نفت المعارضة السورية المسلحة تلقيها أي أسلحة نوعية جديدة من الممكن أن تقف في وجه حجم الإجرام الذي تقوم به قوات النظام وحلفاؤها الروس في مدينة حلب، منذ انهيار الهدنة في 19 سبتمبر/ أيلول الحالي.
وقال قائد أركان الجيش الحر، العميد أحمد بري، لـ"العربي الجديد"، إن "المعارضة لم تتلق أي أسلحة نوعية جديدة من الممكن أن تقف في وجه إجرام النظام وروسيا في حلب وفي كافة الأراضي السورية"، نافياً "الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام في هذا السياق".
وجاء النفي بعدما كشف قائد أحد تشكيلات "الجيش السوري الحر"، العقيد فارس البيوش، في حديث لوكالة "رويترز"، عن أن دولاً أجنبية زودت مقاتلي المعارضة براجمات سطح سطح من طراز "غراد"، لم يحصلوا عليها من قبل، رداً على العدوان الكبير الذي تدعمه روسيا على حلب منذ أيام، وخلّف عشرات القتلى والجرحى.
وأوضح بري أنّ "المعارضة تملك صواريخ غراد منذ فترة طويلة وهي تستخدمها في معظم معاركها"، مشيراً إلى أنها "ليست بذات التأثير الكبير في سير المعارك".
من جانبه، قال مصدر عسكري من جيش إدلب الحر، لـ"العربي الجديد"، إن "المعارضة بحاجة إلى صواريخ مضادة للطيران بشكل خاص"، لافتاً إلى أن "النظام يتفوق على المعارضة بسلاحه الجوي فقط، والدليل على ذلك انتصار المعارضة في معظم المعارك التي لا يشارك فيها سلاح الجو، مثل معركة تحرير مطار أبو الظهور العسكري".
وأوضح "ألا وعود بمنح المعارضة هذه الصواريخ، ما يدل على رغبة لدى الدول العظمى بإطالة أمد الصراع في سورية، وضرب النظام بالمعارضة لإخضاع سورية الجديدة لرغبات تلك الدول".
وأضاف أنّ "المعارضة تمتلك كمية جيدة من مضادات الدروع، مستدركاً كلامه أنها "لا تحسم المعارك في ظل وجود سلاح الطيران، كما لا تمنع قصف المدن والملاجئ، وانتقام النظام وروسيا من حاضنة الثورة الشعبية".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي، اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن "واشنطن حالت دون وصول كميات كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي تلك المحمولة على الكتف إلى سورية ساعية إلى توحيد الحلفاء الغربيين والعرب خلف هدف تقديم التدريب وأسلحة المشاة لجماعات المعارضة المعتدلة مع مواصلة المحادثات مع موسكو".
وأضاف المصدر نفسه: "لكن خيبة الأمل إزاء موقف واشنطن تتصاعد فيما يزيد احتمال ألّا تواصل دول الخليج أو تركيا السير وراء الولايات المتحدة، أو تغض الطرف عن أفراد أثرياء يتطلعون لتزويد جماعات المعارضة بتلك الأسلحة المضادة للطائرات".
كما نقلت عن مسؤول أميركي ثان أن "السعوديين يعتقدون دائماً أن السبيل الأمثل لإقناع الروس بالتراجع هو ما أفلح في أفغانستان قبل نحو 30 عاماً، وهو تحييد قوتهم الجوية بتزويد المجاهدين بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة".