طغت إنتاجات الدراما السورية على غيرها من الإنتاجات العربية، ولم تقعد الأزمة السورية المنتجين أو تسبّب لهم الإحباط. على العكس تمامًا يبدو أن الأزمة السورية فتحت شهية هؤلاء على استثمار يواجه الحرب، بحروب في ما بينهم تتجلى في الترويج لكل الأعمال الدرامية، ليس فقط على صعيد محلي سوري، بل على صعيد عربي.
غابت على ما يبدو أزمة السياسة، والحجز على فئة كبيرة من الممثلين المعارضين او الموالين للسلطة من قبل بعض الفضائيات التي تنتهج أسلوبا سياسيا في التعاطي مع نوعية أو رأي الممثلين في التعبير، وهذا ربما ما سيفتح تلقائياً الباب أمام عدد كبير من الأعمال الفنية في عروضها المقبلة على أكثر من شاشة فضائية عربية.
على خط بيروت ــ دمشق زحمة فنية بدأت قبل أربع سنوات مع اشتداد الأزمة السورية وتقابلها زحمة أخرى في دمشق حيث باتت بعض الأعمال الفنية تُصور هذه الفترة، ويتابع البعض الآخر تصوير مجموعة ثانية من الأعمال التي تُحضَر للموسم الرمضاني.
إقرأ أيضاً: "بانتظار الياسمين": الوجع السوري طبق الأصل
قبل أيام بدأ في دمشق تصوير مشاهده مسلسل "دومينو" كتابة فادي سليم وغسان عقلة، ومن إنتاج شركة "فينيكس غروب" بطولة محمد الأحمد وبسام كوسا. ويلعب الأحمد دور "جابر" نجل "نوح" (بسام كوسا)، الذي يعيش الحياة المترفة دون رادع يقيه من تبدلات ممكن أن نصادفها بشكل يوميّ. يسكن جابر هاجس هو منافسة والده الثري بكل شيء، ويخوض معه صراعاً عنيفًا. وإلى جانب طموحاته وصراعاته يعيش "جابر" قصة حب مع فتاة لا تبادله الشعور ذاته. صورة قد تعيدنا إلى تشابه في الجزء الأول من "الولادة من الخاصرة" والتي جمعت بين الأب الغني والابن الضال برؤية يُشرف عليها فادي سليم.
إلى جانب محمد الأحمد وبسام كوسا يشارك في بطولة "دومينو" سامر إسماعيل، صفاء سلطان، جلال شموط، معتصم النهار، ضحى الدبس، محمد حداقي، دانا جبر.
في لبنان أكثر من عمل سوري يصور أو يكاد ينتهي من التصوير، بعد دخول حاتم علي مجدداً في الجزء الثاني من العراب، ويبدو أن العجلة عادت إلى الدوران مرة جديدة في جزء آخر من إنتاج "كلاكيت" وضعت كل إمكاناتها في تصرف فريق العمل بعد أن كسبت في الجولة الأولى رمضان الماضي وحصد "نادي الشرق" جوائز قيمة.
وينتهي قريبا مسلسل "خاتون" من التصوير لحكاية قصَّة حبّ ملحميَّة، جرت أحداثها أثناء الاحتلال الفرنسي لمدينة دمشق، من بطولة: سلوم حداد وسلافة معمار ويوسف الخال وأيمن رضا وضحى الدبس، جمع بين اللبنانيين والسوريين في قصة تنتمي إلى البيئة الشامية بتفاصيل يعتبرها يوسف الخال جديدة، بحسب ما قال لـ"العربي الجديد" ويشدد في المقابل على أن تجربته الاولى في عمل سوري بالكامل ولا ينتمي إلى الدراما المشتركة وهنا تكمن الأهمية في التعاون وتبادل الخبرات، بين السوريين واللبنانيين على حدود الدراما العربية التي تستعد الفضائيات لعرضها في الموسم الرمضاني.
إقرأ أيضاً: دراما سورية تجمع بين لبنان ومصر
أما مخرج مسلسل "14 قيراط" العام الماضي، الليث حجو، فبدأ مطلع هذا الشهر تصوير مسلسل "الندم" في دمشق كتابة حسن سامي يوسف، وإنتاج شركة "سما الفن الدولية". المشاهد الأولى انطلقت من مقاهي دمشق، وجمعت عدداً من الممثلين منهم محمود نصر، في دور جديد اسمه "عروة" الكاتب التلفزيوني الأربعيني، والممثلة جفرا يونس التي تؤدي دور العاشقة للكاتب ويشارك في البطولة سلوم حداد، وباسم ياخور، وسلافة معمار، ودانا مارديني.
يطرح المسلسل انحدار القيم في المجتمعات العربية، واقتصار مفهوم الأخلاق على شرف المرأة، مقابل تجاوز السلبيات الأخرى السائدة في المجتمع، كالغش واستغلال النفوذ والمتاجرة بسمعة الآخرين. النص من كتابة فتح الله عمر، ويلعب بطولته: كندة حنا، وميلاد يوسف، وعبد المنعم عمايري.
المخرج الليث حجو في اكثر من عمل درامي لموسم 2016
ورغم ابتعاد بعض الأعمال عن السياسة في الرؤية يبدو أن بعض الممثلين يعاود العبور عبر الأزمة السورية من خلال بعض الإنتاجات الجديدة. "بلا غمد واحد من هذه الإنتاجات بلا غمد بطولة الممثل السوري خالد القيش يدخل بشخصية أساسية تدور أحداث المسلسل حولها، في دور "مهند" أحد تجار الأزمة الشاب الانتهازي، يتعاون مع "بلطجي". كما يدخل المسلسل في إطار "الإرهاب" في العالم العربي.
أما مسلسل "نبتدي منين الحكاية" فرواية اجتماعيَّة معاصرة، تلقي الضوء على الحب والعلاقات الإنسانيَّة بشكل رئيسي. النصّ من كتابة فادي قوشقجي، والمسلسل من بطولة غسان مسعود وسلافة معمار. وينتهي لاحقاً مسلسل "عطر الشام" الذي ينتمي إلى مسلسلات البيئة الشامية، إذ يحكي قصة تعود إلى الاحتلال الفرنسي والمقاومة ضده، ضمن قالبٍ اعتدناه في الدراما المشابهة. البطولة ليليا أطرش، والنص لمروان قاووق، والإخراج لمحمد زهير رجب.
بينما يصنّف "زوال" في قائمة الأعمال الاجتماعية المعاصرة. إذ تدور أحداثه في تسعينيات القرن الماضي، مع قفزة في الأحداث إلى عام 2010. ويشارك في بطولة المسلسل باسم ياخور وكاريس بشار وفادي صبيح وسلوم حداد ويامن الحجلي ورنا كرم ورامز الأسود. والإخراج لأحمد إبراهيم أحمد.
الدراما المشتركة
بعد "خاتون" يصور في لبنان "جريمة شغف" مع قصي خولي، وأمل عرفة، نادين الراسي، والمنتج المنفذ مفيد الرفاعي.
المسلسل، يجمع مرة جديدة بين الممثلة السورية أمل عرفة وقصي خولي، بعد عشر سنوات من تعاونهما في مسلسل "غزلان في بلاد الذئاب" عام 2006 للمخرجة رشا شربتجي، كما تشاركهما الممثلة القديرة منى واصف، على أن يكون باكورة الأعمال الرمضانية التي سيُنتهى من تصويرها في نيسان/أبريل المقبل.
ويبدو أن الممثل السوري عابد فهد سيتجه إلى القاهرة هذا العام فبعد تعاون في فيلم يصور حالياً سيكون حاضراً في مسلسل مصري بعنوان "نوايا بريئة"، عن قصة من تأليف ورشة محمد أمين راضي، ويشارك في بطولته دارين حداد وسوسن بدر وخالد زكي وانجي المقدم وناصر سيف، وإخراج عثمان أبو لبن.
إقرأ أيضاً: جريمة شغف: أول الانتاجات المشتركة لرمضان