تأتي جائزة الموسيقى العربية من لبنان مُجدّداً لتفتَح ملفّ الجوائز الشائك، والذي يحمل، كلّ سنة، مزيداً من علامات الاستفهام حول المعايير التي تُطرَح من خلالها أسماء المرشحين، أو البحث في مضمون الأعمال الفنية التي لم تعد تقتصر على لبنان، بل تصل أحياناً إلى معظم الدول العربية، إذ اختارت الجائزة، في السنوات الأخيرة، مجموعةً من مشاهير العالم.
مع كل جائزة، أو مع الإعلان عن كل جائزة، تبدأ الأسئلة الكبيرة، حول مغزى هذه الجائزة والتصنيف، والبحث عن قواعد تراعي شروط الجودة في الفنون، من الغناء أو التمثيل، وحتى التقليد. لا إجابات شافية حول هذا التساؤل تحديداً، بل تهرب معظم اللجان أو الجمعيات، وحتى الأفراد، من نشر الإحصاءات والنتائج التي حصدتها معظم الأعمال الفنية التي وضعت على أجندة أعدها خصيصاً المسؤولون عن المهرجان. وتتجه بالتالي إلى استقطاب نجوم الغناء فقط، والمنافسة حول من يستطيع إقناع هؤلاء النجوم للحضور وكسب الضوء.
مع كل جائزة، أو مع الإعلان عن كل جائزة، تبدأ الأسئلة الكبيرة، حول مغزى هذه الجائزة والتصنيف، والبحث عن قواعد تراعي شروط الجودة في الفنون، من الغناء أو التمثيل، وحتى التقليد. لا إجابات شافية حول هذا التساؤل تحديداً، بل تهرب معظم اللجان أو الجمعيات، وحتى الأفراد، من نشر الإحصاءات والنتائج التي حصدتها معظم الأعمال الفنية التي وضعت على أجندة أعدها خصيصاً المسؤولون عن المهرجان. وتتجه بالتالي إلى استقطاب نجوم الغناء فقط، والمنافسة حول من يستطيع إقناع هؤلاء النجوم للحضور وكسب الضوء.
في الواقع، تقعُ الخسارة على عاتق المنظّم والفنان، وذلك أمام سوق فنّي استهلاكي يعاني الأمرَّيْن بفعل الظروف السياسية والأمنية الصعبة المحيطة بشعوب العالم العربي. منذ عامين، طوت جائزة الموسيقى العالمية WMA صفحتها، ولم تعد تقيم حفلات كما درجت العادة في السابق، بعد سنوات طويلة من فوز عدد من الفنانين العرب بالجائزة الأقوى عالمياً، ومنهم عمرو دياب وسميرة سعيد ولطيفة التونسية ونانسي عجرم. لكن، شهدت سنوات ما قبل تجميد الجائزة، صراعاً عنيفاً، وصل إلى حد اتهامها بالفساد، وبأنّ المسؤولين عن الجائزة يتلقّون المال مقابل إعلان اسم الفائز.
ويبقي لبنان، وبعض الدول المجاورة، على لائحة مجموعة من المهرجانات الخاصة بتكريم ومنح جوائز لعدد من الفنانين، تحوّل بعضها في السنوات الأخيرة إلى محسوبيات واستعراضات، مع ارتفاع وتيرة الاتهامات الخاصة بالفساد المالي لنيل الجائزة.
قبل أشهرٍ، طرَح المدير التنفيذي لمحطة MTV اللبنانيَّة، جهاد المرّ، فكرة لتقديم مهرجان جوائز الموسيقى العربية. وطلب من فريق عملٍ اختارهُ لذلك، أن تتحوَّل المناسبة إلى نسخة مُشابهةٍ لحفلات الجوائز العالميَّة، وبعيدةً كلّ البعد عن لجان التحكيم، مع الذهاب إلى تصويت الناس، في تقسيم علامات الفائزين إلى أربع مراحل، تتخذ من تصويت الجمهور عبر عشر إذاعات عربية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وموقع يوتيوب، والصفحة الخاصة بالمهرجان على الإنترنت، كطريقة لتقييم الفنان، على أن تُحسب النقاط، ويفوز من حقق أعلى نسبة تصويت من وراء الاستفتاءات.
لا شكّ في أن العملية الحسابية التي اختارها جهاد المرّ ذكية في مفهوم "بازار" الجوائز الفنيّة القائمة في العالم العربي، وتحديداً في لبنان. لكن بعض الهفوات التي حصلت أثناء المهرجان، أدخلت الشك إلى أذهان المتابعين. إذ غابت أسماء كثيرة عن هذا الحدث الفني، لما لها من تأثير واضح في عالم الغناء. وانتظر المتابعون بعض الأسماء التي يعتقدون بأنّها مُؤثّرة أيضاً في عالم الفن أو الغناء. لكن، الواضح، أن المشرفين على المهرجان وضعوا نصب أعينهم الاستعانة بداية بمجموعة من الأسماء التي تثير جدلاً في العالم العربي، ولو أتى ذلك على حساب المستوى أو القيمة الفنية للأعمال المفترض بأنّها مُرشَّحة، وهي أعمال لا بد وأن تأتي مُتفوِّقة على الأعمال الأخرى.
كان واضحاً في حفل مهرجان جوائز الموسيقى العربية، هروب محطة "آل المرّ" اللبنانية من زواريب السياسة، والاتجاه هذه المرة نحو سورية في جائزتين، الأولى للفنان صباح فخري، والثانية للمغني حسين الديك. الفرق في المستوى الفنّي للتصنيف بين الفئات، بين جيلين متباعدين جداً في الغناء كان ظاهراً.
لكن بدا جليًا أن جائزة تكريم الفنان السوري صباح فخري، هي جائزة فخرية، تُقدم بناء على رؤية المنظمين، ولا تعتمد بالضرورة على التصويت، أو تفاعل الناس مع أعمال الفنان صباح فخري الموسيقية والغنائية القليلة حاليًا بسبب وضع فخري الصحي الدقيق، خصوصاً على المواقع البديلة التي تُحسب فيها نصف العلامة للفوز بالجائز، وحتى عبر التصويت الإذاعي الذي تولّته أكثر من عشر إذاعات عربية من المغرب مروراً بالخليج ودول الشام. وبالتالي، فتح ذلك السؤال حول أحقية حصول حسين الديك على جائزة الموسيقى العربية بدون سبب وجيه، فرصيد الديك الغنائي قليل قياساً إلى باقي زملائه السوريين.
إذ غابت أسماء تسجل حضوراً عالياً على مستوى الأغنية الشعبية السورية، مثل وفيق حبيب وحسام جنيد وحازم الشريف وغيرهم من الذين يتفوقون على حسين الديك، الأمر الذي دفع، على الأرجح، المطرب اللبناني وائل جسار، إلى الانسحاب من الحفل نفسه، بعد وعد قطعه المنظمون أمام جسار بأنه لن يتأخر باستلام جائزته. واستاء جسّار من طريقة التعامل التي فرضها القائمون على المهرجان، والاهتمام الزائد بالمغنية إليسا، ففضل الانسحاب. فيما قالت معلومات، إن جسار استاء من بعض الفنانين المبتدئين الذين انهالت عليهم الجوائز.
وفي السياق نفسه، تساءل عدد من المتابعين عن الصيغة التي وضعها جهاد المرّ، لفوز إليسا بأربع جوائز دفعة واحدة، واستعجب معجبو كل من نانسي عجرم وشيرين وأنغام، عن عدم ذكر أسماء هؤلاء في التنافس المفترض. وكذلك ندد معجبو الفنانة نجوى كرم بمرور اسمها كمنافسة على جائزة أفضل فنانة لسنة 2016. وطالبوا إدارة المهرجان بحذف هذا المقطع من الحفل. والمعروف أن المغنية نجوى كرم، تبتعد كثيراً عن موسم أو مهرجانات الجوائز، والتي برأيها تأتي دائماً غير منصفة.