تمكّن مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيون) والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، من تحقيق تقدم عسكري، إذ سيطروا على جبل "جالس" في محافظة لحج جنوبي اليمن، والذي يتمتع بأهمية استراتيجية، كونه يطل على أكبر قاعدة عسكرية، يسيطر عليها التحالف وقوات الشرعية جنوب البلاد.
وأوضحت مصادر محلية وأخرى في المقاومة لـ"العربي الجديد" أن الحوثيين وحلفاءهم سيطروا فجر اليوم الثلاثاء على جبل "جالس"، في منطقة القبيطة، التابعة إدارياً لمحافظة لحج، والقريبة من محافظة تعز، بعد هجوم عنيف نفذوه للسيطرة على الجبل وخاضوا مواجهات عنيفة مع المقاومة، التي انسحبت بعد سقوط ضحايا من الطرفين.
ووفقاً للمصادر، فقد تدخلت مقاتلات التحالف فجر اليوم، وشنّت عدداً من الغارات على مواقع في جبل "جالس"، ما اضطر الحوثيين للانسحاب من بعض المواقع، والانتشار بمناطق متفرقة.
إلى ذلك، قتل نحو ثمانية مدنيين، وجرح آخرون فجر اليوم، بغارة خاطئة استهدفت منزلاً في قرية "العقيبة"، وفقاً لمصادر محلية متطابقة، ولم تصدر السلطات الرسمية تعليقاً بهذا الشأن.
ويطل جبل "جالس" على قاعدة "العند" الجوية، أكبر قاعدة عسكرية في جنوب البلاد، وتبعد عشرات الكيلومترات عن عدن، وتتواجد فيها قوات تابعة للتحالف العربي، وأخرى من قوات الجيش الموالية للشرعية.
من جهةٍ أخرى، أفاد سكان محليون في محافظة أبين، جنوبي اليمن، بأن مسلحي تنظيم "القاعدة" المعروف محلياً بـ"أنصار الشرعية" استعادوا اليوم سيطرتهم على مدينة، بعد حوالى شهرين، من إعلانه الانسحاب منها.
وأوضح السكان ومصادر محلية متطابقة لـ"العربي الجديد" أن مسلحي التنظيم أعادوا انتشارهم فجر اليوم في مدينة "جعار"، وطردوا أشخاصاً كانوا يتواجدون في مركز للشرطة في المدينة.
وكان مسلحو التنظيم انسحبوا أوائل مايو/أيار المنصرم من "جعار" ومدن أخرى من أبين بوساطة قبلية، إلا أن القوات الحكومية لم تحضر لاستلام المدينة وبقيت بأيدي مسلحين محليين.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع انعقاد جلسة خاصة بمجلس الأمن، اليوم، يناقش خلالها الخطة المطروحة من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كخارطة طريق لحل الأزمة اليمنية.
ومن المتوقع أن يقدم ولد الشيخ إفادة عبر الأقمار الصناعية إلى الجلسة، من مكان تواجده في الكويت، حيث يرعى المشاورات منذ أكثر من شهرين.