أعدت "الأيسلندية" للطيران بمناسبة مرور مائة عام على بدء الرحلات الجوية التجارية تعريفاً موجزاً بتاريخ استخدام الإنسان للطائرات في رحلات تجارية، وجاءت الخطوة كمدخل جميل لتعرف الإنسان على ما يعتبره اليوم من استخدام الطائرات التجارية في السفر والتنقل بين القارات أمراً طبيعياً.
إن مرور 75 سنة على بدء الخطوط الأيسلندية، يجعلها اليوم من أرخص شركات الطيران الأوروبية، إذا ما علمنا بأنه في الأول من يناير/ كانون الثاني 1914 قام الكابتن الشاب توني يانوس، وقد كان في الـ 25 من عمره، بأول رحلة تجارية تحمل راكباً واحداً، قطع فيها مسافة 34 كيلومتراً في 23 دقيقة، وكلفت آنذاك 400 دولار، وهو ما يعادل في حسابات اليوم 20 ألف دولار، وفق حسابات "الأيسلندية".
لم يكن الحديث عن الأسعار، أو عن من كان يستطيع السفر حتى فترة الخمسينيات هو الحدث الأبرز، بل الاطلاع على حقائق قد تكون صادمة لبعضهم... ففي الثلاثينيات كانت الرحلة من لندن إلى أستراليا تأخذ 11 يوماً مع 24 توقفاً، وبينما كان متوسط السرعة في العشرينيات يبلغ 160 كيلومتراً فقد بلغ 320 في الثلاثينيات. وقد كان مطار البصرة الحديث آنذاك أحد أهم مطارات التوقف، بينما في خط آخر لمدة 8 أيام كانت سنغافورة مركز توقف باتجاه أستراليا. اليوم تأخذ رحلة جوية تجارية من لندن إلى أستراليا 22 ساعة بتوقف واحد في أحد المطارات الخليجية.
شهدت الخمسينيات تطوراً في الرحلات الجوية، عما كان عليه في الثلاثينيات، فقد بدأ الإنسان يشاهد طائرات ذات محركات نفاثة للمرة الأولى وبسرعة قد تصل إلى 800 كيلومتر في الساعة. لكن في بداية الخمسينيات لم يكن هناك سوى تذاكر الدرجة الأولى لجميع المسافرين، ما يعني أن السفر جواً اقتصر على المقتدرين الأثرياء فحسب، وكانت منظمة الطيران العالمي "اياتا" هي من تحدد الأسعار، وكان التنافس محصوراً بالخدمات التي تقدمها الشركات.
وفي فترة لاحقة من ذلك العقد انخفضت الأسعار بمقدار 30 بالمائة للسائحين من دون خدمات زائدة. وفي 1957 بدأ العمل بمستوى "اقتصادي" لبطاقات سفر وبمقاعد أصغر من الأخرى ولم يكن مسموحاً تناول الطعام الساخن. وكانت التذكرة من لندن إلى نيويورك تكلف 290 دولاراً، أي ما يعادل ثلاثة آلاف دولار اليوم.
في الستينيات من القرن الماضي كانت الطائرات ما تزال تعتبر ميزة يستفيد منها الأغنياء، ولكن بدأت تلك الشركات تفقد كثيراً من الزبائن بفعل الشكاوى من الاكتظاظ وتأخر تسليم الحقائب وتضررها والضجر الذي كان يصيب المسافرين بسبب طول ساعات السفر. لكن العجيب في الأمر أن مقاعد درجة رجال الأعمال التي تقدمها الشركات اليوم هي التي كانت في الستينيات للدرجة الاقتصادية، ويتبين من دراسة الأيسلندية بأن متوسط تكلفة الكيلومتر الجوي كان عام 1949 نحو 60 سنتاً، بينما انخفض في 1959 إلى 50 سنتاً.
في السبعينيات بدأ العمل على نظام حماية أمنية في المطارات ليطبق على المسافرين. وفي تلك الحقبة بدأنا نشهد طائرات نفاثة لاستبدالها بتلك القديمة، وبوجود "جسم أعرض" أصبحت أعداد المقاعد أكبر، ما سمح بمزيد من الركاب، وتباعد بين المقاعد لراحة الساقين، نحو 15 سنتمتراً للدرجات الاقتصادية .
بلغ أعداد المسافرين، داخلياً وخارجياً، على الخطوط الأميركية في 2012 ما يربو على 823 مليون مسافر، ويتوقع أن يصل عام 2030 إلى مليار ونصف مليار راكب. وبحسب دراسات الأمان، ما يزال الطيران أحد أهم وسائل التنقل أمناً، وتبين تلك الدراسات بأن 28 بالمائة من المسافرين باستخدام الطائرات، هم من الذين يسافرون بين مرة إلى خمس مرات سنوياً.
وبحسب منظمة الطيران العالمي "اياتا" فإن 44 بالمائة من سكان الأرض قد سافروا بالطائرات، أي ما يقارب 3،1 مليارات إنسان حتى عام 2013، و3،3 مليارات في 2015. لكن 53 بالمائة من المسافرين يعتبرون بأن شركات الطيران أصبحت أقل جودة عن السابق، و54 بالمائة لا يصدقون بأن ارتفاع أسعار بطاقات السفر مرتبط بارتفاع تكاليف المحروقات.
عموماً تعرف شركات الطيران بأن أهم ما يطلبه المسافر في رحلته هو الوصول بأمان إلى وجهته، وهنا يكمن التناقض بين خدماتها وما يتوقعه المسافر مقابل المبالغ التي يدفعها. ولا يهتم المسافر كثيراً بما يرتديه طاقم الطائرات، لكنه يهتم بالخدمة التي تعد بها الشركات المسيّرة للرحلات وأوقات الوصول المحددة. فقد أشارت الدراسة إلى أن 53 بالمائة من الأميركيين يطلبون مقاعد مريحة للساقين.
أما حول طيران المستقبل فالبشرية على موعد مع طائرات awwa-va "حوت السماء"، والتي من المفترض أن تكون محركاتها قادرة على الدوران 45 درجة للانطلاق والهبوط، منعدمة الضجيج، واقتصادية في المحروقات، ويمكنها حمل 755 راكباً بطوابق عدة، ومقاعد اقتصادية وشاشات تفاعل لكل راكب.
هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من الطائرات الحديثة عام 2025 بسرعة ماك 5، أي نحو 6200 كلم في الساعة، وهو ما يعادل ساعتين من لندن إلى أستراليا. بينما يعكف بعض المخترعين على العمل لأجل طائرة "مارتن اس ار 72" والتي سيجري الانتهاء منها في 2023 لتكون سرعتها ماك 6، أي 7350 كم في الساعة، أي ما يعادل الدوران حول الأرض في 6 ساعات.
اقرأ أيضاً: أميركي يهبط بمروحية قرب الكونجرس خرقاً للحظر
إن مرور 75 سنة على بدء الخطوط الأيسلندية، يجعلها اليوم من أرخص شركات الطيران الأوروبية، إذا ما علمنا بأنه في الأول من يناير/ كانون الثاني 1914 قام الكابتن الشاب توني يانوس، وقد كان في الـ 25 من عمره، بأول رحلة تجارية تحمل راكباً واحداً، قطع فيها مسافة 34 كيلومتراً في 23 دقيقة، وكلفت آنذاك 400 دولار، وهو ما يعادل في حسابات اليوم 20 ألف دولار، وفق حسابات "الأيسلندية".
لم يكن الحديث عن الأسعار، أو عن من كان يستطيع السفر حتى فترة الخمسينيات هو الحدث الأبرز، بل الاطلاع على حقائق قد تكون صادمة لبعضهم... ففي الثلاثينيات كانت الرحلة من لندن إلى أستراليا تأخذ 11 يوماً مع 24 توقفاً، وبينما كان متوسط السرعة في العشرينيات يبلغ 160 كيلومتراً فقد بلغ 320 في الثلاثينيات. وقد كان مطار البصرة الحديث آنذاك أحد أهم مطارات التوقف، بينما في خط آخر لمدة 8 أيام كانت سنغافورة مركز توقف باتجاه أستراليا. اليوم تأخذ رحلة جوية تجارية من لندن إلى أستراليا 22 ساعة بتوقف واحد في أحد المطارات الخليجية.
شهدت الخمسينيات تطوراً في الرحلات الجوية، عما كان عليه في الثلاثينيات، فقد بدأ الإنسان يشاهد طائرات ذات محركات نفاثة للمرة الأولى وبسرعة قد تصل إلى 800 كيلومتر في الساعة. لكن في بداية الخمسينيات لم يكن هناك سوى تذاكر الدرجة الأولى لجميع المسافرين، ما يعني أن السفر جواً اقتصر على المقتدرين الأثرياء فحسب، وكانت منظمة الطيران العالمي "اياتا" هي من تحدد الأسعار، وكان التنافس محصوراً بالخدمات التي تقدمها الشركات.
وفي فترة لاحقة من ذلك العقد انخفضت الأسعار بمقدار 30 بالمائة للسائحين من دون خدمات زائدة. وفي 1957 بدأ العمل بمستوى "اقتصادي" لبطاقات سفر وبمقاعد أصغر من الأخرى ولم يكن مسموحاً تناول الطعام الساخن. وكانت التذكرة من لندن إلى نيويورك تكلف 290 دولاراً، أي ما يعادل ثلاثة آلاف دولار اليوم.
في الستينيات من القرن الماضي كانت الطائرات ما تزال تعتبر ميزة يستفيد منها الأغنياء، ولكن بدأت تلك الشركات تفقد كثيراً من الزبائن بفعل الشكاوى من الاكتظاظ وتأخر تسليم الحقائب وتضررها والضجر الذي كان يصيب المسافرين بسبب طول ساعات السفر. لكن العجيب في الأمر أن مقاعد درجة رجال الأعمال التي تقدمها الشركات اليوم هي التي كانت في الستينيات للدرجة الاقتصادية، ويتبين من دراسة الأيسلندية بأن متوسط تكلفة الكيلومتر الجوي كان عام 1949 نحو 60 سنتاً، بينما انخفض في 1959 إلى 50 سنتاً.
في السبعينيات بدأ العمل على نظام حماية أمنية في المطارات ليطبق على المسافرين. وفي تلك الحقبة بدأنا نشهد طائرات نفاثة لاستبدالها بتلك القديمة، وبوجود "جسم أعرض" أصبحت أعداد المقاعد أكبر، ما سمح بمزيد من الركاب، وتباعد بين المقاعد لراحة الساقين، نحو 15 سنتمتراً للدرجات الاقتصادية .
بلغ أعداد المسافرين، داخلياً وخارجياً، على الخطوط الأميركية في 2012 ما يربو على 823 مليون مسافر، ويتوقع أن يصل عام 2030 إلى مليار ونصف مليار راكب. وبحسب دراسات الأمان، ما يزال الطيران أحد أهم وسائل التنقل أمناً، وتبين تلك الدراسات بأن 28 بالمائة من المسافرين باستخدام الطائرات، هم من الذين يسافرون بين مرة إلى خمس مرات سنوياً.
وبحسب منظمة الطيران العالمي "اياتا" فإن 44 بالمائة من سكان الأرض قد سافروا بالطائرات، أي ما يقارب 3،1 مليارات إنسان حتى عام 2013، و3،3 مليارات في 2015. لكن 53 بالمائة من المسافرين يعتبرون بأن شركات الطيران أصبحت أقل جودة عن السابق، و54 بالمائة لا يصدقون بأن ارتفاع أسعار بطاقات السفر مرتبط بارتفاع تكاليف المحروقات.
عموماً تعرف شركات الطيران بأن أهم ما يطلبه المسافر في رحلته هو الوصول بأمان إلى وجهته، وهنا يكمن التناقض بين خدماتها وما يتوقعه المسافر مقابل المبالغ التي يدفعها. ولا يهتم المسافر كثيراً بما يرتديه طاقم الطائرات، لكنه يهتم بالخدمة التي تعد بها الشركات المسيّرة للرحلات وأوقات الوصول المحددة. فقد أشارت الدراسة إلى أن 53 بالمائة من الأميركيين يطلبون مقاعد مريحة للساقين.
أما حول طيران المستقبل فالبشرية على موعد مع طائرات awwa-va "حوت السماء"، والتي من المفترض أن تكون محركاتها قادرة على الدوران 45 درجة للانطلاق والهبوط، منعدمة الضجيج، واقتصادية في المحروقات، ويمكنها حمل 755 راكباً بطوابق عدة، ومقاعد اقتصادية وشاشات تفاعل لكل راكب.
هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من الطائرات الحديثة عام 2025 بسرعة ماك 5، أي نحو 6200 كلم في الساعة، وهو ما يعادل ساعتين من لندن إلى أستراليا. بينما يعكف بعض المخترعين على العمل لأجل طائرة "مارتن اس ار 72" والتي سيجري الانتهاء منها في 2023 لتكون سرعتها ماك 6، أي 7350 كم في الساعة، أي ما يعادل الدوران حول الأرض في 6 ساعات.
اقرأ أيضاً: أميركي يهبط بمروحية قرب الكونجرس خرقاً للحظر