وكان ترامب قد أعلن اختيار ناورت لشغل المنصب بعد استقالة نيكي هيلي من منصبها، لكنه لم يرشحها رسمياً متيحاً الفرصة للكونغرس للتصويت على ترشيحها.
ونقل بيان للخارجية الأميركية، وصل إلى "العربي الجديد" نسخة منه، عن ناورت، أنها "تشعر بالامتنان للرئيس ترامب ووزير الخارجية بومبيو على الثقة التي منحاها إياها"، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن "عائلتها تشعر بالإنهاك وخصوصاً بالشهرين الأخيرين بسبب تسليط الأضواء في الإعلام الأميركي على حياتهم بكل تفاصيلها".
وعملت ناورت كمذيعة وصحافية في برنامج صباحي على محطة "فوكس نيوز" التي يشاهدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستمرار. وكانت قد انضمت للمحطة عام 1998. وبعد انتخاب ترامب تولت منصب المتحدثة الرسمية باسم وزير الخارجية الأميركي السابق، ريك تيلرسون، على الرغم من أنها لم تشغل أي منصب سياسي رفيع المستوى قبل ذلك.
وتخرجت ناورت من جامعة كولومبيا في نيويورك في الصحافة لكن خبرتها الصحافية، وخاصة في المجال السياسي بقيت محدودة حيث لم تعمل كمراسلة خارج الولايات المتحدة ولم تعمل حتى على مواضيع سياسية أميركية بعمق.
وكان من المتوقع أن تواجه ناورت أسئلة وتحديات صعبة في جلسة الكونغرس الخاصة بالمصادقة على ترشيح السفراء، بعد ترشيحها الذي كان يتوقع أن يعلن عنه الرئيس الأميركي رسميا في وقت قريب. وتأتي تلك الصعوبة بسبب خبرتها القليلة في مجال السياسة الخارجية، باستثناء عملها في السنتين الأخيرتين كمتحدثة باسم وزير الخارجية الأميركي.
ولكن حتى هذا العمل لم تحصل في النصف الأول منه على الكثير من التقدير الذي كانت ترغب به أو الخبرة اللازمة كمتحدثة باسم وزير الخارجية ريك تيلرسون. حيث لم يأخذها تيلرسون معه في أي من رحلاته الخارجية، على عكس ما هو معتاد لمنصب المتحدث الرسمي باسم وزير الخارجية. وكانت قد عبرت لمقربين منها في أكثر من مناسبة عن إحباطها الشديد من طريقة تعامل تيلرسون معها.
لكن الأمور تغيرت مع تولي مايك بومبيو منصب وزير الخارجية، إذ بدأت ترافقه في رحلاته الخارجية، واكتسبت خبرة أكبر وبدأ يظهر ذلك في تعاملها. كما تولت منصب مساعدة وزير الخارجية (مناوبة) منذ شهر مارس/آذار الماضي، إضافة لمنصبها كمتحدثة باسم وزير الخارجية.
ولقي إعلان الرئيس الأميركي، قبل قرابة الشهرين، رغبته بترشيحها امتعاضاً عند الكثيرين من النخبة السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة. ويعود هذا الامتعاض لقلة خبرتها وأهمية المنصب كسفيرة لبلادها في المنظمة الدولية الأهم في العالم التي تصنع فيها قرارات مصيرية.
ويعود ذلك لأسباب مختلفة أهمها أن عددا لا بأس به ممن شغلوا المنصب بالسابق كان لهم رصيد وخبرة كبيرة في العمل السياسي قبل وبعد توليهم المنصب، ومن بين هؤلاء على سبيل المثال جورج بوش الأب الذي أصبح لاحقاً رئيسا للولايات المتحدة، وكان قد شغل قبلها منصب نائب الرئيس ريغان لفترتين متتاليتين.
أما سابقتها نيكي هيلي، وعلى الرغم من أنه لم تكن لديها خبرة في السياسة الخارجية الأميركية قبل توليها منصب سفيرة بلادها للأمم المتحدة، إلا أنها كانت صاحبة خبرة سياسية طويلة داخل الولايات المتحدة على الأقل، حيث تولت منصب حاكمة ولاية ساوث كارولاينا لأكثر من فترة.
ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي خلال الأيام القادمة عن ترشيح جديد لمنصب السفير الأميركي في الأمم المتحدة.