أصدر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بياناً، مساء أمس الأربعاء، بشأن الجدل المثار حول تكريم المخرج الفرنسي كلود ليلوش، في دورته الأربعين المقرر انطلاقها في الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، رداً على تأكيد عدد من الفنانين والمثقفين المصريين أنه صاحب مواقف داعمة للاحتلال، وكُرم في الكيان الصهيوني، بعد حصوله على الدكتوراه الفخرية في تل أبيب.
وقال المهرجان في بيانه إن "اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان اجتمعت بشكل عاجل، لدراسة ما أثير في وسائل الإعلام المحلية، ومن قبل بعض الفنانين والمثقفين، حول دعوة المخرج الفرنسي لاستلام تكريم عن مجمل أعماله خلال دورة المهرجان الشهر المقبل"، مشيراً إلى أن اللجنة أطلعت على كل ما نُشر خلال الأيام الماضية من تصريحات أدلى بها ليلوش إلى مطبوعات إسرائيلية.
واعتبرت إدارة المهرجان أن تصريحات المخرج الفرنسي أثناء تلقيه الدكتوراه الفخرية من إحدى الجامعات الإسرائيلية، والتي تُرجمت للغات عدة، تأتي كلها في نطاق "المجاملات المعتادة من الفنانين عند زيارة أي دولة"، مطالبة كل من يملك أي مادة ضد ليلوش بإرسالها إلى البريد الإلكتروني للجنة حتى مساء الأحد المقبل، لتدرس المواد في اجتماع آخر، وتتخذ قراراً نهائياً بشأن التكريم.
وأضاف بيان المهرجان: "نظراً إلى أن أعضاء اللجنة الاستشارية كأفراد، ومهرجان القاهرة كمؤسسة ثقافية، وقفوا طوال تاريخهم مع القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني، فإن اللجنة تدعو الجميع لتزويدها بأي وثيقة تتضمن موقفاً سياسياً معلناً لكلود ليلوش ضد القضية الفلسطينية أو حقوق الشعب العربي، سواء كان تصريحاً سياسياً، أو بياناً وقع عليه، أو أي شكل آخر للتضامن السياسي مع الموقف الإسرائيلي".
Facebook Post |
وكان رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، محمد حفظي، قد قال في تصريح خاص لـ"العربي الجديد": إن "دعوة التكريم للمخرج الفرنسي لن يتم إلغاؤها، لأنه لا يوجد أي دليل على أنه صهيوني، فهو يحمل الجنسية الفرنسية، وإذا كان قد زار إسرائيل فلا توجد أزمة في ذلك، ولا يعد تكريمه في مصر تطبيعاً"، مضيفاً أن "موقف المهرجان معروف منذ سنوات أنه ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل أشكاله"، بحسب تعبيره.
ويواجه رئيس المهرجان تهمة التطبيع، بعدما تردد أنه مشارك في إنتاج فيلم "حادثة النيل هيلتون"، الذي احتفت به إسرائيل من خلال مشاركته في مهرجان تل أبيب المقبل لحقوق الإنسان، إلا أن حفظي نفى دخوله في تمويل هذا العمل. وأثناء رئاسة الفنان عزت أبو عوف المهرجان منذ ثماني سنوات، واجه تهمة التطبيع أيضاً باستضافته سينمائيين إسرائيليين، إلا أنه نفى، مؤكداً رفضه الكيان الإسرائيلي سواء كان رئيساً للمهرجان أو مواطناً عادياً.
ومن المعلوم أن المخرج الفرنسي يعد واحداً من الداعمين للاحتلال الإسرائيلي، ولديه تصريحات وحوارات عدة أشاد فيها بعلاقاته مع الكيان الصهيوني، إذ عبّر أخيراً لإحدى الصحف الإسرائيلية عن حبه لـ"تل أبيب"، قائلاً إنه "يشعر بقرب شديد من هذا البلد، وكأنه بيته"، مستطرداً "إسرائيل دولة أحبها كثيراً، وأقدر دائماً حقيقة أنك تعيش في إسرائيل بصعوبة وانعدام للأمان".