وأوضحت الشبكة الإخبارية الأميركية أن خبراء في القانون وفي مجال الاستخبارات يطرحون تساؤلات عدة عن السبب وراء عدم قيام وزارة العدل بفتح تحقيق في الموضوع، وذلك قبل أسابيع عدة من انكشاف الشكوى.
وبحسب المصدر، فإن خطوة محامية الوكالة، سيمومنس ايلوود، التي عيّنها ترامب في المنصب، كانت تعني أنها ومسؤولين بارزين آخرين قد خلصوا إلى أن جناية محتملة قد حدثت، ما يطرح المزيد من التساؤلات حول قيام وزارة العدل في وقت لاحق بإغلاق القضية من دون فتح أي تحقيق.
ويواجه ترامب اتهامات باستغلال المنصب لأغراض شخصية، خلال مكالمتين أجراهما أولاً مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وأخيراً مع رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، واستخدم فيهما الدبلوماسية والضغط بغرض طلب المساعدة في تشويه سمعة التحقيق الذي أجراه روبرت مولر حول شبهة التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وأيضاً تشويه خصمه المحتمل في انتخابات الرئاسة المقبلة، جو بايدن.
وإضافة إلى المكالمتين المذكورتين، أثارت وسائل إعلام بريطانية، أخيراً، الشكوك حول مكالمة ثالثة جمعته برئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بعد يومين من انتخاب الأخير رئيساً للوزراء، وأعقبتها بعد أيام قليلة زيارة لوزير العدل الأميركي، وليام بار، إلى بريطانيا، وهو الوزير الذي كلّفه ترامب ببدء تحقيق مضاد حول تحقيقات مولر، أملاً منه في إثبات أنها كانت "مسيّسة" من قبل خصومه.
ودافع ترامب عن نفسه مجدداً ضد هذه الاتهامات، واتخذ هذه المرّة موقفاً هجوميّاً، إذ طلب على الملأ من أوكرانيا والصين التحقيق في سلوكيات بايدن، الذي يتّهمه ترامب بأنه مارس ضغوطاً على أوكرانيا لإقالة مدّعيها العام، بينما كان الأخير يحقق في شبهات فساد حول عدّة شركات للطاقة في البلاد، من بينها شركة كان يعمل فيها ابن بايدن.
البيت الأبيض ملزم بتسليم وثائق
إلى ذلك، أصدر الزعماء الديمقراطيّون، الجمعة، مذكّرةً رسميّة تُلزم البيت الأبيض بأن يُسلّمهم بحلول 18 أكتوبر/تشرين الأول، وثائق تتعلّق بقضيّة الاتّصال الهاتفي بين ترامب ونظيره الأوكراني.
وكتب هؤلاء في بيان: "لقد رفض البيت الأبيض التعاون، أو حتّى الردّ على طلبات متعدّدة مِن لجاننا، لتسليم وثائق بشكل طوعيّ". وأضافوا أنّه "بعد نحو شهر من التعطيل، يبدو واضحاً أنّ الرئيس اختار طريق التحدّي والعرقلة والتستر". وتابع البيان: "نأسف بشدّة لأنّ الرئيس ترامب وضعنا - مع الأمّة - في هذا الموقف، لكنّ أفعاله لم تترك لنا خياراً سوى إصدار" هذه المذكّرة.
وكان ترامب أعلن، في وقت سابق الجمعة، أنّه لا يزال غير متأكّد ما إذا كان سيتعاون مع الكونغرس في التحقيق الذي بدأه الديمقراطيّون لعزله. وصرّح لصحافيّين في البيت الأبيض "لا أعلم، هذا يتوقّف على المحامين".
ونفى ترامب أن يكون ارتكب أيّ خطأ في علاقاته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشدّدًا على أنّ اهتمامه الوحيد كان "النّظر في الفساد". وطالما ادّعى ترامب أنّ نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وابنه متورّطان في الفساد في أوكرانيا. وقال في هذا الصدد "إنّه يقوم بنهب هذه الدول".