واختارت تونس الاحتفال على مدى أربعة أيام، بمساندة ما يقارب 80 شريكاً وطنيا ودولياً وبتنظيم ورشات نقاش بمختلف المحافظات التونسية، وذلك بهدف تعزيز الخطاب الإيجابي من خلال التركيز على التقدم الديمقراطي، بدلاً من الصعوبات والتحديات، إلى جانب توعية الشعب بحقيقة أنّه لا مجال لتفعيل الديمقراطية دون مشاركة المواطنين باعتبارها شأناً يهمّ الجميع.
ورأى الوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، مهدي بن غربية، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة في تاريخ تونس، يُعد مفخرة للجميع، وهذا تأكيد على أنّ لنا ديمقراطية في البلاد دفع ثمنها شهداء ثورة 2011"، مضيفاً أنّ "الديمقراطية لا تعني فقط انتخابات، رغم نجاحنا في تنظيمها، وليس فقط سلطة تنفيذية وتشريعية تعمل وفق مقتضيات الدستور، وإنما هي أيضاً سلطة مضادة تُفعّل من خلال الهيئات المستقلة التي يجب إرساؤها بتكاتف جهود كل من المجتمع السياسي والمدني وحكومة الوحدة الوطنية".
وفي السياق، أكّدت القيادية بحركة "النهضة"، محرزية العبيدي، لـ"العربي الجديد"، أنّه "ينتظرنا الكثير من العمل بالبرلمان، لإرساء بقية الهيئات الدستورية وتحقيق مشاغل الناس"، مضيفةً أنّ "ما ينقصنا اليوم هو الخطاب الايجابي عن الديمقراطية وهو الهدف الرئيسي من هذه الاحتفالية"، موضحةً أنّ "في تونس الكثير من الهيئات الدستورية التي لم ترسخ بعد، وأخرى ما زالت وقتية، وتحتاج إلى جعلها هيئات دائمة"، مشيرة إلى أنّ "تفعيل الديمقراطية يقتضي تجاوز الخلافات والعمل على التعايش السلمي في ما بين الجميع وفق أرضية مشتركة واستدامة الأمل والعمل والصبر".
كما أوضح رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات، شفيق صرصار، لـ"العربي الجديد"، أنّه "من المهمّ التذكير بأنّ الديمقراطية في تونس أصبحت إحدى الديمقراطيات القليلة في المنطقة كلها من جهة، ومن جهة ثانية لا بد من الاعتراف بأن المسار الديمقراطي لا يزال طويلاً ويحتاج إلى تكثيف كل الجهود".