عبثاً حاول العروسان الحديث عن حريتهما الشخصية، عن اختيارهما إقامة حفل زفاف يشبههما ويشبه اهتماماتهما، بقي الكاهن موريس خوري الذي شارك في حلقة "هوا الحرية" مصرّاً على شرح ما وصفه بـ"المخالفات المسيحية" التي ارتكباها، وصولاً إلى حد التأكيد أنّ "التاتو" أو الوشم الذي يملأ جسدي العروس والعريس معاد للكنيسة. ثمّ ينتقل إلى لهجة تحدٍ مؤكداً أنه في حال تزوّج ندين ودينا في الكنيسة باللباس الأسود سيكون ذلك تحدّ للدين المسيحي وأنه سوف يردّ عليهما بشكل مناسب. بدا الكاهن محتدماً وفي صراع مع شابين لم يقولا أي جملة مسيئة بحقه ولا بحق الدين المسيحي.
Facebook Post |
العروسان نفساهما، كانا أيضاً ضيوف برنامج "للنشر"، وتم التعاطي معهما على اعتبارهما "كائنات فضائية"، وإن كان رئيس المجلس الكاثوليكي للإعلام عبده أبو كسم قد بدا أكثر تفهماً لما حصل في حفل الزفاف.
لكن انفتاح ابو كسم، يأتي بعد أسبوع من الحملات التي شنّها ضدّ برنامج آخر هو "أبو طلال شو" وذلك بعدما استخدم الممثل وسام سعد (يجسد شخصية ابو طلال الصيداوي الشهيرة في لبنان) آية من الإنجيل وهي "دعوا الأطفال يأتون إليّ" في إطار سكيتش ساخر وكوميدي. قامت الدنيا، وهدّد أبو كسم بملاحقة أبو طلال ومقاضاة قناة "الجديد".
إذ انتشر الفيديو الساخر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، فكتبت الإعلامية كارين سلامة عبر تويتر: "أبو طلال على تلفزيون الجديد ما لاقا يستعمل بالبرومو تبع برنامجو غير جمل من الإنجيل المقدس قايلها السيد المسيح ويحورها بطريقة بشعة ورخيصة... سؤال لو العكس نعمل شو كان صار؟"، أما عادل سميا فقال: "إعلان برنامج أبو طلال عبر قناة الجديد يستخدم أقوال السيد المسيح بطريقة محورة ومسيئة... معيب جداً التطاول على الإنجيل المقدس بهذه الطريقة ويجب على وزير الإعلام ملحم رياشي التدخل الفوري فما حصل إهانة لا يقبل بها المسلمون قبل المسيحيين فالتطاول على أي دين مرفوض".
أما الأب موريس خوري فنشر فيديو عبر صفحته يدعو فيه رئيس الجمهورية للتدخل، وإلا سيضطرون الى النزول للشارع لوقف السخرية من الدين الذين يعتبرونه مقدساً. كما اتهم البعض قناة الجديد وأبو طلال بأن البرنامج لم ينجع فاضطر الى اعتماد سياسة الاستفزاز ليثير جدلا.
هذا وأطلّ رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم على شاشة mtv ليقول: "باتت معتقداتنا للمزاح والتهكم وهذا واقع غير مقبول بأي شكل من الأشكال وإن لم يحصل أي اعتذار أو تعهد بعدم تكرار الأمر فسنلجأ للقضاء".
وقد وضع "المركز الكاثوليكي للإعلام" الموضوع في عهدة القضاء اللبناني ووزارة الإعلام. هذا وقامت قناة الجديد بحذف المقطع من الموقع الرسمي ومن قناتها على يوتيوب.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Facebook Post |
الإصرار على لعب الرقيب على الإنتاج الفني والإبداعي، وعلى الحياة الخاصة والشخصية للناس، يأتي في وقت تستفحل فيه الرقابة في لبنان وتتخذ منحى أكثر تطرفاً من خلال منع عدد من الأعمال السينمائية.