن سيمبل رأى في السماح بإقامة وفد سياسي في قطر "مناورة هامة" يمكن البناء عليها.
وأفاد دبلوماسي غربي مقيم في كابول للصحيفة بأن رمزية إغلاق القناة السياسية الوحيدة لحركة "طالبان" سيظهر قلة اكتراث بمفاوضات السلام. وأشار إلى أن جميع الأطراف مسؤولة عن تعثر مسار السلام، ولا سيما القيادة الأفغانية التي تعاني أقل من الجميع وتستفيد أكثر من الجميع من تواصل النزاع، فيما الشعب ممزق بين الطرفين.
وبحسب الصحيفة، فإن مستشار الأمن الوطني الأفغاني، حنيف أتمار، يؤيد إغلاق المكتب، في حين كان رئيس جهاز المخابرات معصوم ستانكزاي أكثر تردداً.