يؤكد الخبراء أن معدل زيادة الوزن في فترة الأعياد، قد يتراوح بين كيلوغرامين أو ثلاثة كيلوغرامات، نظراً للأكل العشوائي وعدم القدرة على مقاومة المغريات، مثل الشوكولا والحلويات والأطعمة الغنية بالدهون والوحدات الحرارية في موائد العيد. وتكمن المشكلة في أن مدة الأعياد تطول، نظراً للعطل التي يتم التهاون فيها بالنظام الغذائي المتبع. لكن حتى لا تزيد المشكلة سوءاً، ويتكدس المزيد من الكيلوغرامات بشكل تدريجي، لا بد من العودة إلى نمط الحياة الصحي والمتوازن. لكن العودة هنا لا تتم بطريقة صارمة، لأن هذا يضمن فشل الوسيلة المتبعة أياً كانت طبيعتها، لاعتبار أن النتيجة تكون قصيرة المدة، وترتكز على الحرمان. "بعد الأعياد يكثر الحديث عن الحميات الصارمة غير الصحية، التي يتبعها كثر للتخلص من الوزن الزائد الذي تم اكتسابه في العيد نتيجة الأكل العشوائي. فنسمع عمن يتبع حمية العصائر، ومن يتبع حمية الصنف الواحد من الأكل، ومن يمتنع تماماً عن الأكل. هذا ما لا يعتبر منطقياً أبداً. فللحرمان نتيجة عكسية، ولا يمكن الاعتماد عليه للتخلص من زيادة الوزن، لأنه سرعان ما يتم اكتساب الكيلوغرامات مجدداً. من غير الممكن الامتناع عن الأكل فهذا لن يفيد أبداً"، تقول اختصاصيّة التغذية، ميرنا الفتى لـ"العربي الجديد".
وتوضح الفتى أنه قد يكون ممكناً لمن يرغب بإحداث نوع من "الصدمة" في الجسم بعد فترة الأعياد، أن يتبع حمية صارمة مدروسة بإشراف مختصين في التغذية خلال 3 إلى 5 أيام. في هذه الحالة يمكن، لمن يرغب بذلك، التخفيف من الأكل إلى حد كبير لتنظيف الجسم من السموم ومن بقايا اللحوم والدهون التي تم تناولها في العيد، شرط عدم وجود مشكلات صحية. يعرف هذا النوع من الحمية بالـDetox. ويتضمن هذا النظام الغذائي الصارم الذي يتبع لأيام معدودة ما يلي: في وجبة الفطور، ملعقتان من اللبنة أو بيضة مسلوقة. وفي وجبة الغداء، يؤكل طبق من حساء الخضر المحضر في المنزل والذي يحتوي على الكوسا والكرفس والبطاطا والشعيرية والبصل والبندورة. وفي وجبة العشاء، يمكن تناول طبق الحساء نفسه الذي تم تناوله في وجبة الغداء.
يمكن اتّباع هذا النظام الصارم خلال 3 أيام. أما بعدها فيمكن تناول حساء البصل أو حساء الملفوف خلال يومين. هذا فيما تفضل الفتى، حساء الملفوف، والذي يحتوي على البصل والملفوف والزنجبيل.
بهذه الطريقة، تشير الفتى إلى إمكان التخلص من السموم التي تكدست في الجسم في فترة الأعياد خلال 5 أيام لا أكثر، بإشراف اختصاصية التغذية، حتى تسهّل العودة إلى النظام المعتاد. كما تضيف أن هذا النظام خلال 5 أيام يساعد على الحد من مشكلة انحباس السوائل في الجسم، إضافةً إلى إمكان التخلص من السموم الناتجة عن الأطعمة غير الصحية التي تم التركيز عليها. أما بعدها فينصح بالعودة إلى نظام غذائي متوازن يحتوي على ما يلي، وجبة فطور مؤلّفة من سندويش لبنة أو جبنة أو زعتر، ووجبة غداء فيها ملعقة سكب كبيرة من الطهو، مع نصف ملعقة سكب من الأرز. ووجبة عشاء تحتوي على طبق من الحساء أو من اللبن (الزبادي).
تسمح هذه الطريقة بالعودة تدريجاً إلى نظام غذائي متوازن، كما أنها وسيلة مثلى للتخلص، بشكل تدريجي، من الكيلوغرامات الثلاثة التي تم اكتسابها في فترة الأعياد بدلاً من اللجوء إلى المحاولات العشوائية التي تقودنا إلى الفشل في حال ارتكزت على مبدأ الحرمان الذي سيدخلنا حكماً في دوامة يصعب الخروج منها.