ويبدو أن العبادي، الذي حصل تحالفه "النصر" على المرتبة الثالثة في الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو/ أيار الماضي يطمح إلى الحصول على ولاية ثانية، مستغلاً عدم وجود تحالف واحد يضم جميع القوى "الشيعية".
وفي السياق، قال عضو في تحالف "النصر"، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "التحالف لا يملك مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة غير العبادي"، معتبراً أنّ "العبادي سيستغل النصر الذي تحقق على تنظيم داعش في عهده لإقناع الآخرين بالتحالف معه".
ولفت المصدر ذاته إلى "وجود انفتاح على جميع القوى السياسية الداعمة لإنشاء دولة قوية مستقرة بعيدة عن التركيبة الطائفية السابقة".
بدوره، أكد القيادي في تحالف "النصر" رياض التميمي، خلال تصريح صحافي، أن "تحالف العبادي شكل لجاناً تفاوضية لبدء الحوارات مع الكتل السياسية الأخرى من أجل تشكيل الكتلة الكبرى"، مبيناً أن المرحلة المقبلة ستشهد زيارة وفد من تحالف النصر إلى إقليم كردستان لإجراء حوارات مع الحزبين الكرديين الرئيسيين (الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني).
وأكّد التميمي "عدم وجود خطوط حمراء ضد أحد"، موضحاً أنّ "مشروع التحالف هو بناء دولة المؤسسات بعيداً عن المحاصصة الحزبية".
مع ذلك، هناك قوى وقيادات سياسية أخرى تقلل من قيمة وجود العبادي على رأس الحكومة الجديدة، وذلك بحسب ما قاله القيادي في "ائتلاف دولة القانون"، الذي اعتبر لـ"العربي الجديد" أنّ "النصر الذي تحقق على تنظيم "داعش" كان بفضل ومشاركة جميع العراقيين"، مبيناً أن "العبادي قام بواجبه كقائد عام للقوات المسلحة".
وأشار القيادي إلى أنّ "ائتلاف دولة القانون لديه تفاهمات وصلت إلى مراحل مهمة مع عدد من الكتل السياسية"، مبيناً أنّ "الائتلاف الذي يتزعمه المالكي يهدف لتشكيل الكتلة الكبرى في البرلمان".
في حين اعتبر العضو السابق في تحالف القوى العراقية، محمد عبد الله، أنّ سنوات حكم العبادي الأربع كانت سيئة جداً على العراقيين، قائلاً إنّ "هذه الحقبة أسهمت في تمكين المليشيات التي أصبحت تمتلك مناطق نفوذ وأحزاب ونحو 50 مقعداً في مجلس النواب".
وأضاف عبد الله، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "النصر الذي حققته حكومة العبادي على الإرهاب مهم ولا يمكن لأحد أن ينكره، إلا أن هذا النصر لا يمكن أن يكتمل ما لم يتم إنهاء جميع المظاهر المسلحة"، لافتاً إلى أن "إنهاء وجود المليشيات سيكون صعباً على أي رئيس حكومة جديد، لا سيما بعد حصولها على مقاعد برلمانية، واحتمال منحها وزارات مهمة في التشكيلة الحكومية الجديدة".