أكد رئيس الوزراء الباكستاني المعزول نواز شريف، اليوم الأربعاء، أمام تجمّع لأنصاره في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب، أنّه لن يترك البلاد "تحت أي ظرف"، ملمّحاً إلى تراجع حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية" الحاكم عن ترشيح شقيقه شهباز، لمنصب رئيس الوزراء.
وتحرّك شريف، اليوم الأربعاء، من العاصمة إسلام أباد، في مسيرة شارك فيها آلاف من أنصاره، مع مئات السيارات والحافلات، وسط إجراءات أمنية مكثفة، ليصل إلى مركز مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب مسقط رأسه.
وقدّم شريف، في 28 يوليو/ تموز الماضي، استقالته من منصبه بعدما قررت المحكمة العليا بالبلاد عدم أهليته للبقاء في منصبه عقب التحقيق بفساد متعلق في ثروته، كانت قد كشفت عنه "وثائق بنما" العام الماضي، لتنهي فترة ولايته الثالثة في السلطة.
وأكد شريف لأنصاره، أنّه لن يترك البلاد "تحت أي ظرف"، قائلاً إنّ سياسة حزبه الحاكم "العمل لرفاهية هذا الشعب وسيواصل مسيرته مهما تغيّرت الأجواء ومهما تكن الظروف"، مضيفاً أنّه "يعيش في قلوب الناس وتجمّع الناس اليوم حوله خير دليل على ذلك".
وفرضت السلطات الباكستانية، المادة الدستورية رقم 144، في مدينة راولبندي وبعض المدن الأخرى، تحسّباً لأي عمل إرهابي، ويحظر بموجب المادة أي تحرك أو تجمع، وتستدعي فرض الحالة الأمنية القصوى.
ووسط توقعات بتنازل الحزب الحاكم عن ترشيح شهباز شريف شقيق نواز شريف ورئيس وزراء حكومة إقليم البنجاب لمنصب رئيس الوزراء في عموم باكستان، قال شريف إنّ "شهباز شريف هو أسد سياسة البنجاب"، معتبراً أنّ شقيقه "جعل الإقليم مثالياً على مستوى باكستان في كل المجالات، وأمامه الكثير من العمل".
ولم يصرّح نواز شريف، ما إن كان حزبه قد تنازل فعلاً عن ترشيح شهباز لمنصب رئيس الوزراء، لكنّه لمّح إلى ذلك عندما توجّه إلى رئيس الوزراء الحالي شاهد خاقان عباسي، بالقول "إنك رئيس وزراء هذه البلاد، وقد بدأنا خلال أربع سنوات مشاريع كبيرة تغيّر حالة المنطقة، عليك الآن إكمال تلك المشاريع".
وتزعّم شهباز شريف حزب "الرابطة الإسلامية الحاكم في باكستان"، بعد قرار المحكمة بعدم أهلية نواز شريف لمنصب رئيس الوزراء وإقالته من منصبه، إلا أنّ لجنة الانتخابات الوطنية طلبت من شهباز ترك زعامة الحزب، في حال ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء.
وعندما رشّح الحزب شاهد خاقان عباسي، لمنصب رئيس الوزراء، أكد آنذاك أنّه لفترة مؤقتة حتى يتم ترشيح شهباز شريف للمنصب بعد 40 يوماً، وبعد أن يتم انتخابه كعضو للبرلمان عن مقعد أخيه نواز شريف.
إلا أنّ قياديين في الحزب وبعض السياسيين، يروون أنّ نواز شريف غيّر رأيه بشأن ترشيح أخيه، على أن يبقى شاهد خاقان عباسي رئيساً للوزراء حتى انتخابات العام المقبل، ويبقى شهباز شريف رئيساً للوزراء في حكومة إقليم البنجاب.
ويتوقع أن يصل شريف، غداً الخميس، إلى لاهور، ويخاطب أنصاره هناك، حيث سيتحدث عن سياساته المستقبلية.