على بعد أمتار من الكرملين وسط العاصمة الروسية موسكو، يقع مبنى المكتبة العامة الروسية وشهرتها "مكتبة لينين" التي تعد أكبر مكتبة في روسيا، وتستقبل يومياً آلاف الرواد من محبي المطالعة والطلاب والباحثين والزوار الراغبين في الاطلاع على طابعها المعماري المتميّز.
وعلى مستوى العالم، تعدّ مكتبة لينين خامس أكبر مكتبة من حيث عدد الكتب والمصادر بعد مكتبة الكونغرس في واشنطن والمكتبة البريطانية ومكتبة نيويورك العامة ودار الكتب والوثائق في العاصمة الكندية أوتاوا.
يعود التاريخ الرسمي للمكتبة إلى النصف الأول من القرن الـ19، حين أصدر الإمبراطور نيقولاي الأول من آل رومانوف، مرسوماً بإنشاء متحف الأمير روميانتسيف في العاصمة الروسية آنذاك سانت بطرسبورغ، إذْ احتضن المتحف أكثر من 28 ألف مجلد من مقتنيات الراحل روميانتسيف. وفتح المتحف أبوابه أمام الزوار والقراء في عام 1831، إلى أن انتقل إلى موسكو في النصف الثاني من القرن، ليضم إلى جانب المكتبة أقسام الفنون الجميلة والأنثروبولوجيا والعمارة والآثار.
وبعد ثورة البلاشفة في أكتوبر/ تشرين الأول 1917، أسفرت عملية تأميم المقتنيات الخاصة بالنبلاء الروس، عن ضم 500 ألف كتاب إضافي إلى المكتبة بحلول عام 1922. وفي عام 1925، تقررت تصفية متحف روميانتسيف وتأسيس مكتبة لينين العامة السوفييتية، تخليداً لاسم زعيم الثورة البلشفية فلاديمير لينين. وسرعان ما تحولت المكتبة إلى مؤسسة علمية وبحثية رائدة، بما في ذلك في علم المكتبات وإعداد الكوادر المؤهلة للعمل في هذا المجال.
وبحلول توسع خريطة الحرب العالمية الثانية لتشمل روسيا بدءاً من عام 1941، كانت مكتبة لينين تضم أكثر من 9 ملايين نسخة من الكتب والوثائق، وست قاعات مطالعة، كما بدأت عملية الانتقال إلى مبناها الحالي. وخلال سنوات الحرب التي استمرت حتى عام 1945 لم تغلق المكتبة أبوابها ولو ليوم واحد، وحتى إنه تم افتتاح قاعة مطالعة للأطفال في عام 1942. وبعد انتهاء الحرب، دخلت المكتبة مرحلة جديدة من التطور والتوسع، لتضم بحلول منتصف الستينيات، 22 قاعة مطالعة تتسع لأكثر من ألفي قارئ في آن معاً.
ما كان للتحولات التي شهدتها روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991 أن تمرّ دون أن تطاول مكتبة لينين أيضاً، والتي تم تغيير تسميتها إلى "المكتبة العامة الروسية" لطي صفحة الشيوعية إلى غير رجعة. إلا أن ذلك لم يثن سكان موسكو عن إصرارهم على اعتماد الاسم المعتاد عليه للإشارة إليها، خصوصاً أن محطة مترو الأنفاق الواقعة بجوار المكتبة لا يزال يطلق عليه اسم "مكتبة لينين"، كما لا يزال مبنى المكتبة مذيلاً باسمها التاريخي.
وبمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 850 عاماً على تأسيس مدينة موسكو عام 1997، تم نصب تمثال لواحد من أشهر الكتاب الروس، فيودور دوستويفسكي، صاحب رواية "الجريمة والعقاب" أمام مبنى المكتبة، ليضاف إلى قائمة معالم العاصمة الروسية. وتضم المكتبة اليوم ما يقارب 50 مليون اسم كتاب ووثيقة بأكثر من 350 لغة، يمكن الاطلاع عليها في 37 قاعة مطالعة أو عبر المكتبة الإلكترونية.
ومع تحوّل الإنترنت إلى جزءٍ لا يتجزّأ من حياتنا اليومية، عملت المكتبة على مواكبة التكنولوجيا الحديثة عن طريق اعتماد كتالوجات إلكترونية تساعد في البحث عن الكتب والمصادر. كذلك تتوفر في المكتبة أجهزة حاسوب تتيح تصفح الإنترنت مجاناً، وخدمة الإنترنت اللاسلكي Wi-Fi. كذلك يقصد المكتبة كثير من الدارسين في جامعات موسكو، حاملين أجهزة "لاب توب" الخاصة بهم للانهماك في كتابة بحوثهم وواجباتهم بعيداً عن ضوضاء سكن الطلاب. مع انتشار الإنترنت واعتماد الشباب عليه كمصدر رئيسي للمعلومات، أثيرت مخاوف كثيرة من تراجع إقبال الأجيال الجديدة على مطالعة الكتب، إلا أنَّ تزايد عدد رواد مكتبة لينين عاماً بعد عاماً يقلل من دقة هذه التقديرات.
وأظهر استطلاع أجراه "مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام" في منتصف العام الماضي، أن نحو نصف الروس يقرأون كتباً، كما أن هذه النسبة قابلة للارتفاع إلى 83 في المائة بين الشباب، و68 في المائة بين حاملي المؤهلات العليا. وبحسب الدراسة ذاتها، فإن المواطن الروسي القارئ طالع خمسة كتب في المتوسط خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل الاستطلاع، كما كان عدد الكتب المقروءة قابلاً للارتفاع بين الكبار في العمر، وممن لا يستخدمون الإنترنت.
وعلى مستوى العالم، تعدّ مكتبة لينين خامس أكبر مكتبة من حيث عدد الكتب والمصادر بعد مكتبة الكونغرس في واشنطن والمكتبة البريطانية ومكتبة نيويورك العامة ودار الكتب والوثائق في العاصمة الكندية أوتاوا.
يعود التاريخ الرسمي للمكتبة إلى النصف الأول من القرن الـ19، حين أصدر الإمبراطور نيقولاي الأول من آل رومانوف، مرسوماً بإنشاء متحف الأمير روميانتسيف في العاصمة الروسية آنذاك سانت بطرسبورغ، إذْ احتضن المتحف أكثر من 28 ألف مجلد من مقتنيات الراحل روميانتسيف. وفتح المتحف أبوابه أمام الزوار والقراء في عام 1831، إلى أن انتقل إلى موسكو في النصف الثاني من القرن، ليضم إلى جانب المكتبة أقسام الفنون الجميلة والأنثروبولوجيا والعمارة والآثار.
وبعد ثورة البلاشفة في أكتوبر/ تشرين الأول 1917، أسفرت عملية تأميم المقتنيات الخاصة بالنبلاء الروس، عن ضم 500 ألف كتاب إضافي إلى المكتبة بحلول عام 1922. وفي عام 1925، تقررت تصفية متحف روميانتسيف وتأسيس مكتبة لينين العامة السوفييتية، تخليداً لاسم زعيم الثورة البلشفية فلاديمير لينين. وسرعان ما تحولت المكتبة إلى مؤسسة علمية وبحثية رائدة، بما في ذلك في علم المكتبات وإعداد الكوادر المؤهلة للعمل في هذا المجال.
وبحلول توسع خريطة الحرب العالمية الثانية لتشمل روسيا بدءاً من عام 1941، كانت مكتبة لينين تضم أكثر من 9 ملايين نسخة من الكتب والوثائق، وست قاعات مطالعة، كما بدأت عملية الانتقال إلى مبناها الحالي. وخلال سنوات الحرب التي استمرت حتى عام 1945 لم تغلق المكتبة أبوابها ولو ليوم واحد، وحتى إنه تم افتتاح قاعة مطالعة للأطفال في عام 1942. وبعد انتهاء الحرب، دخلت المكتبة مرحلة جديدة من التطور والتوسع، لتضم بحلول منتصف الستينيات، 22 قاعة مطالعة تتسع لأكثر من ألفي قارئ في آن معاً.
ما كان للتحولات التي شهدتها روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991 أن تمرّ دون أن تطاول مكتبة لينين أيضاً، والتي تم تغيير تسميتها إلى "المكتبة العامة الروسية" لطي صفحة الشيوعية إلى غير رجعة. إلا أن ذلك لم يثن سكان موسكو عن إصرارهم على اعتماد الاسم المعتاد عليه للإشارة إليها، خصوصاً أن محطة مترو الأنفاق الواقعة بجوار المكتبة لا يزال يطلق عليه اسم "مكتبة لينين"، كما لا يزال مبنى المكتبة مذيلاً باسمها التاريخي.
وبمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 850 عاماً على تأسيس مدينة موسكو عام 1997، تم نصب تمثال لواحد من أشهر الكتاب الروس، فيودور دوستويفسكي، صاحب رواية "الجريمة والعقاب" أمام مبنى المكتبة، ليضاف إلى قائمة معالم العاصمة الروسية. وتضم المكتبة اليوم ما يقارب 50 مليون اسم كتاب ووثيقة بأكثر من 350 لغة، يمكن الاطلاع عليها في 37 قاعة مطالعة أو عبر المكتبة الإلكترونية.
ومع تحوّل الإنترنت إلى جزءٍ لا يتجزّأ من حياتنا اليومية، عملت المكتبة على مواكبة التكنولوجيا الحديثة عن طريق اعتماد كتالوجات إلكترونية تساعد في البحث عن الكتب والمصادر. كذلك تتوفر في المكتبة أجهزة حاسوب تتيح تصفح الإنترنت مجاناً، وخدمة الإنترنت اللاسلكي Wi-Fi. كذلك يقصد المكتبة كثير من الدارسين في جامعات موسكو، حاملين أجهزة "لاب توب" الخاصة بهم للانهماك في كتابة بحوثهم وواجباتهم بعيداً عن ضوضاء سكن الطلاب. مع انتشار الإنترنت واعتماد الشباب عليه كمصدر رئيسي للمعلومات، أثيرت مخاوف كثيرة من تراجع إقبال الأجيال الجديدة على مطالعة الكتب، إلا أنَّ تزايد عدد رواد مكتبة لينين عاماً بعد عاماً يقلل من دقة هذه التقديرات.
وأظهر استطلاع أجراه "مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام" في منتصف العام الماضي، أن نحو نصف الروس يقرأون كتباً، كما أن هذه النسبة قابلة للارتفاع إلى 83 في المائة بين الشباب، و68 في المائة بين حاملي المؤهلات العليا. وبحسب الدراسة ذاتها، فإن المواطن الروسي القارئ طالع خمسة كتب في المتوسط خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل الاستطلاع، كما كان عدد الكتب المقروءة قابلاً للارتفاع بين الكبار في العمر، وممن لا يستخدمون الإنترنت.