تلعب سينما "زاوية" دورًا ثقافيًا مُهمًّا في مصر. فالمشروع ـ الذي بدأ قبل 5 أعوام بهدف عرض أفلام أوروبية وآسيوية، وحتى أميركية لا تعرض عادةً في الصالات التجارية ـ تشعّب وباتت له نشاطات مختلفة، كـ"بانوراما الفيلم الأوروبي" و"مهرجان زاوية للأفلام القصيرة" و"أيام القاهرة السينمائية"، وهذه الأخيرة نشأت عام 2017، لعرض أفلامٍ عربية جديدة، ومناقشتها.
للنسخة الثالثة من الـ"أيام" ـ التي تُقام بين 10 و16 أبريل/ نيسان 2019 ـ أقسام عديدة: "الأفلام الروائية"، وفيه 11 فيلمًا، كالسوري "يوم أضعت ظلي" لسؤدد كعدان، الفائز بجائزة "أسد المستقبل" لأفضل أول فيلم، في الدورة الـ75 (29 أغسطس/ آب ـ 8 سبتمبر/ أيلول 2018) لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي"، والتونسيَّين "وِلدي" لمحمد بن عطية، المُشارك في "نصف شهر المخرجين" في الدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018) لمهرجان "كانّ" السينمائي، و"دشرة" لعبد الحميد بوشناق، الذي يُقدَّم كـ"أول فيلم رعب تونسي"، يحاول مخرجه عبره اكتشاف لغة سينمائية مختلفة وغير معتادة في السينما العربية، والسوداني "أكاشا" لحجوج كوكا، والفلسطيني "مفك" لبسام جرباوي، والمغربيّ "صوفيا" لمريم بنمبارك، والمصري "لا أحد هناك" لأحمد مجدي، وغيرها.
هناك أيضًا "الأفلام الوثائقية"، وفيه 10 أفلام، تقدّم قصصًا كثيرة واحتمالات عديدة لإثارة الجدل بسبب ارتباط غالبيتها بمواضيع خاصّة بثورات الربيع العربي وانتكاساته، كالسوري "عن الآباء والأبناء" لطلال ديركي، المرشّح رسميًا لـ"أوسكار" أفضل فيلم وثائقي (2019)، ويعيش مخرجه مع عائلة "داعشية" عامين كاملين، متابعًا كيفية تربية أطفالها. من سورية أيضًا، هناك "لسّه عم تسجّل" لغياث أيوب وسعيد البطل، اللذين ذهبا إلى المدينة السورية "دوما"، الخاضعة لسيطرة الثوار. وهو توثيقٌ لـ4 أعوام أمضياها فيها، ويرصد تغييراتها.
القسم الثالث في "أيام القاهرة السينمائية" هو "عوالم أسامة فوزي"، لتكريم المخرج (1961 ـ 2019) الراحل في 8 يناير/ كانون الثاني الفائت، بعرض أفلامه الثلاثة الأولى، التي صنعت "بصمة" لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية: "عفاريت الأسفلت" (1996) و"جنة الشياطين" (1999)، و"بحبّ السيما" (2004) وهي كلّها مع الممثل محمود حميدة.
في قسم "الأفلام المرمَّمة"، يعرض فيلمان عربيان كلاسيكيان: "إلى أين؟" (1957) للّبناني الراحل جورج نصر (1927 ـ 2019)، المُشارك في المسابقة الرسمية للدورة العاشرة (2 ـ 17 مايو/ أيار 1957) لمهرجان "كانّ" السينمائي، وهو أول فيلم لبناني يُعرض في المهرجان؛ و"عمر قتلتوا الرجلة" (1976) للجزائري الفرنسي مرزاق علواش (1944)، المشارك في "أسبوع النقد"، في الدورة الـ30 (13 ـ 27 مايو/ أيار 1977).
أما القسمان الأخيران، فمخصصان للأفلام القصيرة: الأول "لقاءات سينمائية"، يعرض 3 أفلام للمصري أحمد الغنيمي، هي: "بحري" و"الكهف" و"جزر طرابلس". والثاني "أفلام قصيرة"، وفيه 4 أفلام من 3 بلدان عربية تُعرضٍ في حفلة واحدة: اللبناني "الرجوع" والجزائري "يوم الزفاف" والتونسيان "الهدية" و"بطيخ الشيخ".