وبحسب الصحيفة، فإنّ التقديرات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تشير إلى أنّ الحلبة الفلسطينية تشكّل المنطقة الأكثر سخونة والمرشحة لاندلاع الأوضاع فيها.
ولفتت إلى أنّ التقديرات التي استعرضها رئيس أركان جيش الاحتلال غادي أيزنكوت، قبل أسبوعين، أمام مجلس الكابينت السياسي والأمني للحكومة، أشارت إلى تعاظم خطر التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل تعثّر محادثات المصالحة الفلسطينية، وحالة الإحباط لدى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بفعل العقوبات الأميركية والجمود التام في العملية السياسية.
وكشف عاموس هرئيل في "هآرتس"، في هذا السياق، أنّ تقديرات جيش الاحتلال للعام 2019 بشأن الميزان الاستراتيجي لإسرائيل، تفيد بتحسّن الحالة الاستراتيجية، بفعل القوة العسكرية، والتحالفات الاستراتيجية التي نسجتها دولة الاحتلال مع الولايات المتحدة (وبدرجة أقل مع عدد من الدول العربية السنية في المنطقة)، لكن هوامش الأمن الإسرائيلي باتت أكثر ضيقاً من الماضي، "فالمنطقة وصلت إلى نقطة تنذر بانفجار كبير".
وبالرغم من الاستعراض السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في نيويورك، وهجومه على وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ودعمه خطوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلا أنّ "هآرتس"، اعتبرت أنّ قرارات الدول المانحة في اجتماعها، أمس الأربعاء، في نيويورك، والتوصّل إلى اتفاق أولي بزيادة التمويل الخاص بـ"أونروا"، من شأنها أن تخفّف من أزمة الكهرباء في غزة.
لكن هذا كلّه لا ينفي عودة الجيش والمؤسسة الأمنية في الاحتلال الإسرائيلي، إلى الحديث عن ارتفاع فرص التصعيد العسكري بين "حماس" ودولة الاحتلال، بشكل كبير، في الأسابيع الأخيرة.
وبحسب ضباط ومسؤولين كبار في جيش الاحتلال، فإنّه في حال عدم إحراز تقدّم في المصالحة الفلسطينية، فإنّ اندلاع المواجهات العسكرية مع "حماس"، "هو مسألة وقت لا غير".
وتؤكد "هآرتس"، أنّ "هذه التحذيرات ليست نتاج موقف جديد في الجيش والمؤسسة العسكرية، بل استمرار لتحذيرات سابقة أفادت بأنّ الأوضاع هي أقرب إلى المواجهة منها إلى التهدئة".
وبحسب "هآرتس"، فإنّ جيش الاحتلال يرصد، أخيراً، نشاطاً لحركة "حماس" يعزّز التقديرات بأنّ الحركة معنية بمواجهة، ولو محدودة مع إسرائيل، فـ"حماس"، بحسب التقديرات الجديدة، تريد إدارة المواجهات مع الجيش يومياً، وعلى مدار أيام الأسبوع، وليس فقط في أيام الجمعة.
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وفي ضوء مواقف عباس، فإنّ جيش الاحتلال يتهم الرئيس الفلسطيني بأنّه يدفع "حماس" نحو مواجهة مع إسرائيل.
وكرّر موقع "هآرتس" تحذيرات سابقة، من أنّه في حال عدم توفير تمويل بديل لـ"أونروا"، فإنّ المواجهة العسكرية ستكون حتمية ولا يمكن تفاديها، وأنّ محتاجي المساعدات، والطلبة الذين ستتعطل دراستهم، سيحاولون التسلّل إلى إسرائيل، علماً بأنّ هؤلاء، بحسب ادعاء الاحتلال، لا يشاركون في المسيرات التي تنظمها حركة "حماس"، لكنهم في حال انهيار القطاع، سيحاولون البحث عن مخرج من الأزمة في إسرائيل. وبالتالي فإنّ محاولة جيش الاحتلال، منع أعداد كبيرة من سكان قطاع غزة، من الوصول إلى إسرائيل، سيعني إطلاق النار على نحو واسع يضع دولة الاحتلال في وضع دولي غير محتمل، خاصة وأنّه حتى في حال المواجهة العسكرية، سيكون على دولة الاحتلال إدخال المواد الغذائية إلى القطاع.