لا تزال التكهّنات تحوم حول السبب الرئيسي الذي دفع بهيئة الترفيه إلى إلغاء حفل الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي فجأةً، ومن دون مقدّمات، قبل يومين من إقامته، بعدما كان مقرراً أن تحتضنه جامعة الأميرة نوره بنت عبدالعزيز في مدينة الرياض.
وغذّى لقاء ولي العهد، محمد بن سلمان، بالمشايخ، في منزل وزير الشؤون الإسلامية صالح آل الشيخ، في مأدبة عشاء أقامها المشايخ وهيئة كبار العلماء على شرفه، الشكوك، بعد انتقاد مبطّن أبدوه إزاء "إقامة حفلات نسائية".
وجاء الإلغاء بُعيد ذلك اللقاء، وهو ما جرى تفسيره بأن محمد بن سلمان يريد كسب ودّ المؤسسة الدينية ولا يريد في الوقت ذاته الاصطدام بها، لا سيما أن القضية ليست بتلك الأهمية، إذ يعول ولي العهد عليهم عند مبايعته ملكاً.
وكانت روزنامة الترفيه، ممثلةً هيئة الترفيه مقيمة الحفل، قد أعلنت عبر صفحتها على تويتر أنها بصدد إقامة الحفل في موعد آخر تحدده، لم يُعلن عنه حتى اللحظة.
ولم تبدِ الهيئة سبباً لإلغاء الحفل، لكنّها تحدّثت عن تأجيلها "لمواعيد أنسب"، بينما أصدر مكتب المغنية اللبنانية بياناً أوضح فيه أن المغنية ستحيي ثلاث حفلات متفرقة في مدن الرياض وجدة والظهران، بيد أنه لم يصدر إعلان رسمي عن هذه الحفلات من قبل الجهة المنظّمة. وكانت بعض التأويلات تحوم حول ارتفاع أسعار التذاكر، ما تسبّب في انكفاء النساء عن الحضور.
Twitter Post
|
وليست هذه المرة الأولى التي تُلغى فيها إحدى الحفلات النسائية، إذ ألغيت حفلة المغنية شيرين أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد تجهيزات أقدمت عليها اللجنة المنظمة. وكانت هيئة الترفيه قد ألغت الحفل بحجة عدم وجود ترخيص بذلك.
ويتزامن ذلك مع أنباء عن إلغاء فكرة المعاهد الموسيقية التي جرى الإعلان عنها قبل أشهر والتي مثّلت في حينها خطوة جديدة لم تعهدها المملكة منذ تأسيسها.
وكان رجال الدين، خلال العقود الماضية، قد وقفوا بالمرصاد لجهة عدم إحياء حفلات تقيمها فنانات في المملكة، إذ اختصر وجودهن في إحياء حفلات الزواج خلف أبواب مغلقة. وهي عادة اكتسبتها حفلات الزواج منذ أكثر من عقد من الزمن، بدأت بمغنيات محليات، قبل أن تتسع لتشمل مغنيات من العالم العربي.
ويأتي الإعلان عن هذه الحفلات بعد تهميش دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واقتلاع أغلب صلاحياتها كالمداهمات وغيرها وحصرها في نطاق ضيق. ولاقت هذه الخطوة حنق المحسوبين على التيار الديني، الذين رأوا فيها سيراً نحو "خلع سلطة الدين على المجتمع".
وتقيم هيئة الترفيه حفلات مختلطة لكلا الجنسين. ويتوقع خلال العام الحالي أن يتم وضع حفلات غنائية تكون متاحة للعائلات، لتمهّد الطريق نحو انفتاح أكبر نحو الاختلاط ودمج الحفلات.