لم يكد يمر أسبوع على الأزمة التي أحدثتها تسريبات لوزير الخارجية اللبناني وصهر رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، هاجم فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري ووصفه بـ"البلطجي"، حتى نسبت مجلة "مغازين" الفرنسية الشهيرة تصريحات لباسيل هاجم فيها "حزب الله" و"القوات اللبنانية" وغيرهما من القوى السياسية.
وسارع باسيل، اليوم الجمعة، إلى توضيح ما نسب له من تصريحات نقلاً عن مجلة "مغازين"، مؤكداً أن وسائل الإعلام التي تناولت المقابلة "نقلت كلاماً محرّفاً ومجتزأ" من حديثه.
وردّ المكتب الإعلامي لباسيل على وسائل الإعلام التي نشرت مقابلة "مغازين"، معتبراً أنها "نقلت كلاماً محرّفاً ومجتزأ من حديثه إلى المجلة في موضوع العلاقة مع "حزب الله"، والحقيقة أنّ ما قاله باسيل إنّ "علاقتنا مع "حزب الله" استراتيجية وباقية، وهي كسرت الرقم القياسي في التفاهمات السياسية في لبنان، وإنّنا على نفس الموجة في القضايا الاستراتيجية".
وأوضح البيان أنّ "باسيل قال في المقابلة إنه يأسف لوجود بعض الاختلافات في المواضيع الداخلية، وثمّة قرارات يتّخذها حزب الله في الموضوع الداخلي لا تخدم الدولة، وهذا ما يجعل لبنان يدفع الثمن، وإنّ بنداً أساسياً هو بناء الدولة في وثيقة التفاهم لا يطبّق بحجة قضايا السياسة الخارجية".
وأضاف البيان أنه "مهما حاول اليائسون تخريب العلاقة الاستراتيجية مع "حزب الله" لن ينجحوا".
وفي المقابلة التي نشرتها المجلة الفرنسية، قال باسيل "التيار الوطني الحر وحزب الله يسيران على الموجة نفسها حيال مسائل السياسة الخارجية، لكن في المسائل الداخلية فإن الحزب يتخذ مواقف لا تخدم مصالح الدولة اللبنانية، وهذ ما يدفع ثمنه كل لبنان". كذلك اعتبر أن "حزب الله لم يلتزم ببند بناء الدولة في تحالفنا معه بذرائع واعتبارات استراتيجية، وهناك الفساد الذي يأكلنا ونحن لا نستطيع أن نتعايش مع ذلك".
وتناول باسيل في المقابلة ملف الانتخابات النيابية المُقررة في مايو/ أيار المقبل، معتبراً أنه "يحاول تحرير الناخب، بينما هم يريدون تقييده"، موضحاً أنه يقصد بـ"هم" ليس فقط نبيه بري، "لكن أيضاً حزب الله ووليد جنبلاط والحزب القومي السوري الاجتماعي وتيار المردة"، وهم حلفاؤه ضمن فريق الثامن من آذار.
وعن تحالفه مع "القوات اللبنانية"، حمّل رئيس "التيار الوطني الحر" في المقابلة القوات "المسؤولية الكاملة عن تدهور العلاقات الثنائية". واعتبر في الحوار أن "اتفاقنا بُني على دعم العهد الرئاسي الحالي، وهذا ما يفترض بالضرورة تحالفاً وزارياً وبرلمانياً يشمل أيضاً التعيينات الإدارية. لكن موقفهم المعادي لخطة تطوير القطاع الكهربائي أثبت أن القوات اللبنانية لم يكونوا مؤيدين لا للتغيير ولا للإصلاح، ثم أتت قضية رئيس الحكومة سعد الحريري ليتبين أن خياراتنا كانت متناقضة مع خياراتهم"، في إشارة إلى الاتهام الذي وجّه إلى القوات اللبنانية بالتغطية على ما حصل مع الحريري في الرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لناحية استقالته تحت الضغط السعودي، قبل تدخل وساطات دولية وإقليمية وعودته إلى لبنان وإلى منصبه.
وجدد باسيل "التمسك بوحدة المسيحيين، لكننا لا يمكننا تهميش مصالح الدولة من أجل تحقيق وحدة المسيحيين. المسيحيون لا يمكنهم العيش خارج الدولة. الوحدة داخل كل طائفة مهمة، لكن ليس على حساب الدولة".
وكانت مقابلة سابقة لباسيل مع "قناة الميادين" قد أثارت جدلاً أيضاً، بعد أن قال فيها إنه لا يعارض وجود إسرائيل، ليخرج بعدها ويؤكد أن كلامه اجتزئ، وأن السياق الذي تحدث فيه كان مختلفاً.