قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم السبت، "نحن جاهزون للذهاب إلى المفاوضات إذا أوقف الاستيطان وأطلق الجانب الإسرائيلي سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، ولكننا لسنا مع المفاوضات من أجل المفاوضات".
وأكد عباس في تصريحات له نقلتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، عدم القبول باستمرار تطبيق الاتفاقات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، إذا استمر في تجاهل هذه الاتفاقات، مشددا على أنه "لن يتم القبول بأي حلول مؤقتة لا تلبي الحقوق الفلسطينية المشروعة".
كما جدد رفضه الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، لكنه قال "نحن بالرغم من كل ما يقوم به الجانب الإسرائيلي، إلا أننا ما زلنا نمد أيدينا لصنع السلام، ونحن أصحاب قضية وطنية، نرفض كافة أشكال التطرف بغض النظر عن ألوانه أو أشكاله ومصادره، سواء دينية أو عرقية أو قومية".
وأضاف "سنبقى صامدين على أرضنا مهما كان حجم التحديات، والمرحلة المقبلة تتطلب الصبر والثبات والأمل والتمسك بحقنا، وأن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 قائمة لا محالة، ونحن متمسكون بثوابتنا الوطنية بإقامة دولتنا، وخائن من يقبل دولة فلسطينية دون القدس عاصمة لها وجوهرها".
ولفت عباس إلى أن الجهود السياسية والدبلوماسية الفلسطينية مستمرة لعقد مؤتمر دولي للسلام بدعم الدول العربية، وبالتنسيق مع فرنسا، وذلك لإنشاء آلية لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، على غرار آليات الحل للأزمات في المنطقة، وتطبيق مبادرة السلام العربية.
وأكد أن القيادة الفلسطينية، وبعد التشاور مع لجنة وزراء الخارجية العرب، ستذهب إلى مجلس الأمن الدولي من أجل وقف الاستيطان المستشري فوق الأرض الفلسطينية، وكذلك لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، خاصة من قبل المستوطنين.
وحذر الرئيس الفلسطيني من تحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني لا يمكن توقع عواقبه الوخيمة على المنطقة، فيما لفت إلى الشراكة مع الأردنيين لحماية الأماكن المقدسة.
وحول الهبة الشعبية الحالية، أكد عباس "دعم كل القوى والفصائل الفلسطينية للهبة الشعبية السلمية، والتي يجب أن تبقى سلمية لحماية الشعب الفلسطيني من بطش الاحتلال ومنع قتل أطفال فلسطين بدم بارد"، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل لحماية الشعب وحماية البلد، وهي تقوم بواجباتها على أكمل وجه.
وفي ما يتعلق بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، شدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة كل الفصائل ومن ضمنها حركة "حماس"، وإجراء الانتخابات العامة بعد ثلاثة أشهر من تشكيل الحكومة، ليكون صندوق الاقتراع هو الفيصل في العملية السياسية.
وأعلن الرئيس الفلسطيني عن الاستعداد للقاء حركة "حماس" من أجل تطبيق بنود المصالحة وإنهاء الانقسام، مشيرا إلى معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة جراء الحصار.