ذكرت مجلة "فورين بوليسي"، يوم الجمعة، أن البيت الأبيض جمد سراً صفقة تسليم قنابل عنقودية للمملكة العربية السعودية، واعتبرت الخطوة تعبيراً عن انزعاج أميركي من العمليات العسكرية في اليمن.
وعلى الرغم من عدم حصولها على أي تعقيب رسمي صريح حول الأسباب وراء القرار الأميركي، إلا أن "فورين بوليسي" سارعت إلى التوضيح بأن القرار ربما يعود إلى تقارير منظمات حقوقية تعتبر أن استخذام القنابل العنقودية يتسبب في مقتل وجرح المدنيين.
كما أضافت أن الخطوة تأتي كرد على الانتقادات التي يبديها المشرعون الأميركيون بشأن الدعم العسكري الكبير الذي تقدمه واشنطن للتحالف العربي باليمن، بما في ذلك صفقات التسليح، وتدريب القوات العسكرية، وتوفير معطيات عن الأهداف المحتملة، وتزويد الطائرات بالوقود في الجو.
وأسر مسؤول أميركي لـ"فورين بوليسي" أن بلاده مازالت تتحقق من صحة المخاوف بشأن تسبب القنابل العنقودية في قتل وجرح مدنيين باليمن، موضحاً أن واشنطن بصدد البحث عن معطيات إضافية.
وبحسب "فورين بوليسي" فإن القنابل العنقودية الأميركية الصنع تحتوي على مجموعة من القنابل الصغيرة التي تنتشر في المكان المستهدف، وتكمن خطورتها في التسبب بأضرار وإصابات في مساحات واسعة. كما أن القنابل الصغيرة التي لا تنفجر لحظة الهجوم يمكن أن تتسبب في مقتل أو جرح أشخاص آخرين حتى بعد مرور سنوات على إلقائها.
إلى ذلك، لفتت "فورين بوليسي" إلى أن الإدارة الأميركية عبرت عن قلقها بشأن تطورات الأحداث باليمن، لكن دون أن تعلن رسمياً عن تقليص الدعم العسكري والتكتيكي الذي تقدمه للتحالف العربي. وأضافت أن المملكة العربية السعودية عبرت على التزامها بفتح تحقيق بشأن القتلى المدنيين في العمليات العسكرية التي تقودها ضد مليشيات الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
"المملكة العربية السعودية التزمت كذلك بإنشاء لجنة تحقيق لتقييم الاستهداف العسكري، وضمان حماية المدنيين، والتقصي في الحالات التي تعرض فيها المدنيون لإصابات باليمن"، يقول للمجلة مسؤول أميركي، فضل عدم كشف هويته. هذا الأخير أضاف "هذه خطوة جوهرية ستضمن حماية المدنيين، وكذا تفادي أي إصابات بينهم في المستقبل".