وجد هؤلاء الشباب أنفسهم يسبحون في بحور الإدمان والأمراض. أراد المخرج نصر الدين السهيلي، الفيلم صرخةً في وجه مجتمع لا يهتم إلا بالمركز، وينسى هذا الجزء من الدنيا الذي لا يعرفه أو يتجاهله، رغم إدراكه له، وإدراكه لمعاناته وانكساراته، بعدما تحطمت كل أحلامه على صخور واقع مغرق في الجشع والانتهازية.
"لقشة من الدنيا" رحلة مختزلة في حياة صديقين جمع بينهما الألم والحب والإدمان، غير بعيد عن مركز السلطة التنفيذية في تونس، وهو يأتي في سياق أفلام سبق للمخرج نصر الدين السهيلي أن طرح فيها حياة المهمشين في تونس، مثل فيلم "الشاق واق" و"بوتليس" و"مرّ وصبر". لكنّ طرحه هذه المرة كان صادماً لكل المتلقين، من خلال استعمال لغة فاضحة ومباشرة وماسحة لكل طبقات الزيف التي تغلف المجتمع.
الفيلمُ عرفَ نجاحاً كبيراً عند عرضه، في إطار المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة لأيام قرطاج السينمائية، التي شهدتها تونس فى الفترة الممتدة من 3 إلى 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، واستغرَب كلُّ المتابعين عدم حصوله على أي جائزة. واعتبر النقاد أن عدم حصول الفيلم على جائزة بمثابة العقاب للسينما الواقعية التي تكشف المستور، وتعرّي الزيف الذي يسكننا.