بعد سلسلة أزمات مرضية عاشها الفنان القدير أحمد راتب مع الرئة والقلب، أعلن اليوم في القاهرة، عن وفاته داخل العناية المركزة، في أحد المستشفيات الخاصة التي دخلها منذ أيام في تكتم شديد، ولم يتم تحديد موعد للجنازة والعزاء، حتى هذه اللحظات.
عاش الفنان الراحل طيلة حياته ممثلاً، بدأ في المسرح المدرسي وهو طفل صغير لا يتعدى السابعة من عمره، وكان جميع مدرسيه يشهدون له بالموهبة. ورغم انشغال راتب بالبروفات، إلا أنه وإرضاءً لأسرته التي رغبت في أن يحصل على مؤهل عال، التحق بكلية الهندسة، والتي كانت من كليات القمة حينذاك.
وتخرّج راتب منها ليلتفت فيما بعد إلى موهبته لتطويرها، من خلال التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ومن هنا كانت انطلاقته الحقيقية إلى عالم الفن.
قدّم على مدار مشواره الفني الذي أسدل الستار عليه اليوم، حوالي 250 فيلما ومسلسلا، كما كان للعروض المسرحية نصيب كبير في حياته، فقدم على خشبة المسرح العام والخاص الكثير منها، والذي وصل لما يزيد عن الثلاثين عرضا.
وعلى الرغم من قوة أحمد راتب التمثيلية وموهبته الكبيرة، إلا أنه لم يتقلد البطولة المطلقة أبدا وظل يقدم أدوارًا ثانية غير مبال على الإطلاق بالمسميات، أو بتصدر اسمه للشارات، حيث كان اهتمامه منصباً على الدور الذي سيترك علامة لدى جمهوره.
وفعلاً تمكن راتب من حجز مكان له في ذاكرة جمهوره عبر الشخصيات التي قدمها في أفلام مثل "عمارة يعقوبيان" و"منتهى اللذة" و"جزيرة الشيطان" و"جبابرة الميناء" و"الدنيا على جناح يمامة" و"يا رب ولد" وغيرها من الأعمال.
ولم يعتمد راتب يوما على كونه فنانا كوميديا فحسب، بل كانت أقوى أدواره في التراجيديا والتي كان أخرها فيلمه "نواره" مع المخرجة هالة خليل، كما كان ينتظر عرض فيلمه"مولانا" في مصر، والمشارك حاليا في مهرجان دبي السينمائي.
وعلى النطاق التلفزيوني، قدم راتب أعمالاً ستظل في ذاكرة جمهوره، منها "الخيول تنام واقفة" وهالة والمستخبي و"ذهاب وعودة". وكان آخر أعماله التلفزيونية من خلال مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" مع عادل إمام، الذي قدم سلسلة طويلة من الأعمال معه، وقبل وفاته بأيام كان يصور دوره في مسلسل "الأب الروحي" مع محمود حميدة، لكن لم يمهله القدر لاستكماله.