بداية الشهر الحالي، بدأ عرض فيلم "كفر ناحوم" في لبنان. حاز العمل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان "كانّ" الفرنسي. يومها، تعاطف الناس والجمهور مع نادين لبكي اللبنانية (العربية) التي استطاعت انتزاع الجائزة، ومقولة: "نعم" نستحق أن نكون على لائحة الجوائز. يومها، أيضاً، توسّم كل صنّاع السينما في العالم العربي بأمل وتفاؤل، يؤكد "الحق" في الفوز بجائزة في مهرجان عالمي
نادين لبكي انتظرت سنوات، وها هي تتباهى بفوزها بجائزة عالمية. لكن مهلاً، قبل إغراء الجائزة العالمية، والغرق في فخ العالمية، علينا الاعتراف بأن الفيلم الحدث، يعاني من ثغرات كثيرة، ثغرات أساسية، وتقوم حول مفهوم صناعة الفيلم. بداية، الغاية والوسيلة، الاستغلال وقطف مشاهد مؤثرة، فالاتجاه إلى النتائج والإحاطة بكل التفاصيل، واجب، لا بل شرط، علينا توفيره لاكتمال المشهد بداية وتصنيفه إن كان يستحق البلوغ لدرجة الجائزة.
تعتمد نادين لبكي على الأحادية في الفيلم. الطفل السوري (زين) يسكن في العشوائيات مع والديه في لبنان. بداية، لم تتنبه لبكي للهجة المفترض أن يتحدث بها أبطال الرواية. سيناريو ضعيف جداً، تحاصره المشاهد المؤثرة، الصيف والشتاء في شارع واحد يضج بساكنيه بوجوه كانت الأكثر قناعة بأن ما رأيناه هو حقيقة جيدة عرفت نادين لبكي كيف توظفها.
ينتفض زين من المشهد الأول داخل المحكمة على والديه، هما الظلم بعينه، لماذا أنجبوا ستة أطفال؟ لماذا يتعاركون؟ لماذا الفقر؟ تهاجم والدة زين المحامية (نادين العلم).
صاحب المنزل الذي يسكنون فيه يريد الزواج بشقيقة زين، سحر. سحر لم تكمل الحادية عشرة بعد. سلم من المآسي التصاعدية تضع المشاهد منذ بداية الفيلم أمام صورة سوداوية، إلى درجة البكاء.
أسئلة كثيرة لا بد من التوجه بها إلى المخرجة والكاتبة نادين لبكي، حول كيفية زجّ الأطفال في فيلم سينمائي، من دون معرفة الأسباب؛ فلا كلام عن النزوح السوري، خصوصاً أن زين من مدينة حلب، كما تقول القصة. الشتائم تعلو على النص، سبّ مستفز، وصورة متناقضة بين ولوج الطفل زين سلم الإنسانية التي تسكنه، وبين شخصيته الأخرى التي دفعته لطعن من تزوج شقيقته وتسبب في رحيلها.
قصة العاملة الإثيوبية لا تقل غرابة عن رواية زين وعذابه، "راحيل"، التي عشقت شاباً سورياً في بيروت وحملت منه بطفل "يوناس"، يولد في عالم بلا رحمة، وحدها راحيل تعاني الأمرين، تحاول أن تنقذه من الطمع والجوع، والمتاجرة بالأطفال. ولد الطفل من دون أوراق ثبوتية، وكذلك أمه التي أصبحت هي أيضاً بلا إقامة، وسكنت العشوائيات، تجمعها الصدفة مع زين الذي غادر منزل والديه بعد زواج شقيقته سحر غصباً عنها.
تلعب نادين لبكي على الإيقاع العاطفي للمشاهد، والتقنيات واللقطات التي تستخدمها في تصوير الفيلم؛ العشوائيات، المياه الآسنة، أطفال الشوارع، البحث عن مرافئ آمنة بعيداً جداً عن الأسباب التي أدت إلى كل هذه الكوارث الاجتماعية، أو أقله البحث عن أمل. الكارثة أن الفيلم ينتهي باتصال ببرنامج تلفزيوني على محطة لبنانية، يخرج بها زين عبر الهاتف لرفع الصوت عالياً في حوار يبدو أقرب إلى أسلوب الخطابة أو الوعظ. لكن زين في السجن، سجن رومية، بعيداً عن دور الإصلاحيات أو مراكز التأهيل لمن اقترف جريمة أو جنحة كما سماها القاضي أثناء المحاكمة.
مشاهد مؤثرة جداً، يظهر فيها زين مشرداً في بيروت، يبحث عن شيء ما كأنه أضاعه، صورة المأساة من دون أسباب مقنعة، سوى الجهل،تراجيديا، والحروب التي تتغاضى لبكي عن ذكرها.
اقــرأ أيضاً
استفزاز عاطفي إلى أقصى الدرجات، واعتماد على تقنيات التصوير التي تجيدها نادين لبكي بعيداً عن المغزى الأساسي. مجرد طرح أمام حوار ضعيف يعتمد على الشتم، كأننا أمام تقرير إخباري لحال البؤس التي يعانيها أطفال الشوارع، وجزء من طفولة مشردة لم تجد في النهاية مكاناً سوى السجن، والخروج برفع دعوى قضائية من زين ضد والديه، بتهمة أنهما أنجباه، ومنع والدته من الحمل مجدداً.
نادين لبكي انتظرت سنوات، وها هي تتباهى بفوزها بجائزة عالمية. لكن مهلاً، قبل إغراء الجائزة العالمية، والغرق في فخ العالمية، علينا الاعتراف بأن الفيلم الحدث، يعاني من ثغرات كثيرة، ثغرات أساسية، وتقوم حول مفهوم صناعة الفيلم. بداية، الغاية والوسيلة، الاستغلال وقطف مشاهد مؤثرة، فالاتجاه إلى النتائج والإحاطة بكل التفاصيل، واجب، لا بل شرط، علينا توفيره لاكتمال المشهد بداية وتصنيفه إن كان يستحق البلوغ لدرجة الجائزة.
تعتمد نادين لبكي على الأحادية في الفيلم. الطفل السوري (زين) يسكن في العشوائيات مع والديه في لبنان. بداية، لم تتنبه لبكي للهجة المفترض أن يتحدث بها أبطال الرواية. سيناريو ضعيف جداً، تحاصره المشاهد المؤثرة، الصيف والشتاء في شارع واحد يضج بساكنيه بوجوه كانت الأكثر قناعة بأن ما رأيناه هو حقيقة جيدة عرفت نادين لبكي كيف توظفها.
ينتفض زين من المشهد الأول داخل المحكمة على والديه، هما الظلم بعينه، لماذا أنجبوا ستة أطفال؟ لماذا يتعاركون؟ لماذا الفقر؟ تهاجم والدة زين المحامية (نادين العلم).
صاحب المنزل الذي يسكنون فيه يريد الزواج بشقيقة زين، سحر. سحر لم تكمل الحادية عشرة بعد. سلم من المآسي التصاعدية تضع المشاهد منذ بداية الفيلم أمام صورة سوداوية، إلى درجة البكاء.
أسئلة كثيرة لا بد من التوجه بها إلى المخرجة والكاتبة نادين لبكي، حول كيفية زجّ الأطفال في فيلم سينمائي، من دون معرفة الأسباب؛ فلا كلام عن النزوح السوري، خصوصاً أن زين من مدينة حلب، كما تقول القصة. الشتائم تعلو على النص، سبّ مستفز، وصورة متناقضة بين ولوج الطفل زين سلم الإنسانية التي تسكنه، وبين شخصيته الأخرى التي دفعته لطعن من تزوج شقيقته وتسبب في رحيلها.
قصة العاملة الإثيوبية لا تقل غرابة عن رواية زين وعذابه، "راحيل"، التي عشقت شاباً سورياً في بيروت وحملت منه بطفل "يوناس"، يولد في عالم بلا رحمة، وحدها راحيل تعاني الأمرين، تحاول أن تنقذه من الطمع والجوع، والمتاجرة بالأطفال. ولد الطفل من دون أوراق ثبوتية، وكذلك أمه التي أصبحت هي أيضاً بلا إقامة، وسكنت العشوائيات، تجمعها الصدفة مع زين الذي غادر منزل والديه بعد زواج شقيقته سحر غصباً عنها.
تلعب نادين لبكي على الإيقاع العاطفي للمشاهد، والتقنيات واللقطات التي تستخدمها في تصوير الفيلم؛ العشوائيات، المياه الآسنة، أطفال الشوارع، البحث عن مرافئ آمنة بعيداً جداً عن الأسباب التي أدت إلى كل هذه الكوارث الاجتماعية، أو أقله البحث عن أمل. الكارثة أن الفيلم ينتهي باتصال ببرنامج تلفزيوني على محطة لبنانية، يخرج بها زين عبر الهاتف لرفع الصوت عالياً في حوار يبدو أقرب إلى أسلوب الخطابة أو الوعظ. لكن زين في السجن، سجن رومية، بعيداً عن دور الإصلاحيات أو مراكز التأهيل لمن اقترف جريمة أو جنحة كما سماها القاضي أثناء المحاكمة.
مشاهد مؤثرة جداً، يظهر فيها زين مشرداً في بيروت، يبحث عن شيء ما كأنه أضاعه، صورة المأساة من دون أسباب مقنعة، سوى الجهل،تراجيديا، والحروب التي تتغاضى لبكي عن ذكرها.