أما سر هذا الخلاف بين ترامب وسيشنز، فتقول "اي بي سي نيوز" إنه يعود إلى القرار المفاجئ للمدعي العام في مارس/ آذار الماضي باستبعاد نفسه من كل ما يتعلق بالتحقيقات الجارية بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية الرئاسية الأخيرة. ومما زاد من حدة الخلاف أن الرئيس ترامب لم يعلم بقرار المدعي العام إلا بعد بضع دقائق من قيامه بالإعلان عنه.
وبحسب ما أكدته مصادر متعددة للشبكة الإخبارية الأميركية، فإن قرار سيشنز النأي بنفسه عن التحقيقات شكل خيبة كبيرة لترامب ولم يستطع أبدا تقبلها.
كما أن غضب ترامب من قرار سيشنز لم يهدأ مع مرور الوقت، وبحسب مصدرين مقربين من الرئيس الأميركي، فإنه وجه انتقادات متكررة للمدعي العام في عدة اجتماعات خاصة. كما ألقى ترامب باللائمة على سيشنز، متهما إياه بأنه سمح باتساع نطاق التحقيقات الروسية، بعدما اختار استبعاد نفسه من التحقيقات، التي يشرف عليها في الوقت الراهن المستشار الخاص والمدير السابق لمكتب التحقيقات الفديرالي، روبرت مولر.
كما لفتت "اي بي سي نيوز" إلى أن غضب ترامب يقابله أيضا تذمر لدى سيشنز، ما يفسر الاستقالة التي لوح الأخير بتقديمها.
في السياق، رفضت المتحدثة باسم وزارة العدل الأميركية، سارة اسغور فلورس، التعليق حول ما إذا كان المدعي العام هدد بالاستقالة أو تقدم بها.
في المقابل، سألت الشبكة المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، حول ما إذا كان الرئيس الأميركي ما زال يضع ثقته بالمدعي العام، فاكتفى بالقول: "أنا لم أناقش هذا الأمر معه".
ثم عاودت الشبكة السؤال: "إذاً لا يمكنك التأكيد إن كان ما يزال يضع ثقته في المدعي العام؟"، فكان رد سبايسر كالتالي: "لقد قلت إني لم أناقش هذا الأمر معه. لم أفعل. إن لم أناقش مسألة معينة بشكل مسبق، فأنا لا أخوض في الحديث عنها".