دهست شاحنة، حشداً في سوق مزدحم بمناسبة أعياد الميلاد، وسط برلين، مساء يوم الاثنين، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 48، فيما أعلنت السلطات الألمانية حالة من التأهب القصوى، فجر الثلاثاء، رغم انتهاء عمليات الإنقاذ في موقع الدهس.
وقالت الشرطة على "تويتر" إنها اعتقلت مشتبهاً به، وإن راكبا آخر في الشاحنة لقي حتفه، وذكرت الشرطة أن هوية السائق المشتبه به- الذي فرّ من موقع الحادث واعتُقل لاحقاً- لم تتضح بعد.
ونقلت وسائل إعلام ألمانية عن مصادر أمنية محلية قولها إن هناك أدلة تشير إلى أن المشتبه به المعتقل من أفغانستان أو باكستان، وأنه دخل ألمانيا في فبراير/شباط كلاجئ.
وذكرت الشرطة على "تويتر" أنها تحقق في خيوط تشير إلى أن الشاحنة مسروقة من موقع بناء في بولندا. وقال وزير الداخلية الألماني، توماس دي مايتسيره، إن ملابسات الحادث لا تزال غير واضحة، مضيفاً "لا أريد أن أستخدم كلمة (هجوم) حتى الآن، برغم أن الكثير يشير إلى ذلك".
وتوالت ردود الفعل على عملية الدهس، إذ اعتبر الرئيس الألماني، يواخيم غاوك، ما جرى أنه "ليلة رهيبة لبرلين وألمانيا"، وقال "لقد أُصبت بصدمة نتيجة ما جرى. كل تفكيري يذهب الآن نحو أهالي الضحايا وأصدقائهم".
أما نائب المستشارة أنجيلا ميركل، سيغمار غابرييل، فكتب على "تويتر" شاكراً رجال الدفاع المدني والشرطة، ودعا الألمان إلى تفادي ترك "التخمينات تأخذنا نحو أسباب هذا العمل".
وأعاد الحادث إلى الأذهان هجوماً وقع في نيس بفرنسا، في يوليو/تموز، عندما قاد رجل تونسي المولد شاحنة تزن 19 طناً على طريق الساحل ودهس أناساً تجمعوا لمشاهدة عرض للألعاب النارية في اليوم الوطني، فقتل 86 شخصاً.
وحتى اللحظة، فإن كل ما صدر عن الشرطة الألمانية لا يعطي تفسيراً واضحاً لخلفية ما جرى في برلين، إلا أن تسريب هوية الفاعل المفترض، على أنه طالب لجوء باكستاني أو أفغاني، يفتح الباب على مصراعيه لتكهنات كثيرة.