تشتهر مدينة كركوك (250 كم شمال العراق) بإمكاناتها السياحية والحضارية والأثرية التي تجعلها مدينة عراقية متميزة تعود معالمها إلى عصور تاريخية موغلة في الحاضرات التي تعاقبت على بلاد الرافدين، ومنها ما تعرف بـ "القيصريات" التاريخية وهي الأسواق المخروطية المغلقة والمسقفة التي تقع وسط المدينة وجنوب قلعتها الأثرية.
ووفقاً لباحثين باللغة فإن تسمية هذه الأماكن بالقيصرية جاءت من كونها تقتصر على بيع أشياء محددة دون سواها، غير أن هذا الاسم لم يفارقها حتى بعد أن تحولت إلى مكان لبيع كل شيء وأي شيء في عقود سابقة. وما زالت "القيصريات" حتى الآن مقصد الناس للتسوق، وفيها تتوزع عشرات الدكاكين الصغيرة ومتوسطة الحجم، ويباع فيها كل شيء تقريباً من البهار والمواد والحاجيات المنزلية الضرورية مروراً بالملابس وحاجات النساء الخاصة انتهاء بالفاكهة والقماش.
قيصرية كركوك أحد تلك الأماكن التي تعد مقصداً رئيسياً للناس، وشيدت كمركز تجاري لتسهيل عمليات البيع والشراء لسكان مدينة كركوك في العهد العثماني عام 1855، بحسب ما جاء في "السفرنامة" العثمانية وأعيد تعميره عام 1978. مساحة الدكاكين لا تتجاوز عرض مترين وطول ثلاثة أمتار، وبعضها يصل إلى مترين طولا وعرضا، بالإضافة إلى أن جميع قبابها مبنية من الحجر والجص، إذ تمتاز مناطق شمال العراق بهذا النوع من البناء.
اقــرأ أيضاً
كما يتميز السوق، كباقي الأبنية التاريخية والتراثية في كركوك معمارياً بأقبيته وأقواسه وعقوده وزخارفه، ومن أبرز خصائص قبة هذا السوق تخفيف القوى الضاغطة على الجدران، وبالتالي على أساس البناء، وتعلو سطح القيصرية قبب مسطحة في منتصف كل منها فتحة سقفية لأغراض الإضاءة والتهوية، أما الأقواس التي تزين مداخل السوق ودكاكينه فهي من الجص أو من الرخام المدبب، القيصرية، هذه مثل أية بناية تاريخية وتراثية في كركوك لا تخلو من الزخارف التجميلية والرسوم التراثية والقومية والثقافية تترجم واقع التلون القومي في المدينة منذ عصور غابرة.
قيصرية قيدار، هي الأخرى من القيصريات القديمة بالمدينة وفيها محال تجارية صغيرة يباع فيها مختلف المواد، ويمارس فيها الأنشطة التجارية المختلفة عدا عن كونها قبلة الباحثين عن الصناعات اليدوية. وتعود ملكية تلك القيصريات لدائرة الآثار وتقوم بتقاضي مبالغ أقل من السعر الحقيقي لها وبعقود تمتد لعشرات السنين وهو ما جعل المحال فيها تُتوارث أبا عن جد.
ويقول مدير دائرة الآثار والتراث في كركوك، أياد طارق، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "القيصريات سمة تميز أسواق كركوك عن باقي المحافظات العراقية، وقد شيدت كأسواق لكركوك منذ القرن الخامس عشر صعوداً، ولدينا في كركوك ثلاث قيصريات ما زالت تعمل وتنتج حتى الآن رغم القرون التي مضت عليها والأخرى تحولت لآثار".
اقــرأ أيضاً
من جهته، قال المختص في شؤون الآثار في كركوك، عدنان حسين، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "القيصرية تمثل ذاكرة مدينة كركوك وروحها التاريخية، وتتميز هذه الأسواق بطريقة عجيبة في تقاسيم بنائها من حيث اعتماد أيام الأسبوع والشهر والسنة، وهذه ميزة معمارية وقبابها أسلوب عثماني مميز يفتقر الكثير من المواقع إليها الآن".
وتابع قيصرية كركوك الرئيسية مميزة في كل شيء، حيث شيدت على أساس الأوقات، إذ تحتوي على 365 دكاناً ترمز إلى عدد أيام السنة، و24 فرعاً ترمز إلى عدد ساعات اليوم، 12 غرفة صغيرة في طابقه العلوي كإشارة إلى عدد أشهر السنة، و7 أبواب إشارة إلى عدد أيام الأسبوع. لم يكتف معماريو السوق بذلك بل هداهم خيالهم الخصب إلى أن يجعلوا أحد المداخل السبعة تستقبل الشمس حين تشرق ومدخل آخر يودعها حينما تغيب واستقطب السوق أرباب الحرف المختلفة وزبائنهم، فقد شغل دكاكينه باعة مختلفون.
وأشار إلى أن "المواقع الأثرية ومنها القيصريات تحتاج إلى دعم رعاية حكومية لغرض الاهتمام بها، بعد هجمات داعش الإرهابي على المواقع التاريخية في نينوى وصلاح الدين والأنبار". وأكد أن "وجود 728 موقعاً أثرياً في كركوك يكشف أهمية هذه المواقع، والكثير منها تحتاج للتنقيب الآثاري، وأن قلة الأموال المخصصة للتنقيب في هذه المواقع جعلت الكثير منها عرضة للتنقيب من قبل المهربين وخاصة جنوب غربي كركوك".
ووفقاً لباحثين باللغة فإن تسمية هذه الأماكن بالقيصرية جاءت من كونها تقتصر على بيع أشياء محددة دون سواها، غير أن هذا الاسم لم يفارقها حتى بعد أن تحولت إلى مكان لبيع كل شيء وأي شيء في عقود سابقة. وما زالت "القيصريات" حتى الآن مقصد الناس للتسوق، وفيها تتوزع عشرات الدكاكين الصغيرة ومتوسطة الحجم، ويباع فيها كل شيء تقريباً من البهار والمواد والحاجيات المنزلية الضرورية مروراً بالملابس وحاجات النساء الخاصة انتهاء بالفاكهة والقماش.
قيصرية كركوك أحد تلك الأماكن التي تعد مقصداً رئيسياً للناس، وشيدت كمركز تجاري لتسهيل عمليات البيع والشراء لسكان مدينة كركوك في العهد العثماني عام 1855، بحسب ما جاء في "السفرنامة" العثمانية وأعيد تعميره عام 1978. مساحة الدكاكين لا تتجاوز عرض مترين وطول ثلاثة أمتار، وبعضها يصل إلى مترين طولا وعرضا، بالإضافة إلى أن جميع قبابها مبنية من الحجر والجص، إذ تمتاز مناطق شمال العراق بهذا النوع من البناء.
كما يتميز السوق، كباقي الأبنية التاريخية والتراثية في كركوك معمارياً بأقبيته وأقواسه وعقوده وزخارفه، ومن أبرز خصائص قبة هذا السوق تخفيف القوى الضاغطة على الجدران، وبالتالي على أساس البناء، وتعلو سطح القيصرية قبب مسطحة في منتصف كل منها فتحة سقفية لأغراض الإضاءة والتهوية، أما الأقواس التي تزين مداخل السوق ودكاكينه فهي من الجص أو من الرخام المدبب، القيصرية، هذه مثل أية بناية تاريخية وتراثية في كركوك لا تخلو من الزخارف التجميلية والرسوم التراثية والقومية والثقافية تترجم واقع التلون القومي في المدينة منذ عصور غابرة.
قيصرية قيدار، هي الأخرى من القيصريات القديمة بالمدينة وفيها محال تجارية صغيرة يباع فيها مختلف المواد، ويمارس فيها الأنشطة التجارية المختلفة عدا عن كونها قبلة الباحثين عن الصناعات اليدوية. وتعود ملكية تلك القيصريات لدائرة الآثار وتقوم بتقاضي مبالغ أقل من السعر الحقيقي لها وبعقود تمتد لعشرات السنين وهو ما جعل المحال فيها تُتوارث أبا عن جد.
ويقول مدير دائرة الآثار والتراث في كركوك، أياد طارق، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "القيصريات سمة تميز أسواق كركوك عن باقي المحافظات العراقية، وقد شيدت كأسواق لكركوك منذ القرن الخامس عشر صعوداً، ولدينا في كركوك ثلاث قيصريات ما زالت تعمل وتنتج حتى الآن رغم القرون التي مضت عليها والأخرى تحولت لآثار".
من جهته، قال المختص في شؤون الآثار في كركوك، عدنان حسين، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "القيصرية تمثل ذاكرة مدينة كركوك وروحها التاريخية، وتتميز هذه الأسواق بطريقة عجيبة في تقاسيم بنائها من حيث اعتماد أيام الأسبوع والشهر والسنة، وهذه ميزة معمارية وقبابها أسلوب عثماني مميز يفتقر الكثير من المواقع إليها الآن".
وتابع قيصرية كركوك الرئيسية مميزة في كل شيء، حيث شيدت على أساس الأوقات، إذ تحتوي على 365 دكاناً ترمز إلى عدد أيام السنة، و24 فرعاً ترمز إلى عدد ساعات اليوم، 12 غرفة صغيرة في طابقه العلوي كإشارة إلى عدد أشهر السنة، و7 أبواب إشارة إلى عدد أيام الأسبوع. لم يكتف معماريو السوق بذلك بل هداهم خيالهم الخصب إلى أن يجعلوا أحد المداخل السبعة تستقبل الشمس حين تشرق ومدخل آخر يودعها حينما تغيب واستقطب السوق أرباب الحرف المختلفة وزبائنهم، فقد شغل دكاكينه باعة مختلفون.
وأشار إلى أن "المواقع الأثرية ومنها القيصريات تحتاج إلى دعم رعاية حكومية لغرض الاهتمام بها، بعد هجمات داعش الإرهابي على المواقع التاريخية في نينوى وصلاح الدين والأنبار". وأكد أن "وجود 728 موقعاً أثرياً في كركوك يكشف أهمية هذه المواقع، والكثير منها تحتاج للتنقيب الآثاري، وأن قلة الأموال المخصصة للتنقيب في هذه المواقع جعلت الكثير منها عرضة للتنقيب من قبل المهربين وخاصة جنوب غربي كركوك".