وتمثل القاعدة في الوقت الحالي مرتكزاً لأكثر من ألفي جندي وعسكري أميركي، إضافة إلى سرب مروحيات مقاتلة ومنظومة رصد جوي تغطي أكثر من 400 كيلومتر، إضافة إلى وحدات استطلاع وفرقة مهام خاصة تتولى عملية البحث عن البغدادي.
وتتشارك القاعدة إلى جانب القوات الأميركية الفرقة السابعة بالجيش العراقي بقيادة الفريق نومان الزوبعي وقادة عسكريين عراقيين آخرين، فضلاً عن أنها تحتوي على وحدة تدريب للقوات العراقية أنهت قبل أيام تخريج دفعة متخصصة بتحرير الرهائن واقتحام المباني والقتال بالأماكن الضيقة.
ويعود تاريخ تشييد القاعدة الجوية العراقية، التي تمتد مساحتها نحو 24 كيلومترا، إلى ثمانينيات القرن الماضي من قبل شركات عسكرية يوغوسلافية متخصصة.
وكانت القاعدة شاهداً حياً على الحرب العراقية - الإيرانية، إذ استخدمت كمقر لسرب طائرات "الميغ والسوخوي".
وفي عام 1991، استخدمت القاعدة كمنطلق لوحدة الصواريخ العراقية بعيدة المدى، إذ قصفت تل أبيب ومناطق داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنها حيفا.
وتعرضت القاعدة بعد الاحتلال الأميركي لقصف عنيف أخرجها عن الخدمة، قبل أن تقوم القوات الأميركية بإعادة بنائها وإضافة مدرج طائرات ثان إلى جانب الأول القديم المخصص لهبوط الطائرات المقاتلة وطائرات الشحن العسكرية.
وتحتوي القاعدة، منذ الثمانينيات، على ملاجئ للطائرات وأخرى للجنود قادرة على تحمل القصف بقنابل غير تقليدية.
وخلال عامَي 2014 و2015، استعصت القاعدة على السقوط بيد "داعش" رغم سقوط كل المناطق التي حولها، حتى اعتبرها مسؤولون عراقيون بأنها تحولت جزيرةً وسط مستنقع كبير.
واستخدمت خلال الحرب ضد التنظيم الإرهابي كغرفة تنسيق عملياتية بين القوات الأميركية ومسلحي العشائر المناهضين لـ"داعش".
وخلال السنوات الخمس عشرة الماضية، تحولت القاعدة إلى مقصد الرؤساء الأميركيين، ووزراء الدفاع الأميركيين والجنرالات البارزين، لتفقد جنودهم، حيث زارها أول مرة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في ديسمبر/ كانون الأول 2008.
وفي إبريل/ نيسان عام 2009، حطت طائرة الرئيس السابق باراك أوباما، في القاعدة العراقية، التي شهدت، أمس الأربعاء، أيضاً زيارة مفاجئة للرئيس دونالد ترامب برفقة زوجته ميلانيا.
واللافت أن الزيارات الثلاث للرؤساء الأميركيين كانت سرية ومن دون علم الحكومة العراقية في بغداد، ما خلف ردود فعل شاجبة من جانب أحزاب وقوى وفصائل مسلحة مقربة من إيران.