تتسارع التطورات الميدانية في ريف حلب الشمالي الشرقي، تحديداً على مشارف مدينة الباب، وسط سباق بين فصائل المعارضة السورية التي تدعمها تركيا، في إطار عملية "درع الفرات"، وقوات سورية الديمقراطية (المعروفة اختصاراً بـ"قسد")، وقوات النظام السوري، للسيطرة على القرى المحيطة بمدينة الباب التي لا يزال يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وإذا كان من السابق لأوانه معرفة من سيحسم حرب القرى هذه، إلا أن الموقف التركي يبدو حازماً بشأن الحؤول دون دخول "قوات سورية الديمقراطية" إلى الباب، وهو ما ترجم بإرسال الجيش التركي، أمس الأربعاء، المزيد من التعزيزات العسكرية للمنطقة الحدودية مع سورية.
وقد استعادت فصائل المعارضة المنضوية ضمن غرفة عمليات "درع الفرات"، السيطرة على بلدة أخترين في ريف حلب الشمالي صباح أمس الأربعاء، وذلك بعدما احتلها لساعات، مسلحو تنظيم "داعش"، والذين سيطروا أيضاً على عدد آخر من القرى في المنطقة.
في هذا السياق، سيطر "جيش الثوار" التابع لقوات سورية الديمقراطية على قرى حاسين وفاقين وحليصة بريف حلب الشمالي عقب اشتباكات مع "داعش"، بحسب ما ذكرت مصادر مقربة من تلك القوات الساعية للتقدم نحو مدينة الباب. وهي خطوة ردت عليها فصائل المعارضة السورية، المدعومة من تركيا، بإعلانها أنها لن تتساهل معها. وقال القائد العام لـ"فرقة الحمزة" المنضوية ضمن "درع الفرات"، سيف أبو بكر، في تصريحات صحافية، أن أيّة قوة عسكرية تتجه إلى مدينة الباب، ستكون هدفاً لفصائل "درع الفرات".
وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن انسحاب قوات سورية الديمقراطية من مدينة منبج. إلا أن تركيا تؤكد بقاء نحو 200 عنصر داخلها وتطالب بانسحابهم.
في غضون ذلك، أعلنت فصائل عسكرية يتحدر أبناؤها من مدينة منبج، عن تشكيل مجلس عسكري تابع للمجلس المحلي الثوري في منبج، من أجل توحيد الجهود العسكرية ضد "داعش" ونظام بشار الأسد، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تتبع له وحدات حماية الشعب الكردية، وهي تشكل العمود الفقري لقوات سورية الديمقراطية. وقال مصدر عسكري في المعارضة السورية في تصريحات إلى "العربي الجديد" إن المجلس المُشكّل سيضم جميع المقاتلين في الجيش السوري الحر من أبناء مدينة منبج، والذين يتواجدون حالياً في مدينة حلب وريفها الشمالي، وفي مدينة جرابلس، مؤكداً أنه سيكون للمجلس دور هام في السيطرة على مدينة منبج.
وانطلقت عملية "درع الفرات" في شهر أغسطس/آب الماضي، واستطاعت تحرير مدينة جرابلس الحدودية من "داعش"، وامتدت غرباً نحو 90 كيلومتراً لتصل إلى مارع حيث استطاعت وصل المنطقة مجدداً مع أعزاز ومعبر باب السلامة. ثم امتدت جنوباً في طريقها إلى مدينة الباب، أهم معاقل "داعش" الحالية بريف حلب الشرقي، والتي تتسارع خطى مختلف القوى للوصول إليها، كإحدى أهم تركات "تنظيم الدولة" في محافظة حلب.