وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، قد صرّح، أمس الخميس، من العاصمة السعودية الرياض، بأنّ فرنسا قلقة من "نزعة الهيمنة" الإيرانية في الشرق الأوسط، مشيراً خصوصاً إلى برنامج طهران للصواريخ البالستية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، في تصريحات نقلتها وكالة "إرنا" الرسمية، اليوم الجمعة، وأوردتها وكالة "رويترز"، إنّه "للأسف يبدو أنّ لفرنسا رؤية أحادية الجانب ومنحازة تجاه الأزمات والكوارث الإنسانية في الشرق الأوسط، وهذا النهج يساعد عامداً أم غير عامد حتى بتفعيل الأزمات الكامنة".
وقال الوزير الفرنسي، أمس الخميس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير، في الرياض، إنّه ناقش مع المسؤولين السعوديين "دور إيران ومختلف المجالات التي تقلقنا نشاطات هذا البلد فيها". وأضاف "أفكّر خصوصاً بتدخلات إيران في الأزمات الإقليمية، بنزعة الهيمنة هذه، وأفكّر في برنامجها البالستي".
وردّ قاسمي على لودريان، مؤكداً أنّ "مخاوفكم غير مطابقة للوقائع الإقليمية وهي تقودكم في الاتجاه الخاطئ".
ورفض إلقاء المسؤولية على إيران، مشيراً في المقابل إلى "دور السعودية التخريبي تماماً" في هذه الأزمات.
وقال إنّ "تجاهل الحقائق القائمة والواضحة تماماً والقيام تحت إملاءات المسؤولين السعوديين المتوهمين ومثيري الحروب بتكرار هواجس هؤلاء المسؤولين المفتعلة والعدائية التي لا أساس لها تجاه إيران، لن يحلّ مشكلة من الأزمات" التي تعصف بالمنطقة.
وتخوض السعودية وإيران اختبار قوة متصاعداً في العديد من الأزمات في الشرق الأوسط، وفي طليعتها في اليمن وسورية، وكذلك في لبنان، حيث تصاعد التوتر مع إعلان رئيس الوزراء سعد الحريري، في 4 تشرين الثاني/نوفمبر، استقالته بشكل مفاجئ، في بيان متلفز تلاه من العاصمة السعودية الرياض، وانتقد خلاله إيران و"حزب الله".
ووصف الرئيس اللبناني ميشال عون، رئيس الحكومة المستقيل الذي لم يعد منذ ذلك الحين إلى لبنان، بأنّه "رهينة" في السعودية.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس الخميس، أنّ الحريري سيكون، غداً السبت، في باريس، وسيستقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.
وكان ماكرون دعا الحريري، الأربعاء، للمجيء إلى فرنسا مع أسرته، لقضاء "بضعة أيام"، مشيراً إلى أنّه قبل الدعوة، وذلك سعياً منه لإيجاد مخرج لمسألة الحريري الموجود حالياً في السعودية.
والتقى وزير الخارجية الفرنسي، أمس الخميس، الحريري في مقرّ إقامة الأخير في الرياض.
وكانت إيران أعربت عن الأمل بعودة الحريري إلى بلاده سريعاً، وأن يمضي مراحل استقالته بصورة قانونية في لبنان.
وبعد الموقف الإيراني، اليوم الجمعة، تتجه الأنظار إلى مصير زيارة الرئيس الفرنسي المقرّرة إلى إيران، في وقت لاحق قبيل انتهاء العام الحالي، والتي لم يتم تعيين موعد محدد لها.
والإثنين الماضي، قال قاسمي، حول زيارة ماكرون، إنّ "الزيارة مدرجة في جدول الأعمال، وسيقوم وزير الخارجية الفرنسي بزيارة إلى طهران في غضون الأسابيع القادمة".
(العربي الجديد)