وقالت الخارجية البريطانية، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، مساء السبت، إنه "من المرجح جداً أن ينفذ إرهابيون هجمات في مصر"، ثم أضافت: "بالرغم من أن هذه الهجمات غالباً ما تحدث في نطاق محافظة شمال سيناء، فإنه لا يزال هناك خطر ماثل بوقوع هجمات إرهابية في عموم البلاد".
وأضافت الخارجية البريطانية، في البيان نفسه، أن "الهجمات قد تكون عشوائية لاستهداف قوات الأمن المصرية، وأماكن العبادة، والتجمعات والأماكن العامة الكبيرة التي يرتادها الأجانب".
في المقابل، قالت وزارة الطيران المدني المصرية في بيان إن السفارة البريطانية في القاهرة أفادت بأن قرار تعليق الطيران ليس صادراً عن وزارة النقل البريطانية أو الخارجية البريطانية، مشيرة إلى زيادة السعة المقعدية لطائرات شركة "مصر للطيران" المتجهة الى لندن، وتخصيص طائرة من طراز "بوينغ 787" الجديدة لتسيير رحلة جوية إضافية بدءاً من غدٍ، إلى مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن.
وكانت الخطوط الجوية البريطانية قد أبلغت الركاب "بقرار تعليق الطيران إلى مصر عقب وصولهم إلى مطار هيثرو في بريطانيا عصر السبت"، لافتة إلى أنها "لن تسمح بتسيير طائراتها ما لم يكن ذلك آمناً"، باعتبار أن القرار "جاء في سياق مراجعة الخطوط البريطانية المستمرة للترتيبات الأمنية في المطارات التي تقصدها طائراتها حول العالم، للسماح لمزيد من التقييم للموقف". وهذه المرة الأولى التي يتخذ فيها الطيران المدني البريطاني إجراءات بشأن تسيير الرحلات لمطار القاهرة.
وقالت إحدى المسافرات، واسمها كريستين شيلبورن، لشبكة "بي بي سي"، إنها كانت تنوي قضاء أسبوع في القاهرة مع حفيدها بدءاً من أمس السبت، غير أن بطاقة الصعود خاصّتها لم تفتح لها الحواجز قبيل وصولها إلى الطائرة المخصصة لتلك الرحلة بحدود الساعة الثانية بتوقيت غرينتش اليوم. وتضيف شيلبورن: "أعاد موظفو تسجيل الوصول إصدار بطاقة الصعود إلى الطائرة، وحاولت مرة أخرى، غير أن ذلك لم ينجح أيضاً"، موضحة أن زوجها أبلغها بأن الرحلة ألغيت قبل أن يعلم موظفو المطار، ولم تكن ثمة اقتراحات من قبلهم بشأن الرحلات البديلة.
وفي يوليو/ تموز 2018، حذرت الخارجية البريطانية حملة جواز السفر البريطاني من انتقاد الحكومة المصرية أو الرئيس عبد الفتاح السيسي في حال زيارتهم مصر، خشية تعرضهم للاعتقال، لافتة إلى أن "السلطات المصرية تحظر تصوير المنشآت العسكرية الرسمية في مصر، أو أماكن ملاصقة لها، بما في ذلك قناة السويس".
كذلك حذرت بريطانيا، في أغسطس/ آب 2017، رعاياها في مصر من السفر إلى بعض المناطق مثل شمال سيناء إلا للضرورة القصوى، بسبب "تزايد النشاط الإجرامي، والهجمات الإرهابية التي تستهدف رجال الجيش والشرطة في مناطق شمال سيناء".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2016، أوصت السفارة البريطانية رعاياها في مصر بتجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة بالقاهرة، مثل قاعات الحفلات الموسيقية ودور السينما والمتاحف ومراكز التسوق والملاعب الرياضية، بسبب احتمال "شن هجمات إرهابية مفاجئة من دون إنذار مسبق قد تستهدف قوات الأمن والسياح".
وسبق أن حذّرت كل من الولايات المتحدة وكندا رعاياهما في القاهرة من التجمعات الكبيرة والأماكن العامة مثل قاعات الحفلات الموسيقية، ودور السينما والمتاحف، ومراكز التسوق، والملاعب الرياضية، خشية وقوع مزيد من الهجمات الإرهابية التي تستهدف المسيحيين في مواقع دينية في مصر.
وكانت بريطانيا قد حظرت جميع رحلاتها الجوية المباشرة إلى مطار شرم الشيخ، عقب إسقاط طائرة روسية في سماء سيناء المصرية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصاً، وهو الحادث الذي أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عنه، من خلال زرع قنبلة داخل الطائرة المنكوبة قبل إقلاعها.
وفي سياق متصل، قالت شركة طيران "لوفتهانزا" إنها ألغت رحلات من فرانكفورت وميونيخ إلى القاهرة اليوم السبت، وإن الرحلات ستستأنف الأحد.
وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية قد نقلت عن متحدث باسم الشركة قوله إن الشركة أوقفت بشكل مؤقت رحلاتها إلى القاهرة كإجراء وقائي في الوقت الذي تجري فيه مزيداً من التقييم.
وتسيّر الشركة الألمانية 5 رحلات يومياً إلى القاهرة.