وقال قائد محور سنجار بقوات البشمركة، العميد سربست لزكين، في تصريح لمحطة تلفزيون كردية تُبث من أربيل، إن "الأهداف الرئيسية لهجمات "الحشد الشعبي" الجديدة في القيروان وسنجار هي أن إيران تحاول، منذ فترة، فتح طريق من هذه المنطقة إلى سورية".
وأوضح لزكين أن "دعم القوات التابعة لحزب "العمال الكردستاني" في سنجار، من قبل إيران ومليشيات "الحشد"، يصبّ في هذا الاتجاه، وإيران بدأت الآن بتنفيذ خطة الطريق عبر "الحشد الشعبي" الذي يبعد 60 كيلومتراً عن الحدود مع سورية، مستدركاً: "لا أعتقد أن يتحول حلم إيران إلى حقيقة، لأنه إذا ما تقدم "الحشد" أكثر فإن السعودية وتركيا والولايات المتحدة ستتدخل".
وأضاف لزكين، وهو أرفع قائد عسكري كردي في المحور الغربي بمحافظة نينوى، القريب من سورية إن مليشيات "الحشد الشعبي" سيطرت على تسع قرىً عربية وتركمانية قرب مدينة القيروان غرب الموصل إلى الشمال من سنجارـ وتحاصر قريتين كرديتين، محذراً من أن "الاتفاق فيما بينهم سيخرق".
وتنفذ مليشيات "الحشد"، مدعومة بوحدات الحرس الثوري الإيراني، منذ الجمعة، عملية هجوم واسعة على بلدة القيروان، التابعة لمدينة سنجار قرب الحدود مع سورية، بدعم من الطيران العسكري العراقي، وغياب طيران التحالف الدولي.
وأوضح لزكين أنه "قبل بدء الهجوم أبلغنا مسؤول في "الحشد الشعبي" هاتفياً بذلك، لكنه تحدث عن القيروان والبعاج فقط، وأخبرناهم بعدم جواز الدخول لمناطق الأكراد، لكنهم الآن يحاصرون تل القصب وتل البنات، وحينما علمنا أنهم غيّروا خطتهم، أبلغنا الرئيس البارزاني فوراً، الذي دعا لعقد اجتماع عاجل، وأكد أنه يجب ألا تدخل المليشيات إلى تلك المناطق"، مؤكداً وجود اتفاق سابق بين الجانبين على عدم دخول "الحشد" للمناطق الكردية، "لكنها الآن على وشك خرق هذا الاتفاق".
وتأتي هذه التطورات تأكيداً لتقرير سابق نشره "العربي الجديد"، حول وجود عملية تحشيد للقوات الكردية قرب سنجار، مع تحركات المليشيات، وسط مخاوف من حدوث صدامات بين الجانبين في حال تم خرق الاتفاق من قبل تلك المليشيات.
وتعليقاً على العملية التي تنفذها المليشيات، قال نائب قائد مليشيات "الحشد"، أبو مهدي المهندس، في بيان مقتضب، إن "عملية القيروان التي انطلقت اليوم ستنتهي وصولاً للحدود السورية"، مضيفاً "انطلقت عمليتنا الساعة الخامسة والنصف صباحاً بعدة محاور، والهدف هو الانطلاق نحو الغرب، حيث الحدود السورية، لتحقيق تحرير أكبر لمناطق ما تبقى من نينوى باتجاه الحدود"، وفقاً لقوله.
وأعلن المتحدث باسم مليشيات الحشد، كريم النوري، في تصريح لمحطة تلفزيون محلية عراقية، إنه "من الممكن دخول "الحشد" إلى سورية بعد عملية القيروان"، مشدداً: "سندخل بتنسيق بين بغداد ودمشق إذا اقتضى الأمر، والمهمة الحالية هي الوصول إلى الحدود وتنظيفها"، مبيناً أن العملية أطلق عليها اسم "محمد رسول الله"، ولن تنتهي حتى إتمام أهدافها.
واعتبر القيادي الكردي، حمة أمين، أن "تحرك (الحشد) المفاجئ والغريب في توقيته يؤكد أنه خطوة إيرانية جديدة"، مضيفاً: "تركوا تلعفر وقرى سنجار وراء ظهورهم ولم يهاجموها، والتفوا نحو القيروان القريبة من سورية، ونحن نرى أن التحرك غير بريء ويهدف إلى وقف مخططات أميركية مع الحكومة في بغداد، لضبط الحدود بالتعاون مع القوات النظامية والعشائر والبشمركة".
وذكر أمين أن "غاية إيران هي إعادة فتح الطريق البري بين طهران ودمشق لا أكثر، وهو ما تحاول واشنطن منعه حالياً".