وفي مقال مطول، نشر اليوم الأربعاء، تحدّث الكاتب ديكستر فيلكينز، عن صعود بن سلمان، في المملكة حتى الاستيلاء على السلطة، وذكر كيف دفع الأمير السعودي بقوة كي يصبح ولي العهد.
ونقل الكاتب، عن مسؤول أميركي سابق، قوله، إنّه داخل إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، تزايدت المخاوف، في صيف 2015، من أنّ الصراع من أجل الخلافة في السعودية، سوف يتحوّل إلى العنف.
ولفت إلى أنّ محمد بن سلمان، وكوزير للدفاع، كان يسيطر على الجيش، في حين كان الأمير محمد بن نايف، بصفته وزيراً للداخلية، يسيطر على قوات الأمن الداخلي الواسعة في البلاد.
وقال المسؤول السابق، بحسب المجلة، إنّه "كان من المحتمل أن يخوض الأمراء الحرب مع بعضهم البعض، مع وجود الدبابات في الشوارع".
وقال بن رودز، نائب مستشار الأمن القومي لأوباما، إنّ ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، قام بحملة في واشنطن للمساعدة في تسويق محمد بن سلمان، بصفته الملك السعودي القادم، مشيراً إلى أنّ "السعوديين والإماراتيين لديهم أكثر جماعات الضغط فعالية في واشنطن".
وكشف فيلكينز، أنّ بن نايف، الذي انزعج مما اعتبره تدخلاً أجنبياً، كتب إلى الملك سلمان لتحذيره.
وورد في الرسالة التي حصل عليها فيلكينز من مسؤول أميركي سابق: "لقد واجهنا مؤامرة خطيرة"، كما كتب بن نايف.
وقال إنّه "تم الكشف عن مؤامرة إماراتية للمساعدة في مفاقمة الخلافات داخل البلاط الملكي"، مضيفاً أنّ "بن زايد يخطط حالياً لاستخدام علاقته القوية مع رئيس الولايات المتحدة، لتحقيق نواياه".
وذكّر الكاتب، بأنّ محمد بن زايد، سافر، في 1 ديسمبر/كانون الأول 2016، إلى نيويورك للاجتماع مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ومستشاريه جاريد كوشنر، وستيف بانون ، ومايكل فلين، الذي عين مستشاراً للأمن القومي.
وبينما من المعتاد أن يخطر الزعماء الأجانب، الحكومة الأميركية عندما يسافرون إلى الولايات المتحدة، لم يفعل محمد بن زايد ذلك.
واستحوذ هذا الاجتماع، على اهتمام روبرت مولر، المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي المحتمل في انتخابات الرئاسة عام 2016، حيث ينظر في صرف جماعات الضغط الإماراتية، ملايين الدولارات إلى المانحين لحملة ترامب، من أجل التأثير على سياسته الخارجية.
وبعد بضعة أسابيع، إثر تنصيب ترامب في يناير/كانون الثاني 2017 مباشرة، بدأ كوشنر في الترويج للتواصل مع السعودية، ورسم خطة تتضمن زيارة ترامب للرياض، من أجل حضور قمة تضم خمساً وخمسين دولة ذات غالبية مسلمة.
وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع، للمجلة، إنّ "جاريد (كوشنر) كان المحرك لكل هذا. في اجتماع واحد، كان يمكن أن يعرض ترامب نفسه للعالم الإسلامي، ويعيد تأسيس علاقة أميركا مع السعودية، ووضع إيران تحت الملاحظة، والتواصل مع جميع الحاضرين، حول نظرة الإدارة لمحمد بن سلمان".
غير أنّ المسؤول الأميركي، أشار في الوقت عينه، إلى أنّ المؤسسات الأميركية، كانت تخالف اندفاع ترامب نحو بن سلمان، وتمزيق العلاقة الراسخة مع بن نايف.
وقال في الإطار، إنّ "المؤسسة بأكملها عارضت ذلك، وزارة الخارجية، وزارة الدفاع، وزارة الخزانة، الجميع. كان الخوف بأنّه لا يمكنك الانخراط مع بن سلمان. لا يمكنك فعل ذلك، لأنّ هذا سيؤدي إلى إرباك الأشياء. قد تظهر المحسوبية. لدينا شريك... دعونا نتمسك بهذا الاستقرار".
غزو قطر
وأشارت المجلة، إلى "سلسلة أحداث درامية"، تبعت القمة في الرياض، خلال الأشهر التالية، دلّلت على أنّ الحاضرين قاموا خلالها بهدوء باتخاذ عدد من القرارات الرئيسية.
وذكّرت بأنّ ترامب أعلن، عقب القمة، أنّ الولايات المتحدة ستنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وهو أمر لم يجرؤ على تجربته أي رئيس أميركي منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967.
ولفت إلى أنّ محمد بن سلمان قفز فوق بن نايف ليصبح ولي العهد، بينما أعلنت ممالك الخليج، بقيادة السعودية، مواجهة مفتوحة مع قطر.
ونجمت الأزمة الخليجية، من جرّاء إقدام السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على قطع علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، وفرض حصار بري وجوي وبحري على الدوحة، إثر حملة افتراءات واسعة، قبل أن تقدّم الكويت وساطة للحل.
ونقلت المجلة، عن دبلوماسي أميركي سابق، قوله إنّ حماسة ترامب كانت مدفوعة جزئياً بالجهل، قائلاً "أنا مقتنع بأنّ ترامب لم يكن يعلم أن لدينا قاعدة عسكرية في قطر. لم يكن لديه أي فكرة!".
وخلص مسؤولون أميركيون، إلى أنّ M.B.S. (محمد بن سلمان) وM.B.Z. (محمد بن زايد)، كانا يسعيان للإطاحة بالسلطة في قطر.
وقال دبلوماسي أميركي سابق، للمجلة، "لقد أوضحا (بن سلمان وبن زايد) ذلك جيدا، على نحو خاص وعلني، أن نيتهما هي استبدال الأمير". وأضاف: "أعتقد أنهما كانا سيغزوان" قطر.