عادةً، وفي السيناريو المثاليّ لنهاية العالم، يتدخل أيرون مان-Iron man ويفرقع أصابعه ويعيد للبشريّة توازنها، أو يتدخل الإله ثور-Thor ليقف بوجه كائنات فضائيّة من كوكب آخر، بل إن ماغنيتو-Magneto نفسه قام باستخدام قدراته المغناطيسية الخارقة ليوقف حرباً نوويّة. لكن، لا يوجد في الثقافة الشعبيّة السائدة بطل خارق قادر على القضاء على وباء أساسه فيروس يستطيع أن يكون موجوداً في كل مكان، وإصابة كل البشر.
ترتبط هذه التساؤلات بالمتخيّل الذي نمتلكه عن الأبطال الخارقين ودورهم في دعم الإحساس بالقوة والتفوق على الأعداء الأشرار، خصوصاً أن المنتجات الثقافيّة الخاصة بالأبطال الخارقين ازدهرت بعد الحرب العالميّة الثانية، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وفي كليهما، هناك خطر ما، قادر على نفي الشكل القائم، وعدو يشّكل تهديدياً وجودياً على المواطنين الآمنين، ليأتي البطل الخارق كأمل وحل دائم للوقوف بوجه هذا العدو والقضاء عليه وعلى مخططه الذي يهدف إلى نفي كلّ أشكال الحياة، وكأنهم التمثيل السياسيّ لثقافة العسكرة التي غزت كل جوانب الحياة في القرن العشرين.
لكن، في ظل احتمالات "نهاية العالم" التي نعيشها، حبكات الأبطال الخارقين تبدو مبتذلة وهشة، خصوصاً أن الجائحة الحاليّة هددت المتخيلات التي قدمتها هذه الأفلام عن الخطر، ويضاف إلى ذلك أفلام الموتى الأحياء، وفي كلا الشكلين، يظهر البطل الخارق بوصفه تمثيلاً للشجاعة والاختلاف عن العاديّ، ما يُمكنّه من الوقوف بوجه الخطر، لكن في ظل كورونا، تبدو "البطولة" التي يمكن لغير الأطباء النظر إليها شديدة العاديّة، لا اختلاف ولا رغبة بالتضامن الاجتماعي أو الثقة بمخلص ما، بل يكفي عدم التعامل مع الآخرين، ورفض الاقتراب منهم، وهو ما يتناقض مع مفهوم البطل الخارق نفسه المحبّ للجميع.
الأهم، هناك دوماً حركة وانتقال في أفلام الأبطال الخارقين، وأبطال نهاية العالم، لا بد من ملاحقة الأعداء، أو تتبع حركتهم، أو الانتقال إلى مكان الخطر، أو دفعه إلى الخارج. هذا الانتقال يرتبط بطبيعة الخطر، سواء كان مرئياً أو محمولاً في أجساد المصابين كحالة الموتى الأحياء، لكن مع كورونا، مجابهة الخطر تكمن ببساطة في البقاء في المنزل، والكسل ومشاهدة التلفاز وعدم الاحتكاك مع الآخرين، والاكتفاء بالتواصل عبر الشاشات؛ إذ لا أحد لمواجهته، ولا خطر يجب اللحاق به، بل فقط ترسيخ "اللاحركة" بوصفها الأسلوب الأفضل لمواجهة هذا العدو الخفي، وتعليق الآمال على العلماء لإيجاد لقاح أو دواء، نحن بحاجة أيضاً إلى زمن كي نحصل عليه "جميعاً"، إذ لا يوجد بطل خارق قادر على إيصاله لنا، بل علينا الاعتماد على عمال في المداجن ربما أو مصانع الملح ليصبح متوافراً للجميع ومجانياً.
تركز حبكة الأبطال الخارقين على الاختلاف بين العادي وبين ذاك الذي يرغب في التغيير، سواء تغيير نفسه أو المكان الذي هو فيه أو من حوله، وهنا دوماً شخص يتجاوز نفسه أو عقبات تواجهه ليصبح بطلاً، سواء كان منفياً أو عالماً فاشلاً أو متحوّلاً، أو مخترعاً، أما الأبطال في نهاية العالم المحتملة التي نشهدها - ولا نتحدث عن الأطباء - هم أفراد يسعون دوماً لمصلحتهم الشخصيّة، الصعوبات تتمثّل في إحضار الطعام والقضاء على الملل والحفاظ على اللياقة بحدود معقولة كي لا يتم صرف حريرات أكثر بالتالي طعام أكثر.
اقــرأ أيضاً
الأهم أن السيناريو السوداوي للنجاة يناقض مفاهيم الأبطال الخارقين الذين لا يفرطون بحياة المدنيين ومستعدون للدفاع عن أي شخص، وبغض النظر عمن يموتون في الخلفية إثر كل مواجهة مع الخطر. هذا السيناريو يتمثل بسياسات بريطانيا نفسها، أو مناعة القطيع؛ بمعنى آخر لنترك من يموت ليموت، والباقي ينجون، أي هناك ضحايا على أساس عملية رياضيّة لا أخلاقيّة، تخالف كل ما يؤمن به أي بطل خارق، وهي إنقاذ الجميع حتى لو عنى ذلك ارتفاع احتمالات موت الجميع.
ترتبط هذه التساؤلات بالمتخيّل الذي نمتلكه عن الأبطال الخارقين ودورهم في دعم الإحساس بالقوة والتفوق على الأعداء الأشرار، خصوصاً أن المنتجات الثقافيّة الخاصة بالأبطال الخارقين ازدهرت بعد الحرب العالميّة الثانية، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وفي كليهما، هناك خطر ما، قادر على نفي الشكل القائم، وعدو يشّكل تهديدياً وجودياً على المواطنين الآمنين، ليأتي البطل الخارق كأمل وحل دائم للوقوف بوجه هذا العدو والقضاء عليه وعلى مخططه الذي يهدف إلى نفي كلّ أشكال الحياة، وكأنهم التمثيل السياسيّ لثقافة العسكرة التي غزت كل جوانب الحياة في القرن العشرين.
لكن، في ظل احتمالات "نهاية العالم" التي نعيشها، حبكات الأبطال الخارقين تبدو مبتذلة وهشة، خصوصاً أن الجائحة الحاليّة هددت المتخيلات التي قدمتها هذه الأفلام عن الخطر، ويضاف إلى ذلك أفلام الموتى الأحياء، وفي كلا الشكلين، يظهر البطل الخارق بوصفه تمثيلاً للشجاعة والاختلاف عن العاديّ، ما يُمكنّه من الوقوف بوجه الخطر، لكن في ظل كورونا، تبدو "البطولة" التي يمكن لغير الأطباء النظر إليها شديدة العاديّة، لا اختلاف ولا رغبة بالتضامن الاجتماعي أو الثقة بمخلص ما، بل يكفي عدم التعامل مع الآخرين، ورفض الاقتراب منهم، وهو ما يتناقض مع مفهوم البطل الخارق نفسه المحبّ للجميع.
الأهم، هناك دوماً حركة وانتقال في أفلام الأبطال الخارقين، وأبطال نهاية العالم، لا بد من ملاحقة الأعداء، أو تتبع حركتهم، أو الانتقال إلى مكان الخطر، أو دفعه إلى الخارج. هذا الانتقال يرتبط بطبيعة الخطر، سواء كان مرئياً أو محمولاً في أجساد المصابين كحالة الموتى الأحياء، لكن مع كورونا، مجابهة الخطر تكمن ببساطة في البقاء في المنزل، والكسل ومشاهدة التلفاز وعدم الاحتكاك مع الآخرين، والاكتفاء بالتواصل عبر الشاشات؛ إذ لا أحد لمواجهته، ولا خطر يجب اللحاق به، بل فقط ترسيخ "اللاحركة" بوصفها الأسلوب الأفضل لمواجهة هذا العدو الخفي، وتعليق الآمال على العلماء لإيجاد لقاح أو دواء، نحن بحاجة أيضاً إلى زمن كي نحصل عليه "جميعاً"، إذ لا يوجد بطل خارق قادر على إيصاله لنا، بل علينا الاعتماد على عمال في المداجن ربما أو مصانع الملح ليصبح متوافراً للجميع ومجانياً.
تركز حبكة الأبطال الخارقين على الاختلاف بين العادي وبين ذاك الذي يرغب في التغيير، سواء تغيير نفسه أو المكان الذي هو فيه أو من حوله، وهنا دوماً شخص يتجاوز نفسه أو عقبات تواجهه ليصبح بطلاً، سواء كان منفياً أو عالماً فاشلاً أو متحوّلاً، أو مخترعاً، أما الأبطال في نهاية العالم المحتملة التي نشهدها - ولا نتحدث عن الأطباء - هم أفراد يسعون دوماً لمصلحتهم الشخصيّة، الصعوبات تتمثّل في إحضار الطعام والقضاء على الملل والحفاظ على اللياقة بحدود معقولة كي لا يتم صرف حريرات أكثر بالتالي طعام أكثر.