عرضت نزيلات فلسطينيات أعمالهن اليدوية من مختلف أشكال وألوان الإكسسوارات المزينة بالتطريز الفلسطيني، داخل سجن أنصار، المعروف بـ"مركز إصلاح وتأهيل النساء" في غزة،
وذلك خلال معرض "إشراقة أمل 3" الخاص بأعمال ومنتجات النزيلات، والذي أقامه، اليوم الإثنين، مركز إصلاح وتأهيل النساء، التابع لوزارة الداخلية والأمن الوطني والمديرية العامة لمراكز الإصلاح والتأهيل، بالتعاون مع المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات.
وتقول النزيلة ر. ع، لـ"العربي الجديد"، إنها تعلمت فنون التطريز والإكسسوارات المُصنعة يدوياً داخل مركز الإصلاح والتأهيل، موضحة أنها تحاول استغلال فترتها بين الجدران في تعلّم حرفة يمكن أن تنفعها حتى بعد خروجها من السجن.
بينما تقول زميلتها ن. م، لـ"العربي الجديد"، إن إتقان عمل الأشغال اليدوية يمكن أن يفتح أمامها المجال لإقامة مشروعها الخاص، مبيّنة أنها تحاول استغلال الوقت في تصنيع القطع، وتوفير دخل خاص بها.
واكتظ المعرض بعدد من الزوايا، اختصت الأولى بالتطريز الذي طغى وبدا واضحاً على مختلف المشغولات اليدوية، والزي التراثي الفلسطيني، والمستلزمات المنزلية، والأثاث، والمرايا، والبراويز التي زُينت بعلم فلسطين، وخريطة فلسطين، وملامح العرس الفلسطيني، والأشجار، والأشكال الفنية.
بينما اختص الجزء المقابل بالمشغولات الصوفية، والتي تم فيها صنع الملابس بالألوان والأحجام المختلفة. واشتمل القسم الثالث على المأكولات الفلسطينية، المعجنات، الحلويات، الكيك، الشوكولاتة، القهوة، المخللات، الزيوت. علاوة على قسم خبز الصاج الذي انشغلت السجينات فيه بصناعة خبز "الشراك" المخبوز على الحطب والنار.
وتقول النزيلة الثلاثينية ح. ح، والتي انشغلت مع النسوة بإعداد خبز الصاج، إنها اختارت هذه الزاوية على اعتبار أنها جزء من التراث الفلسطيني، ووافقتها النزيلة العشرينية إ. ش. التي بدت منشغلة بخبز العجين.
من ناحيتها؛ تقول الملازم أول ميسر بدر، مسؤولة قسم التأهيل المهني في مركز إصلاح وتأهيل النساء، إن فكرة المشروع بدأت من اللحظة الأولى لإنشاء المركز، مضيفة: "النزيلة داخل المركز تشعر بأنها فقدت الزوج والعائلة والبيت والمسكن، لذلك حاولنا إيجاد عمل لها كي تستغل الوقت بين جدران سجنها الأربعة".
وتوضح أنه، ومن خلال المعرض، يتم إيصال فكرة إلى المجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع المحلي، بأن النزيلة التي جاءت إلى السجن لأول مرة كي تدفع ثمن جريمة ارتكبتها، أصبحت إنسانة منتجة ولديها من القدرات والإبداعات والإنجازات التي تمكنّها من التميز، وتقديم شيء للمجتمع، وفق تعبيرها.
وتشير إلى أن إتقان مثل هذه الأعمال يمكّن النزيلة بعد خروجها من السجن من أن تكون إنسانة فعالة ومنتجة، وتستطيع إعالة أسرتها، وتوفير دخل من وراء هذا المنتج.
وفيما يتعلق بتوفير مستلزمات العمل، تقول بدر: "بدأنا من الصفر، الإمكانيات قليلة جداً، لكن الإرادة القوية تكسر كل المعيقات. بدأ المشروع برأس مال بسيط، وما قمنا بإنتاجه تم تسويقه سواء للنزيلات أو لجهات ومؤسسات خارجية، بهدف تشغيل رأس المال"، مبينة أن جزءا من العائد المادي "يعود على النزيلات اللواتي يتنافسن فيما بينهن على العمل والإنتاج".
اقــرأ أيضاً