أكد المبعوث الفرنسي إلى دول الخليج، برتران بيزانسينو "وجود إشارات تهدئة ورغبة أكيدة" لإنهاء الحصار على دولة قطر، تماشياً مع إرادة كل من الكويت وفرنسا والولايات المتحدة، للخروج من الحصار، وإنهاء الأزمة الخليجية.
وشدّد بيزانسينو، في حوار مع صحيفة "الشرق" القطرية، نشرته اليوم الأحد، على أنّ "الحوار هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة التي تضر الجميع، ولمسنا رغبة الدوحة القوية في الخروج من هذه الحالة الراهنة"، بحسب قوله، مجدداً دعم فرنسا الوساطة الكويتية، ورغبة قطر وسياستها الداعية للحوار.
وأشار، وفق ما أوردت "قنا"، إلى اهتمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحل الأزمة الخليجية، و"المشاركة الجادة في شبكة الوساطة الدولية للمساعدة في الخروج من الأزمة، وإنهاء الحصار الظالم على قطر".
ونجمت الأزمة الخليجية، جرّاء إقدام السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على قطع علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، وفرض حصار بري وجوي على الدوحة، إثر حملة افتراءات واسعة، قبل أن تقدّم الكويت وساطتها للحل.
وحذر المبعوث الفرنسي من استمرار الأزمة الخليجية، وقال إنّ "استمرارها فيه خطورة على الجميع وضرر على صورة الخليج الجماعية، فضلاً عن عرقلة التعاون الأمني والسياسي والتجاري وعودة الاستثمارات الدولية إلى المنطقة".
وقال إنّ "فرنسا تعمل على الخروج من هذا الوضع. ونعلم تماماً أنّ ذلك ربما يأخذ وقتاً، ولكن نلاحظ بكل اهتمام ومصلحة أنّ حلفاءنا الأميركيين معنا ويهمهم حلها أيضاً، وهو ما سيسرّع من إنهائها، ونأمل في حصد ثمار الجهود الدولية وعلى رأسها جهود الكويت".
وأوضح أنّ "الوضع صعب ومعقد ولكن ليس مستحيلاً، فالدول العربية يجمعها نفس المصير والتاريخ وتواجه نفس التهديدات والمخاطر، ومن مصلحة كل الدول العربية والخليجية أن تعود علاقاتها الطبيعية مع دولة قطر"، مشدداً على أهمية عودة الحوار قريباً بين السعودية وقطر.
ولفت في هذا الإطار، إلى قمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت، واللقاء بين ممثلي مجالس الشورى للدول الست، ومشاركة منتخبات المنطقة في مباريات كرة القدم، معتبراً أنّ "كل هذه لفتات صغيرة ولكنّها تعني لنا الكثير وعلى وجه الخصوص، أنّ مجلس التعاون الخليجي يستمر في العمل وهو الأهم عندنا".
إجراءات ملموسة
وأشاد بيزانسينو بسياسة قطر، ومد أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليد لقادة دول الحصار لإطلاق الحوار.
وأضاف "نلاحظ أنّ الأمير قام بالعديد من الإجراءات للحفاظ على وحدة الشعب، والنأي به بعيداً عن مضار الحصار، عبر تأمين الأمن الغذائي والاتجاه نحو التصنيع والاكتفاء الذاتي، وهو شيء ممتاز ويتفق مع رؤيته نحو آفاق 2030 لتوفير مصادر دخل بديلة عن الغاز والنفط في المستقبل".
وذكّر بأنّ "أمير قطر كرر مراراً أمله في إعادة الحوار مع شركائه في مجلس التعاون، وعلى وجه الخصوص مع السعودية، وقد اتخذ عدة إجراءات مهمة لطمأنة شركائه الذين كان لديهم قلق حقيقي في خضم حربهم ضد الإرهاب، ولا سيما في فرنسا وأميركا".ولفت إلى أنّ "قطر، رغم الحصار، تتقدّم وتزدهر وتزداد قوة بالاعتماد على الذات، وتنويع شراكات وأحلاف دولية كبرى".