منذ الخامسة عصراً، يحتشد الجمهور في أحد مواقف منطقة الكسليك اللبنانية، انتظاراً لحافلات نقل وُضِعَت خصيصًا للراغبين في حضور حفل كاظم الساهر في مدينة إهدن، التي تبعد 110 كيلومترات عن بيروت. وجوه من مختلف الأعمار والجنسيات، تترقب الذهاب إلى المهرجان الذي يحييه الساهر للسنة الخامسة هناك.
لا يزالُ صاحب "أنا وليلى" مسيطراً منذ عقدين على ساحة المهرجانات والحفلات، ليس فقط في لبنان، بل في الجوار العربي. ثمة سرّ وراء ذلك، لا يمكن شرحه، بحسب ما تؤكده سيدة خمسينية اختارت حضور مهرجان "القيصر"، للسنة الثالثة في إهدن. فيما تردِّد جارتها بأنّها تأثّرت كثيراً لدرجة البكاء في السنة الماضية، عندما شاهدته على المسرح في حفل "كازينو لبنان"، وهي اليوم متشوّقة لحضوره ثانية.
مُهمّةٌ محاولة كاظم الساهر من جهة الحفاظ على حضوره بعد أكثر من 25 عامًا على انطلاقته الفعلية من بيروت، واجتيازهِ لخطٍّ موسيقيّ مُختلف عن أقرانه من المغنين اللبنانيين والعرب.
انتشر الساهر بالأغنية العراقية الشعبيّة التي دخلت بدون استئذان إلى المحيط العربي في عزّ الأزمة العراقية السياسيّة، ثم القصائد التي حققت نجاحًا لافتًا، وأعادت بريق القصيدة المُغنّاة بعد سنوات من غيابها. في المقابل، تراجعَ الساهر عن فرض أغنياته الأخيرة أو تسويقها، ربّما بسبب الضعف الذي تعانيه شركة "بلاتينيوم" التي انضمَّ إليها عام 2016، وربما بسبب إصرار الساهر منذ سنوات على غناء ما هو معروف في الحفلات من دون تغيير.
الاختلاف في حفلات لبنان، من ناحية طرق العرض أو نوعيّة الأغاني يبدو ضعيفًا، إن لم يكن معدومًا. لماذا لا يُغيِّر الساهر في برنامج حفلاته منذ سنوات؟ ولماذا هذا الاستسهال في تعامله مع الناس؟ برنامجه أصبح الجميع يحفظه عن ظهر قلب. وثمَّة سؤالٌ أيضاً عن السبب في منح الجمهور الوقت للغناء من على المدرجات؟
في المقابل ثمة مواقف جيّدة، تدل على سعة واحترام الساهر لعازفي فرقته الموسيقية، وهو إعطاء الوقت الكافي للاستماع للعازفين أحياناً عن طريق "الصولوهات"، ووقوفه بعيداً، كي يتسنى للناس التفاعل مع الموسيقى الخالصة من دون غناء.
اقــرأ أيضاً
مُهمّةٌ محاولة كاظم الساهر من جهة الحفاظ على حضوره بعد أكثر من 25 عامًا على انطلاقته الفعلية من بيروت، واجتيازهِ لخطٍّ موسيقيّ مُختلف عن أقرانه من المغنين اللبنانيين والعرب.
انتشر الساهر بالأغنية العراقية الشعبيّة التي دخلت بدون استئذان إلى المحيط العربي في عزّ الأزمة العراقية السياسيّة، ثم القصائد التي حققت نجاحًا لافتًا، وأعادت بريق القصيدة المُغنّاة بعد سنوات من غيابها. في المقابل، تراجعَ الساهر عن فرض أغنياته الأخيرة أو تسويقها، ربّما بسبب الضعف الذي تعانيه شركة "بلاتينيوم" التي انضمَّ إليها عام 2016، وربما بسبب إصرار الساهر منذ سنوات على غناء ما هو معروف في الحفلات من دون تغيير.
الاختلاف في حفلات لبنان، من ناحية طرق العرض أو نوعيّة الأغاني يبدو ضعيفًا، إن لم يكن معدومًا. لماذا لا يُغيِّر الساهر في برنامج حفلاته منذ سنوات؟ ولماذا هذا الاستسهال في تعامله مع الناس؟ برنامجه أصبح الجميع يحفظه عن ظهر قلب. وثمَّة سؤالٌ أيضاً عن السبب في منح الجمهور الوقت للغناء من على المدرجات؟
في المقابل ثمة مواقف جيّدة، تدل على سعة واحترام الساهر لعازفي فرقته الموسيقية، وهو إعطاء الوقت الكافي للاستماع للعازفين أحياناً عن طريق "الصولوهات"، ووقوفه بعيداً، كي يتسنى للناس التفاعل مع الموسيقى الخالصة من دون غناء.
في الختام، يُنهي الساهر عادة حفلاته بأغان من ألبومه "كتاب الحب" الصادر عام 2016، في محاولةِ العودة للكلام عن العواطف واستجداء الحماس أو التفاعل النهائي قبل الوداع. لعله إسقاط عاطفي يتماشى مع كمية "الرومانسية" التي تصدرت الوقت الكامل للحفلة، وسط نداءات تدعوه إلى البقاء على المسرح، وصرخات تؤكّد مجدداً نجاح الساهر، والسرّ الذي يظل هاجسًا عند الجمهور. جمهور لا يريد أن يكشف الحقيقة في اندفاعه لحفل الساهر، لكنّه يصرُّ في كل مرة، في كل سنة، على المجيء والتفاعل معه وجهًا لوجه.