شكّلت عودة الفنان القطري غانم السليطي، إلى خشبة المسرح، بعد غياب تجاوز عشر سنوات، دفعة قوية للحركة المسرحية في بلاده، والتي تعرف حاليا حالة من الانتعاش، يؤكدها الإقبال الجماهيري الذي تشهده العروض التي تقدم على مسارح الدوحة.
ويعود صاحب "أمجاد يا عرب" بمسرحية عن الحصار الذي فرضته أربع دول عربية على قطر، منذ زهاء سبعة شهور، سماها "شللي يصير!؟"، والتي يستمر عرضها يوميا على مسرح قطر الوطني، أسابيع مقبلة، وسط حضور جماهيري ملحوظ.
ويصف وزير الثقافة والرياضة القطري، صلاح بن غانم العلي، المسرحية بأنها تمثل "عودة المسرح القطري إلى تألقه وتعلقه بقضايا المجتمع". وقال في تغريدات في حساب وزارة الثقافة على "تويتر" إن "هذه المسرحية الرائعة تعكس مستوى المحتوى والبناء الدرامي الذي تتسم به، وتتناول القضية العادلة للمجتمع القطري، وتمثل خارطة طريق جديدة للمسرح في قطر، الجدير بالإشعاع في الساحة العربية".
وعن هذا العمل المسرحي، وما يحمله من دلالات، يقول الفنان غانم السليطي، في كلمة المؤلف والمخرج: "شللي يصير!؟" تروي الحكاية ولا ترويها. تقدمها نعم، لكنها تقدّمها منزوعةً من أغلفة السياسة وعبث السياسيين". ويتطرق إلى دور "أبو الفنون" بقوله، "كعادته، المسرح، هذا الفن العظيم، لا يقبل إلا أن يحتوي الحقيقة، وأية حقيقة، إنها حقيقة الأمل، الحقيقة الألم، الحقيقة الغائرة الصادقة، خلف حقيقة سياسية، مهمتها الأولى الخداع. إن حقيقة المسرح أكثر صدقا.. نعم فالمسرح يكره السياسة والسياسة تخاف من المسرح". ويختم مخرج المسرحية ومؤلفها وبطلها كلمته: "شللي يصير!؟" سؤال في طياته إجابة؟ السؤال الوجع، السؤال الصفعة التي لن يسلم منها مستقبل أطفالنا وأحفادنا، على أرض خليجنا الواحد".
وتقدم المسرحية، على مدى أكثر من ساعتين، لوحات تجسد أحداث ووقائع الحصار، منذ اجتماع مسؤولين في الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، واتخاذهم قرار اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، والإجراءات اللاحقة المتعلقة بالمقاطعة الدبلوماسية وإعلان الحصار الجائر، ولم يغفل العمل انعكاسات المقاطعة، والقرار على صلة الرحم وتقطيع أواصر القربى، باستخدام سيف قانون "التعاطف" مع قطر، الذي أصدرته دول الحصار.
وقال مدير مركز شؤون المسرح في وزارة الثقافة القطرية، صلاح الملا، لـ "العربي الجديد"، "بالتأكيد، أي عمل مسرحي يعكس نبض الشارع والناس بشكل عام، والفنان غانم السليطي ملتصق بالناس في جميع أعماله التي قدمها على المسرح، وجسّد في مسرحياته العديدة، منذ مطلع السبعينيات، هموم الناس وقضاياهم، وفي قالب كوميدي". وأضاف "اليوم الهم الأساسي الذي يراود المجتمع القطري والمجتمعات الخليجية والعربية، هو ما يدور من أحداث على مستوى الوطن العربي، وغانم انطلق من هذا الهم والهاجس الذي يحيط بقطر والمنطقة".
وعن أبرز ما عكسته المسرحية بشأن الحصار، قال الملا إن استهدفت قطر، اعتقادا منهم بأنها دولة صغيرة يستطيعون تركيعها، ومن خلال ذلك يحققون أهدافهم الكبرى، إن كان على صعيد القضية الفلسطينية، أو حتى على مستوياتٍ أخرى، دينية واجتماعية واقتصادية وغيرها، ولكنهم فوجئوا بأن هذه الدولة الصغيرة قوية تقوم على مبادئ وقيم إنسانية وأخلاقية ودينية، إن كان من خلال الترابط الاجتماعي والعلاقة المتينة بين المجتمع وقيادته، وبين المبادئ الأخلاقية الموجودة وغير المصطنعة، والتي هي من طبيعة المجتمع القطري. وقد جسّدت المسرحية ذلك كله، بالإضافة إلى إلقائها الضوء على المراحل المتعدّدة التي مرت على حصار دولة قطر، ابتداء من اختراق الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية، مرورا بقطع صلات الرحم، ومحاولة التلاعب بالاقتصاد القطري، ومنع القطريين من أداء فريضة الحج،.. ولكن صمود المجتمع القطري وتحرك القيادة القطرية الأخلاقي، أوصلت رسالة إيجابية عكس ما كانت تتمنى دول الحصار، على المستوى العربي، والعالمي أيضا، وأنا كمسرحي ومسؤول في وزارة الثقافة والرياضة، ومدير مركز شؤون المسرح سعيد بأننا وصلنا إلى هذه المرحلة".
وقال صلاح الملا إن الحصار انعكس إيجابا على الفعل المسرحي القطري، وأضاف: "أكرّر عبارة قالها غانم السليطي لدول الحصار في المسرحية "شكرا لكم".. فعلا شكرا لكم لأننا كنا في مرحلة ما، لدينا جانب من التعاطي مع الفن ومع الاقتصاد ومع السياسة، ولكن بشكلٍ كان فيه قليل من الرخاء، لكن هذه الرفاهية نسيناها في الفترة الحالية. وعلى مستوى الفن والمسرح، كل الفنانين والمسرحيين إن كان في القطاع الخاص أو العام، الكل يعمل منذ بدء الحصار، إلى درجة أن مسرح قطر محجوز لتقديم العروض حتى بعد نهاية الموسم، وتحديدا إلى ما قبل حلول شهر رمضان بأيام، وجميعها أعمال مسرحية محلية. وأكثر من ذلك، أضيف إلى الحركة المسرحية، مسرح الدمى، وشكلت مجموعة من الفنانين الذين جرت تهيئتهم لدخول مجال مسرح العرائس. وأعتقد أن عملية الحصار حمّلت كل فرد في قطر مسؤوليته، حتى الجاليات المقيمة التي وقفت مع المجتمع القطري، فهناك فعالية للجالية التونسية قريبا باستضافة أعمال مسرحية، كما قدمت الجاليتان السودانية والهندية، أعمالا مسرحية تضامنا مع قطر".
المسرحية من تأليف غانم السليطي وإخراجه وبطولته، وتمثيل هدية سعيد، وجاسم الأنصاري، وخالد ربيعة، وعبد الله العسم، وفهد القريشي، وخالد خميس، والفنانة اللبنانية مايا وآخرين، بمشاركة مجموعة من الراقصين، بإشراف الإيطالية أنريكا برباجالو. وكتب كلمات الأغاني عبد الرحيم الصدّيقي، ولحّنها مطر علي الكواري.
اقــرأ أيضاً
ويصف وزير الثقافة والرياضة القطري، صلاح بن غانم العلي، المسرحية بأنها تمثل "عودة المسرح القطري إلى تألقه وتعلقه بقضايا المجتمع". وقال في تغريدات في حساب وزارة الثقافة على "تويتر" إن "هذه المسرحية الرائعة تعكس مستوى المحتوى والبناء الدرامي الذي تتسم به، وتتناول القضية العادلة للمجتمع القطري، وتمثل خارطة طريق جديدة للمسرح في قطر، الجدير بالإشعاع في الساحة العربية".
وعن هذا العمل المسرحي، وما يحمله من دلالات، يقول الفنان غانم السليطي، في كلمة المؤلف والمخرج: "شللي يصير!؟" تروي الحكاية ولا ترويها. تقدمها نعم، لكنها تقدّمها منزوعةً من أغلفة السياسة وعبث السياسيين". ويتطرق إلى دور "أبو الفنون" بقوله، "كعادته، المسرح، هذا الفن العظيم، لا يقبل إلا أن يحتوي الحقيقة، وأية حقيقة، إنها حقيقة الأمل، الحقيقة الألم، الحقيقة الغائرة الصادقة، خلف حقيقة سياسية، مهمتها الأولى الخداع. إن حقيقة المسرح أكثر صدقا.. نعم فالمسرح يكره السياسة والسياسة تخاف من المسرح". ويختم مخرج المسرحية ومؤلفها وبطلها كلمته: "شللي يصير!؟" سؤال في طياته إجابة؟ السؤال الوجع، السؤال الصفعة التي لن يسلم منها مستقبل أطفالنا وأحفادنا، على أرض خليجنا الواحد".
وتقدم المسرحية، على مدى أكثر من ساعتين، لوحات تجسد أحداث ووقائع الحصار، منذ اجتماع مسؤولين في الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، واتخاذهم قرار اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، والإجراءات اللاحقة المتعلقة بالمقاطعة الدبلوماسية وإعلان الحصار الجائر، ولم يغفل العمل انعكاسات المقاطعة، والقرار على صلة الرحم وتقطيع أواصر القربى، باستخدام سيف قانون "التعاطف" مع قطر، الذي أصدرته دول الحصار.
وقال مدير مركز شؤون المسرح في وزارة الثقافة القطرية، صلاح الملا، لـ "العربي الجديد"، "بالتأكيد، أي عمل مسرحي يعكس نبض الشارع والناس بشكل عام، والفنان غانم السليطي ملتصق بالناس في جميع أعماله التي قدمها على المسرح، وجسّد في مسرحياته العديدة، منذ مطلع السبعينيات، هموم الناس وقضاياهم، وفي قالب كوميدي". وأضاف "اليوم الهم الأساسي الذي يراود المجتمع القطري والمجتمعات الخليجية والعربية، هو ما يدور من أحداث على مستوى الوطن العربي، وغانم انطلق من هذا الهم والهاجس الذي يحيط بقطر والمنطقة".
وعن أبرز ما عكسته المسرحية بشأن الحصار، قال الملا إن استهدفت قطر، اعتقادا منهم بأنها دولة صغيرة يستطيعون تركيعها، ومن خلال ذلك يحققون أهدافهم الكبرى، إن كان على صعيد القضية الفلسطينية، أو حتى على مستوياتٍ أخرى، دينية واجتماعية واقتصادية وغيرها، ولكنهم فوجئوا بأن هذه الدولة الصغيرة قوية تقوم على مبادئ وقيم إنسانية وأخلاقية ودينية، إن كان من خلال الترابط الاجتماعي والعلاقة المتينة بين المجتمع وقيادته، وبين المبادئ الأخلاقية الموجودة وغير المصطنعة، والتي هي من طبيعة المجتمع القطري. وقد جسّدت المسرحية ذلك كله، بالإضافة إلى إلقائها الضوء على المراحل المتعدّدة التي مرت على حصار دولة قطر، ابتداء من اختراق الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية، مرورا بقطع صلات الرحم، ومحاولة التلاعب بالاقتصاد القطري، ومنع القطريين من أداء فريضة الحج،.. ولكن صمود المجتمع القطري وتحرك القيادة القطرية الأخلاقي، أوصلت رسالة إيجابية عكس ما كانت تتمنى دول الحصار، على المستوى العربي، والعالمي أيضا، وأنا كمسرحي ومسؤول في وزارة الثقافة والرياضة، ومدير مركز شؤون المسرح سعيد بأننا وصلنا إلى هذه المرحلة".
وقال صلاح الملا إن الحصار انعكس إيجابا على الفعل المسرحي القطري، وأضاف: "أكرّر عبارة قالها غانم السليطي لدول الحصار في المسرحية "شكرا لكم".. فعلا شكرا لكم لأننا كنا في مرحلة ما، لدينا جانب من التعاطي مع الفن ومع الاقتصاد ومع السياسة، ولكن بشكلٍ كان فيه قليل من الرخاء، لكن هذه الرفاهية نسيناها في الفترة الحالية. وعلى مستوى الفن والمسرح، كل الفنانين والمسرحيين إن كان في القطاع الخاص أو العام، الكل يعمل منذ بدء الحصار، إلى درجة أن مسرح قطر محجوز لتقديم العروض حتى بعد نهاية الموسم، وتحديدا إلى ما قبل حلول شهر رمضان بأيام، وجميعها أعمال مسرحية محلية. وأكثر من ذلك، أضيف إلى الحركة المسرحية، مسرح الدمى، وشكلت مجموعة من الفنانين الذين جرت تهيئتهم لدخول مجال مسرح العرائس. وأعتقد أن عملية الحصار حمّلت كل فرد في قطر مسؤوليته، حتى الجاليات المقيمة التي وقفت مع المجتمع القطري، فهناك فعالية للجالية التونسية قريبا باستضافة أعمال مسرحية، كما قدمت الجاليتان السودانية والهندية، أعمالا مسرحية تضامنا مع قطر".
المسرحية من تأليف غانم السليطي وإخراجه وبطولته، وتمثيل هدية سعيد، وجاسم الأنصاري، وخالد ربيعة، وعبد الله العسم، وفهد القريشي، وخالد خميس، والفنانة اللبنانية مايا وآخرين، بمشاركة مجموعة من الراقصين، بإشراف الإيطالية أنريكا برباجالو. وكتب كلمات الأغاني عبد الرحيم الصدّيقي، ولحّنها مطر علي الكواري.