ومن بين الموقوفين شقيق وشقيقة مطلوب للسلطات الأمنية على خلفية "قضية إرهاب"، وهو في حالة فرار ويتحصّن بجبال الكاف.
وذكرت الداخلية التونسية أن شقيق الشخص المطلوب أمنيا "اعترف أنه مكّن هذه الجماعات من مساعدات مالية، وأقرّ أن مهمته تتمثل في مراقبة ورصد دوريات الحرس الوطني".
وبالموازاة مع ذلك، تمكّنت قوات الجيش والأمن من الكشف عن ثلاثة مخازن أسلحة في بنقردان، جنوب تونس، آخرها ظهر اليوم بجهة الوراسنية الواقعة في ضواحي المدينة، ويحتوي على مجموعة من قذائف نوع "آر بي جي" وصواعق وأسلحة حربية.
وتمكّنت السلطات، أمس السبت، من اكتشاف مخزن سلاح داخل حفرة بغابة زيتون (وادي فسّي) بالجهة نفسها، يحتوي على ثلاثة أسلحة نوع "كلاشينكوف"، و12 مخزن سلاح، وكيسا بلاستيكيا يحتوي على كميّة من الخراطيش، و54 صندوق ذخيرة، ويحتوي كل صندوق على 500 خرطوشة.
كذلك وضع الأمن يده على مخزن آخر تحت الأرض، أمس، بمنطقة شارب الراجل طريق جرجيس، ويحتوي على مواد حربية متعددة، منها 22 قذيفة "آر بي جي"، و21 قنبلة يدوية، و10 ألغام أرضية مضادة للعربات، و24 لغماً أرضياً صغيراً، وكميات كبيرة من الأسلحة والمواد الحربية الأخرى.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع، العقيد بلحسن الوسلاتي، قد أكد، في تصريح إذاعي، أن "عمليات الكشف عن مخابئ الأسلحة والذخائر التي تمت اليوم، من قبل وحدات عسكرية وأمنية مشتركة، في بنقردان، جاءت بعد العثور على إحداثيات في هاتف طلال السعيدي، والذي تم القضاء عليه منذ ثلاثة أيام في جبل السلوم من محافظة القصرين".
وتعليقا على هذه العمليات التي تمت في ظرف زمني لم يتجاوز الـ24 ساعة، اعتبر رئيس "المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل" والعميد المتقاعد من الجيش الوطني، مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد"، أن المخازن التي تم كشفها في بنقردان ستعقبها اكتشافات أخرى في الأيام المقبلة، "بعد تعميق البحث مع العناصر الإرهابية المقبوض عليهم"، معتبرا أن "هذه المجموعات خزّنت إبان الثورة التونسية، وتحديدا في عام 2011، كميات مهمة من الأسلحة، في محاولة منها للسيطرة على منطقة الجنوب واستغلالها في هجمات".
وأوضح بن نصر أن "هذه الاكتشافات تأتي بعد العثور على معلومات في هاتف أحد المسلحين تم القضاء عليه في جبل السلوم، وأمير كتيبة "جند الخلافة"، طلال السعيدي"، مبينا أن "كميات الأسلحة إلى حد الآن ليست كبيرة، ولكن كميات الذخائر التي تم العثور عليها هي التي تعتبر مهمة"، مشيرا إلى أنها "تقدّر بمئات وآلاف القطع".
واعتبر المتحدث أن "المجموعات المسلحة حاولت توزيع الأسلحة على أماكن متفرقة في بنقردان، حتى لا تجري مصادرتها جميعها في حالة الكشف عن أحد المخازن"، معتبرا أن "الضربات الأمنية والملاحقات التي حصلت حالت دون تنفيذ العديد من المخططات"، ومشددا على أن "هناك يقظة كبيرة من القوات الأمنية والعسكرية في ملاحقة العناصر الإرهابية".
وأكد بن نصر أنّ "التركيز على بنقردان يأتي لكونها منطقة استراتيجية ولقربها الجغرافي من ليبيا (حوالي 30 كلم على الحدود التونسية الليبية)، وبالتالي يسهل نقل الأسلحة وإخفاؤها في مخازن تحت الأرض كالتي كشفت أخيرا".
وبيّن العميد المتقاعد أن بن قردان سجلت غياب كاملا للأمن في عام 2011، خاصة بعد أن تراخت المؤسسة الأمنية بسبب حالة الانفلات التي مرت بها تونس، و"بالتالي اغتنم المتشددون تلك الأوضاع لتخزين كميات مهمة من الأسلحة في المنازل والضيعات وتحت الأرض".