تَميّزت "فلاكس" منذ بدايتها قبل عامَين، بدعمها للفنانين السوريين في ألمانيا، وتَرَكزَت أعمالُها في دعم المرأة كفنّانةٍ، كأُنثى وكأم، إذ تُقدِّم فرص العمل للشابات والنساء اللواتي يملِكنَ المواهب لتقديمها في ورشات عملٍ مجّانية، تُقام في البيوت الثقافية والمراكز الفنية في مدينة برلين. لمْ تبدأ فلاكس في برلين كمُنَظمةٍ مُهتمةٍ بالنساءِ فقط، بل إن مُؤَسِسَتها، لانا إدريس، سَعَت منذ بداية الثورة السورية لتقديم كل أشكالِ المساعدة والدعم للمجتمع السوري، حيثُ تمكَنَت من تقديم المساعداتِ المادية والعينية، في مراكز اللجوء في لبنان وتركيا، كما استطاعَت أن تَتعرَّف على المجتمع السوري عن قرب، واختلَطَت بالأفراد والعائلات الذين قَدِموا إلى ألمانيا وحصلوا على حق اللجوء فيها. يأتي اهتمامُ لانا بالمجتمع السوري بشكلٍ خاص كَونَها تنحدرُ من أصولٍ سورية، إذْ إنَّ والدَها سوري ووالدَتها ألمانية، وتشهر بالانتماء إلى سورية خصوصاً بعد انطلاقة الثورة السورية، وبدء نزوح اللاجئين.
المرأة السورية المقموعة
اهتمامُ لانا بالنساءِ على وجه الخُصوص، تَوَلّد إِثر مُراقبتها الدقيقة لِوضع المرأة السورية في المُخيمات، حيث تقوم بمعظمِ الأعمال الداخلية والخارجية، كما تقومُ بتنشئة الأطفال والبحث عن مصادر الرزق. تقول لانا "كانت النساءُ يعملنَ دونَ كللٍ أو ملل، بينما يبدو أنَّ الرجال قد استَسلموا سريعاً". كما تُضيف بأنَّها عندما بَدأتْ بتنظيم ورشاتِ العمل في المُخيمات، كانت غالبيةُ الحضورِ من الذكور، حيثُ إن المرأةَ كانَ عليها دوماً أن تَتفرَّغ لأعباء إعداد الطعام والعناية بالأطفال، فيما لم يكُن ذلك مُتوقعاً من الرجل.
بداية أكاديمية النساء
عندما بدأ المجتمع السوري الصغير نسبياً بالتكوّن في ألمانيا، سَعَت لانا لإِنشاء قاعدة بياناتٍ تَضمّ أسماء جميع الفنانين والفنانات السوريين الذين استقروا حديثاً في برلين، حيث لم يكُن بإمكانها تقديمُ الفرص في مجالاتٍ طبية أو علمية، ولكنَّ اتِصالَها بالثقافة السورية دفعها للتفكير في المشاريعِ الفنيّة، التي تُوفر فرص العملِ والتطوير للفنونِ السورية والثقافية. تقول لانا "مرةً أُخرى اصطَدَمتُ بالواقع الصّعب الذي يواجهُ المرأة السورية، فهيَ تتعرّض للاضطهاد من قِبَلِ بعض الفئات بسبب ارتدائها الحجاب، حيثُ لم يقبل بعضُ الفنانين استقبال المحجبات في ورشاتهم أو حتى التقاطَ الصور معهن، وذلك لرغبتهم في الحفاظ على صورةٍ اجتماعيةٍ معينة. كما لاحظتُ أن دور المرأة السورية كَفنّانةٍ إلى جانب الرجل، لَمْ يكُن سوى دور العَشيقة أو المُلهِمة، إنّهُ من الصعب عليها أن تَقفَ جنباً إلى جنب في نفس المكانة الاجتماعية بالقرب من الرجل".
عِندَها أَسسَتْ لانا ما يُسمى بأكاديمية النساء، والتي شَكَلتْ في الستة أشهر الماضية جزءاً أساسياً من نشاطات المُنَظمة. وتَندرِجُ ضمنَ فَعاليّاتِها ورشاتُ صناعة الأفلام الوَثائقية، ورشات الحياكة والأعمال اليدوية، ورشات المسرح، الفنون، والأنشطة الثقافية. كان على كل ورشة في النهايةِ إنتاجُ عملٍ فني أو حِرفي، كما تمكنَت ورشةُ الحياكةِ والصناعاتِ اليدوية مِن بَيعِ مُعظم مُنتجاتِها.
هل لِهذه المُبادرات فائدة حقيقية؟
تَسعى فلاكس لِتثقيفِ النساءِ بشكلٍ خاص، والمُجتمعِ السوري بشكلٍ عامٍ، حول حقوقِه وفرصِه في المجتمع الألماني، حَيث يُعامَل بِناءً على قُدراتِه الأكاديميَّة والفنيَّة، بِغضِّ النظرِ عَن وضعه الاِجتماعي. كَما تَهتَمُ بِالنشاطات التي تُساعدُ في تَحسينِ الوضع النفسي للقادمين الجدد، وذَلك عن طريق الفُنون المُتنوّعة والتي تَفتَحُ الأبوابَ نحو التَّواصل مع المُجتمع الحاضن، وتوفير فرص العمل. تقول لانا: "لا نسعى لزرع المحاصيل التي يحتاجها المجتمع، بل نُعلِّمُ الجميعَ أن يكونوا مزارعين".
اقــرأ أيضاً
المرأة السورية المقموعة
اهتمامُ لانا بالنساءِ على وجه الخُصوص، تَوَلّد إِثر مُراقبتها الدقيقة لِوضع المرأة السورية في المُخيمات، حيث تقوم بمعظمِ الأعمال الداخلية والخارجية، كما تقومُ بتنشئة الأطفال والبحث عن مصادر الرزق. تقول لانا "كانت النساءُ يعملنَ دونَ كللٍ أو ملل، بينما يبدو أنَّ الرجال قد استَسلموا سريعاً". كما تُضيف بأنَّها عندما بَدأتْ بتنظيم ورشاتِ العمل في المُخيمات، كانت غالبيةُ الحضورِ من الذكور، حيثُ إن المرأةَ كانَ عليها دوماً أن تَتفرَّغ لأعباء إعداد الطعام والعناية بالأطفال، فيما لم يكُن ذلك مُتوقعاً من الرجل.
بداية أكاديمية النساء
عندما بدأ المجتمع السوري الصغير نسبياً بالتكوّن في ألمانيا، سَعَت لانا لإِنشاء قاعدة بياناتٍ تَضمّ أسماء جميع الفنانين والفنانات السوريين الذين استقروا حديثاً في برلين، حيث لم يكُن بإمكانها تقديمُ الفرص في مجالاتٍ طبية أو علمية، ولكنَّ اتِصالَها بالثقافة السورية دفعها للتفكير في المشاريعِ الفنيّة، التي تُوفر فرص العملِ والتطوير للفنونِ السورية والثقافية. تقول لانا "مرةً أُخرى اصطَدَمتُ بالواقع الصّعب الذي يواجهُ المرأة السورية، فهيَ تتعرّض للاضطهاد من قِبَلِ بعض الفئات بسبب ارتدائها الحجاب، حيثُ لم يقبل بعضُ الفنانين استقبال المحجبات في ورشاتهم أو حتى التقاطَ الصور معهن، وذلك لرغبتهم في الحفاظ على صورةٍ اجتماعيةٍ معينة. كما لاحظتُ أن دور المرأة السورية كَفنّانةٍ إلى جانب الرجل، لَمْ يكُن سوى دور العَشيقة أو المُلهِمة، إنّهُ من الصعب عليها أن تَقفَ جنباً إلى جنب في نفس المكانة الاجتماعية بالقرب من الرجل".
عِندَها أَسسَتْ لانا ما يُسمى بأكاديمية النساء، والتي شَكَلتْ في الستة أشهر الماضية جزءاً أساسياً من نشاطات المُنَظمة. وتَندرِجُ ضمنَ فَعاليّاتِها ورشاتُ صناعة الأفلام الوَثائقية، ورشات الحياكة والأعمال اليدوية، ورشات المسرح، الفنون، والأنشطة الثقافية. كان على كل ورشة في النهايةِ إنتاجُ عملٍ فني أو حِرفي، كما تمكنَت ورشةُ الحياكةِ والصناعاتِ اليدوية مِن بَيعِ مُعظم مُنتجاتِها.
هل لِهذه المُبادرات فائدة حقيقية؟
تَسعى فلاكس لِتثقيفِ النساءِ بشكلٍ خاص، والمُجتمعِ السوري بشكلٍ عامٍ، حول حقوقِه وفرصِه في المجتمع الألماني، حَيث يُعامَل بِناءً على قُدراتِه الأكاديميَّة والفنيَّة، بِغضِّ النظرِ عَن وضعه الاِجتماعي. كَما تَهتَمُ بِالنشاطات التي تُساعدُ في تَحسينِ الوضع النفسي للقادمين الجدد، وذَلك عن طريق الفُنون المُتنوّعة والتي تَفتَحُ الأبوابَ نحو التَّواصل مع المُجتمع الحاضن، وتوفير فرص العمل. تقول لانا: "لا نسعى لزرع المحاصيل التي يحتاجها المجتمع، بل نُعلِّمُ الجميعَ أن يكونوا مزارعين".