وخلال وقفة دعا لها حراك "وطنيون لإنهاء الانقسام"، في ميدان المنارة وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، رفع المشاركون لافتات ضد الانقسام، تدعو لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. ورفض الناشط السياسي عمر عساف، في بيان تلاه باسم الحراك، محاولات وصم حركة حماس بالإرهاب، محذرا من مغبة الانجرار لاسترضاء إسرائيل والإدارة الأميركية التي تستهدف تكريس الانفصال لضرب المشروع الوطني التحرري، والتصفية النهائية للحقوق الوطنية الفلسطينية.
عساف أكد أن "كل تجارب الشعوب المناضلة تبين أن العودة للشعب، والانصياع لمتطلبات وحدتها الوطنية، هي الدرع الأساس لإفشال هذه المخططات المعادية"، فيما دعا حراك "وطنيون"، في نفس الوقت القيادة السياسية وحكومة السلطة الفلسطينية لإلغاء جميع الإجراءات التي أقدمت عليها أخيراً، والتي تمس بمصالح وحقوق أهل قطاع غزة وبمكانة القطاع في قلب الكيانية الوطنية ودوره كرافعة أساسية للنضال الوطني التحرري.
كما أكد عساف موقف الحراك الثابت برفض الاصطفاف مع أية محاور إقليمية، لما في ذلك من أضرار بالغة على قضية الشعب الفلسطيني ومصالحه الوطنية العليا.
بدورها، قالت عضو سكرتاريا "وطنيون لإنهاء الانقسام"، تغريد كشك، لـ"العربي الجديد"، إننا "نخاطب المجتمع الدولي والإقليم بالذات، بأن لدينا الرغبة باستعادة الوحدة والرفض للتدخل بمسيرتنا الوطنية". وطالبت كشك حركة حماس بالعودة لمنظمة التحرير الفلسطينية وتخفيف الوضع على المواطنين في غزة بمزيد من الحريات، في وقت دعت فيه منظمة التحرير لاحتضان الشعب الفلسطيني كوحدة واحدة والتفاوض مع حركة "حماس"، لإرجاعها لحضن الشرعية الفلسطينية.
ودعت كشك جماهير الشعب الفلسطيني للالتفاف حول حراك "وطنيون"، لأن الضغط الشعبي هو الورقة الرابحة لإنهاء الانقسام، في ظل ازدياد التدخلات الإقليمية بالوضع الفلسطيني.
من جانبها، طالبت عضو "وطنيون لإنهاء الانقسام"، سحر القواسمة في حديث لـ"العربي الجديد"، صناع القرار وطرفي الانقسام بضرورة العمل الحقيقي والجاد من أجل استعادة الوحدة، وحثت الشعب الفلسطيني على ضرورة المشاركة في هذا الحراك.
ولفت "وطنيون لإنهاء الانقسام" في الذكرى العاشرة للانقسام، إلى خطر الانقسام والذي بدأ يتحول إلى حاله انفصال مستعصية ومدمرة بفعل إصرار طرفي الانقسام على عدم الاستماع لصوت الأغلبية الساحقة التي تدفع وحدها ثمن استمرار هذه الحالة من حياتها المعيشية، ومن مقومات قدرتها على الصمود والبقاء ومواصلة النضال. وأكد الحراك على أنه بدون استعادة الوحدة بإنهاء هذا الانقسام واستعادة مكانة المواطن وحقوقه الإنسانية ودوره الوطني الفعّال في مجري النضال الفلسطيني التحرري، فإن مخاطر حقيقية تتهدد الحقوق الفلسطينية بالتبديد والتصفية.
في غضون ذلك، دعا الحراك إلى استئناف الخطوات التي أقرتها تحضيرية المجلس الوطني الفلسطيني التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت، وفي مقدمتها الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، والعمل الجاد لترجمة متطلبات تحقيق الشراكة السياسية في مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال يومياً على الأرض، بإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولدور مؤسساتها وبرنامج الإجماع الوطني، والحرص على حماية مكانتها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، باعتبارها الحاضنة للوطنية الجامعة لمختلف القوى والتيارات السياسية، والمعبر الوحيد عن الشعب الفلسطيني وحقوقه وتطلعاته، وفي مقدمتها حقه الطبيعي في مقاومة الاحتلال، وحقه في الحرية والعودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967.
كما دعا الحراك الجميع إلى احترام حقوق ومتطلبات المواطنة ومكانة الإنسان الفلسطيني في النضال الوطني، وحقه الطبيعي في اختيار ممثليه، والالتزام بحقوقه الدستورية من خلال التحضير الجاد وتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات العامة للمجلس الوطني وللرئاسة والمجلس التشريعي واحترام نتائجها، بما يكفل إعادة بناء الوحدة الوطنية على أسس ديمقراطية وفي إطار مؤسسات جامعة لقيادة النضال الوطني بمشاركة وجهد كافة القوي السياسية والاجتماعية في فلسطين، دون إقصاء لأحد أو احتكار المسؤولية من أي أحد.
بينما دعا حراك "وطنيون لإنهاء الانقسام" الشعب الفلسطيني في كل مكان للتعبير السلمي عن موقفه الرافض للانقسام والمتمسك بخيار الوحدة، بتنظيم مختلف أشكال الفعاليات الجماهيرية والمبادرات الكفيلة بإلزام الجميع للعودة إلى متطلبات الوحدة الوطنية وإعادة بناء مؤسساتها الجامعة.