لم يحمل عام 2019 حدثًا فنيًا مؤثرًا. عالم الفن لا يزال يعاني كثيرًا، في ظل غياب الإدارة الواجب أن تشارك الفنان في النجاح، لا بل أن تتحول إلى المحفز لزيادة الرصيد الجماهيري له.
في سبتمبر/ أيلول الماضي، رحل المخرج اللبناني سيمون أسمر. الرجل اشتهر بلقب "صانع النجوم" بعد أن أسس لفكرة برنامج مواهب "أستديو الفن"، في بداية السبعينيات، وتبنى ضمنه مواهب وجدت طريقها إلى الشهرة والنجاح، ونذكر منهم ماجدة الرومي ووليد توفيق، إلى الثمانينيات مع راغب علامة، وعاصي الحلاني، والتسعينيات وائل كفوري، ورامي عياش.
بإمكان البعض التسليم بأن سيمون أسمر هو فعلاً "صانع النجوم" منذ أربعين عامًا، لكن سلاحه الوحيد كان في التركيز الإعلامي على صعود "نجم" المغني سريعاً. بعض المغنين قبلوا بتبني الأسمر لهم، وتحولوا إلى أداة بيد المخرج المحنك، مثل وائل كفوري، ونوال الزغبي، فيما رفض راغب علامة ورامي عياش مبدأ الاحتكار الذي فرضه أسمر، واتجها كل بمفرده إلى متابعة عملهما.
السؤال اليوم: هل انتهى عصر صناعة النجوم؟ وهل فعلاً باتت "الميديا البديلة"، أو مواقع التواصل، هي من تقرر أو تمنح بعض المواهب الشهرة والنجاح؟
لعقد من الزمن، لم تقوَ ماكينات المخرجين، أو برامج المواهب التي استوردت من الغرب، على صناعة "نجم" بكل ما تحمله الكلمة من معنى. البعض يردد أن آخر فنانة استحقت لقب "نجمة" كانت نانسي عجرم، التي انطلقت جديًا عام 2000، وما زالت حتى اليوم تحافظ على حضورها، ومقدرتها على العمل، وحسن الإدارة. ولو أن عجرم منذ سنوات قليلة تراوح مكانها، بحسب ما يؤكد متابعون ونقّاد، ولا تقدم مغامرة فنية تستحق أن تضاف إلى "ألبوم" غنائي تنتجه عجرم كل سنتين، ولا حتى التسليم بنجاح مجموع حفلاتها التي تحولت إلى تقليدية ما بين القاهرة ودول الخليج العربي، وجزء من أوروبا. المراوحة تكمن في خوف نانسي عجرم من الخوض في تجارب فنية جديدة، كالسينما، أو المسرح، وغيرهما من الفنون التي بإمكانها التنويع في الرؤية وردة فعل ناس، بعيداً عن الأغاني العاطفية، أو تلك التي تعتمد على الإيقاع.
اقــرأ أيضاً
هكذا، يفتقد العالم العربي بعض المنتجين أو الإداريين المتخصصين في صناعة النجوم، وهو اختصاص موجود في معظم بلدان العالم، ولا يعتمد بالضرورة على الهاتف النقال الذي تحول اليوم إلى مؤسسة أشبه بمحطة تلفزة، لتصوير و"منتجة" ونشر المواهب، والاعتماد الوحيد على كمية المتابعين، أو المتلقين، ولو اضطر البعض إلى الاستعانة بشراء متابعين على المواقع البديلة والدخول في لعبة العالم الافتراضي التجاري، لا لشيء، سوى لكسب التفاعل والدعم والعبور إلى الضوء بسلاح افتراضي، يؤكد طرح مجموعة من الأسئلة. هل فعلاً تستحق هذه المواهب النجاح؟ أو أن تتحول بحسب ما يراد إلى "أيقونات" فنية في وقت قصير؟
في سبتمبر/ أيلول الماضي، رحل المخرج اللبناني سيمون أسمر. الرجل اشتهر بلقب "صانع النجوم" بعد أن أسس لفكرة برنامج مواهب "أستديو الفن"، في بداية السبعينيات، وتبنى ضمنه مواهب وجدت طريقها إلى الشهرة والنجاح، ونذكر منهم ماجدة الرومي ووليد توفيق، إلى الثمانينيات مع راغب علامة، وعاصي الحلاني، والتسعينيات وائل كفوري، ورامي عياش.
بإمكان البعض التسليم بأن سيمون أسمر هو فعلاً "صانع النجوم" منذ أربعين عامًا، لكن سلاحه الوحيد كان في التركيز الإعلامي على صعود "نجم" المغني سريعاً. بعض المغنين قبلوا بتبني الأسمر لهم، وتحولوا إلى أداة بيد المخرج المحنك، مثل وائل كفوري، ونوال الزغبي، فيما رفض راغب علامة ورامي عياش مبدأ الاحتكار الذي فرضه أسمر، واتجها كل بمفرده إلى متابعة عملهما.
السؤال اليوم: هل انتهى عصر صناعة النجوم؟ وهل فعلاً باتت "الميديا البديلة"، أو مواقع التواصل، هي من تقرر أو تمنح بعض المواهب الشهرة والنجاح؟
لعقد من الزمن، لم تقوَ ماكينات المخرجين، أو برامج المواهب التي استوردت من الغرب، على صناعة "نجم" بكل ما تحمله الكلمة من معنى. البعض يردد أن آخر فنانة استحقت لقب "نجمة" كانت نانسي عجرم، التي انطلقت جديًا عام 2000، وما زالت حتى اليوم تحافظ على حضورها، ومقدرتها على العمل، وحسن الإدارة. ولو أن عجرم منذ سنوات قليلة تراوح مكانها، بحسب ما يؤكد متابعون ونقّاد، ولا تقدم مغامرة فنية تستحق أن تضاف إلى "ألبوم" غنائي تنتجه عجرم كل سنتين، ولا حتى التسليم بنجاح مجموع حفلاتها التي تحولت إلى تقليدية ما بين القاهرة ودول الخليج العربي، وجزء من أوروبا. المراوحة تكمن في خوف نانسي عجرم من الخوض في تجارب فنية جديدة، كالسينما، أو المسرح، وغيرهما من الفنون التي بإمكانها التنويع في الرؤية وردة فعل ناس، بعيداً عن الأغاني العاطفية، أو تلك التي تعتمد على الإيقاع.
في يونيو/ حزيران 2013، حقق الفلسطيني محمد عساف لقب (نجم العرب/ آرب أيدول)، في نسخة اعتبرت حتى اليوم الأقوى للبرنامج. عانى في النسخ التالية من حالات ركود، واستنفد كل الأفكار التي بإمكانها أن تغير نظرة الجمهور لما هو جديد، ضمن مجموعات وأفراد في الغناء، تحاول العبور إلى ضفة النجاح، والمكاسب.
الحظ الذي ابتسم لعساف والتعاطف الجماهيري الكبير الذي لقيه أفقداه السيطرة على العمل، وحتى اليوم كل محاولات محمد عساف في اختيار أو إنتاج أغانٍ جديدة له تدخل في إطار تجاري مُعلب، في ظل غطاء جماهيري عاطفي مع فلسطين، وغزة تحديداً، يتمثل في كثافة حضور حفلات عساف في العالم والاستمتاع بصوت يمتلك كل مقومات النجاح، لكنه لا يعرف كيف يُوظفها أو يستعين بإداريين يساعدونه في ذلك.هكذا، يفتقد العالم العربي بعض المنتجين أو الإداريين المتخصصين في صناعة النجوم، وهو اختصاص موجود في معظم بلدان العالم، ولا يعتمد بالضرورة على الهاتف النقال الذي تحول اليوم إلى مؤسسة أشبه بمحطة تلفزة، لتصوير و"منتجة" ونشر المواهب، والاعتماد الوحيد على كمية المتابعين، أو المتلقين، ولو اضطر البعض إلى الاستعانة بشراء متابعين على المواقع البديلة والدخول في لعبة العالم الافتراضي التجاري، لا لشيء، سوى لكسب التفاعل والدعم والعبور إلى الضوء بسلاح افتراضي، يؤكد طرح مجموعة من الأسئلة. هل فعلاً تستحق هذه المواهب النجاح؟ أو أن تتحول بحسب ما يراد إلى "أيقونات" فنية في وقت قصير؟