لم يبدأ حسام عابد مسيرته الفنية بطريقة اعتيادية، فبعد انتقاله من عمّان إلى دمشق لدراسة الكيمياء في جامعة دمشق، أخذ يبحث عن أداة للتعبير عن وجوده وكيانه الخاص، وكان لدمشق وفعالياتها الثقافية أثرُ المُلهم في مسيرته الفنية. فأخذ تعلقه بالمسرح والسينما ومختلف الوسائط الفنية يزداد وينمو مع الوقت، فقام بعد تخرجه من قسم الكيمياء، بالتوجه نحو المسرح والموسيقى والكتابة كأدوات للتعبير عن الإبداع الداخلي.
تطوع حسام لاحقاً في مخيم البقعة في الأردن كمُدرس، وبسبب تعامله المباشر مع الأطفال ورغبته المُلحة في خلق لغة تواصل ثقافية وفنية، جاءت الفكرة بأن يبدأ مسرحاً للدمى داخل المخيم، رغم قلة خبرته وانعدام الإمكانات الداعمة لتنفيذ المشروع. اتخذ حسام بعدها منهجاً واضحاً في التعليم الذاتي، حيث صار يتتبع الورشات المرتبطة بصناعة الدمى، وبالمسرح والفنون الأدائية بشكل عام. وبعد حضوره لورشة خيال الظل مع المخرج فادي سكيكر من سورية، أسسا معاً مُختبر عمّان المسرحي.
فيما بعد، حصل حسام على إقامة فنية في لبنان لمدة ثلاثة أسابيع، أدّى خلالها عرضه المنفرد، وقدم نفسه كفنان على طريق الاحتراف. لم يمض وقت طويل قبل أن ينضم حسام إلى برنامج الدراسات العليا في العاصمة التشيكية براغ، فبعد بحث معمق، حصل حسام على قبول في مدرسة الفنون الأدائية التشيكية، والتي تعد من أفضل المدارس في أوروبا.
قام حسام أثناء دراسته بتنفيذ عرضه المُوجه للكبار "يحدث في مثل هذا اليوم" الذي استخدم فيه دميتين خشبيتين كبيرتي الحجم، صُممتا خصيصاً للعرض الذي حاز على إعجاب ودهشة الحاضرين في الأردن. فقد كان عرضاً غنائياً يتناول مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية العربية بطريقة ساخرة، وتم بالتعاون مع مجموعة من أهم الموسيقيين والفنانين في الأردن.
شكلت الذاكرة لدى حسام دافعاً مُلحاً ودائماً للتعبير والإبداع، فكان مشروع تخرجه يدور حول طفولته في مخيم البقعة وعلاقته مع والده، وتجربة التهجير التي كان لها أثر كبير في حياته الخاصة وفي المجتمع. يعتبر حسام أن المسرح يُساهم في روي الحكايات وطرح الأسئلة الوجودية العميقة على الحاضرين، الذين يغادرون المسرح محملين بصور ومشاهد اختبروها عن قرب في تجربة حميمة، خلقت علاقة سرية بين الممثل والمشاهد. يقول حسام: "يترك المسرح أثراً ولو بعد أشهر، يعود المشهد للحضور عند حصول موقف مشابه أو تفصيل حياتي صغير، ويحافظ المسرح على قدرته على الإدهاش، وشد الفضول الفطري للحاضرين، وفتح شهية الخيال لإعادة التفكير".
اقــرأ أيضاً
يعمل حسام عابد على تأسيس مدرسة صيفية للفنون الأدائية في عمّان، حيث يتم فيها تنفيذ عروض مختلفة في المسرح ويمكن استخدام وسائط متعددة في تقديم العروض. ستقوم المدرسة بتقديم الدورات التدريبية مدة شهرين في الصيف لليافعين والشباب في المنطقة العربية، بمشاركة مدربين من أكاديمية الفنون الأدائية في براغ، بالإضافة إلى عدد من الأساتذة الأوروبيين والعرب حيث سيتمكن المشاركون من إسقاط تجاربهم الحياتية عن طريق العروض المسرحية، كما يمكن الاستفادة من الموروث الشعبي والقصص المتناقلة كمصدر للإلهام.
اشترك حسام عابد في إخراج عرض "ألف حكاية وحكاية" مع رقية عامر من البحرين، والذي تم تأليفه استناداً على النص الذي كتبته نوال حميد من البحرين أيضاً. عُرضت المسرحية ضمن مهرجان الربيع الثقافي في البحرين، كما تم عرضها ضمن مهرجان هلال فوق سماء براغ، في الجمهورية التشيكية.
وهي مسرحية عبثية موجهة لجميع أفراد العائلة، أبطالها أربعة أطفال مهجرون من سورية، العراق، أفغانستان وفلسطين، اضطروا لمغادرة بيوتهم عندما حل الظلام في جميع الأرجاء وفي طريقهم نحو البحث عن النور يلتقون بالحرف "ألف" الذي يُنير طريقهم ويرافقهم في رحلة إلى الأرض الذهبية. يطرح العرض تساؤلاً عميقاً عن وجود الأرض الذهبية وماهيتها، وفي نهاية المسرحية يجد كل من الأطفال أرضه الذهبية الذاتية التي تتعلق بتجربته ورغبته.
يستخدم العرض أربع حكايات شعبية يتم إسقاطها على تجارب الأطفال الشخصية، وهي حكاية ملحمة جلجامش السومرية من العراق، منطق الطير لفريد الدين العطار من أفغانستان، الحمّال والسرج من سورية، القملة والبرغوث من فلسطين. يقوم الأطفال في نهاية العرض بصنع قواربهم وكتابة أمنياتهم الصغيرة عليها.
تطوع حسام لاحقاً في مخيم البقعة في الأردن كمُدرس، وبسبب تعامله المباشر مع الأطفال ورغبته المُلحة في خلق لغة تواصل ثقافية وفنية، جاءت الفكرة بأن يبدأ مسرحاً للدمى داخل المخيم، رغم قلة خبرته وانعدام الإمكانات الداعمة لتنفيذ المشروع. اتخذ حسام بعدها منهجاً واضحاً في التعليم الذاتي، حيث صار يتتبع الورشات المرتبطة بصناعة الدمى، وبالمسرح والفنون الأدائية بشكل عام. وبعد حضوره لورشة خيال الظل مع المخرج فادي سكيكر من سورية، أسسا معاً مُختبر عمّان المسرحي.
فيما بعد، حصل حسام على إقامة فنية في لبنان لمدة ثلاثة أسابيع، أدّى خلالها عرضه المنفرد، وقدم نفسه كفنان على طريق الاحتراف. لم يمض وقت طويل قبل أن ينضم حسام إلى برنامج الدراسات العليا في العاصمة التشيكية براغ، فبعد بحث معمق، حصل حسام على قبول في مدرسة الفنون الأدائية التشيكية، والتي تعد من أفضل المدارس في أوروبا.
قام حسام أثناء دراسته بتنفيذ عرضه المُوجه للكبار "يحدث في مثل هذا اليوم" الذي استخدم فيه دميتين خشبيتين كبيرتي الحجم، صُممتا خصيصاً للعرض الذي حاز على إعجاب ودهشة الحاضرين في الأردن. فقد كان عرضاً غنائياً يتناول مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية العربية بطريقة ساخرة، وتم بالتعاون مع مجموعة من أهم الموسيقيين والفنانين في الأردن.
شكلت الذاكرة لدى حسام دافعاً مُلحاً ودائماً للتعبير والإبداع، فكان مشروع تخرجه يدور حول طفولته في مخيم البقعة وعلاقته مع والده، وتجربة التهجير التي كان لها أثر كبير في حياته الخاصة وفي المجتمع. يعتبر حسام أن المسرح يُساهم في روي الحكايات وطرح الأسئلة الوجودية العميقة على الحاضرين، الذين يغادرون المسرح محملين بصور ومشاهد اختبروها عن قرب في تجربة حميمة، خلقت علاقة سرية بين الممثل والمشاهد. يقول حسام: "يترك المسرح أثراً ولو بعد أشهر، يعود المشهد للحضور عند حصول موقف مشابه أو تفصيل حياتي صغير، ويحافظ المسرح على قدرته على الإدهاش، وشد الفضول الفطري للحاضرين، وفتح شهية الخيال لإعادة التفكير".
يعمل حسام عابد على تأسيس مدرسة صيفية للفنون الأدائية في عمّان، حيث يتم فيها تنفيذ عروض مختلفة في المسرح ويمكن استخدام وسائط متعددة في تقديم العروض. ستقوم المدرسة بتقديم الدورات التدريبية مدة شهرين في الصيف لليافعين والشباب في المنطقة العربية، بمشاركة مدربين من أكاديمية الفنون الأدائية في براغ، بالإضافة إلى عدد من الأساتذة الأوروبيين والعرب حيث سيتمكن المشاركون من إسقاط تجاربهم الحياتية عن طريق العروض المسرحية، كما يمكن الاستفادة من الموروث الشعبي والقصص المتناقلة كمصدر للإلهام.
اشترك حسام عابد في إخراج عرض "ألف حكاية وحكاية" مع رقية عامر من البحرين، والذي تم تأليفه استناداً على النص الذي كتبته نوال حميد من البحرين أيضاً. عُرضت المسرحية ضمن مهرجان الربيع الثقافي في البحرين، كما تم عرضها ضمن مهرجان هلال فوق سماء براغ، في الجمهورية التشيكية.
وهي مسرحية عبثية موجهة لجميع أفراد العائلة، أبطالها أربعة أطفال مهجرون من سورية، العراق، أفغانستان وفلسطين، اضطروا لمغادرة بيوتهم عندما حل الظلام في جميع الأرجاء وفي طريقهم نحو البحث عن النور يلتقون بالحرف "ألف" الذي يُنير طريقهم ويرافقهم في رحلة إلى الأرض الذهبية. يطرح العرض تساؤلاً عميقاً عن وجود الأرض الذهبية وماهيتها، وفي نهاية المسرحية يجد كل من الأطفال أرضه الذهبية الذاتية التي تتعلق بتجربته ورغبته.
يستخدم العرض أربع حكايات شعبية يتم إسقاطها على تجارب الأطفال الشخصية، وهي حكاية ملحمة جلجامش السومرية من العراق، منطق الطير لفريد الدين العطار من أفغانستان، الحمّال والسرج من سورية، القملة والبرغوث من فلسطين. يقوم الأطفال في نهاية العرض بصنع قواربهم وكتابة أمنياتهم الصغيرة عليها.