باستثناء أغنية واحدة هي عنوان الألبوم الجديد للمغنية، أنغام، "حالة خاصة"، لا تبدو الألحان التي صدرت، ونُشرت قبل يومين من مجموع الأغاني، إلا إعادةً لألحان سابقة أطلقتها أنغام منذ سنوات. تحاول أنغام، في كل إصدار، أن تغرد خارج السرب، أو بتعبير آخر، أن تحاول تعزيز وجودها الموسيقي المعروف في معظم أغنياتها، لكنها تقع أسيرة التكرار. بعيداً عن قدرة هذه الأغاني الجديدة على السيطرة على سوق الأغاني أو مواقع ومنصّات التواصل، ثمّة سؤال يطرح نفسه كل مرة، وهو: لماذا تفضل أنغام نهج الرومانسية الأقرب في مفهومه إلى إنتاجات الغرب؟ الملحنون المصريون يتجهون منذ سنوات إلى عالم الغرب في الموسيقى. ولو أن بعض الموزعين المصريين، أو العرب، لا يزالون ضمن دائرة الشرقي العربي. لكنّهم في النهاية سيخضعون لقدرة اللحن على التماهي مع التوزيع، وليس العكس. هكذا هو حال أغاني أنغام، والتي تعتمد على إيقاعٍ واحد، يخرج من آلة وترية، ثم إيقاعات خفيفة، ينقذها أحياناً التوزيع الموسيقي الجيد الذي يحفل به الألبوم. خصوصاً أن أنغام اعتمدت التنوع في هذه الخصوصية. ويبدو أنّ الموزعين الموسيقيين فهموا ما تريده أنغام أكثر من الملحنين أنفسهم. وأكثر من ذلك، يبدو تطابق صوت أنغام مع الكلمات، أهم من انصهارها في الألحان التي لم تأت بجديد. تؤدي أنغام في إصدارها الجديد، قصيدة بالفصحى هي "ليلى" من كلمات الشاعرة اللبنانية، كاترين معوض، وألحان اللبناني هشام بولس. ليست المرة الأولى التي تتعاون بها أنغام مع معوض. قبل سنوات غنت أنغام "أهي جت"، من ألحان هشام بولس، وحققت نجاحًا كبيراً.
اقــرأ أيضاً
لكن للصداقة بين معوض، وأنغام مساحة، لا يمكن أن تتخطى ذوق الجمهور. في القصيدة التي أدتها أنغام ضمن جديدها "ليلى"، من نص كاترين معوض وألحان هشام بولس، بعدٌ عن "تزاوج" الأداء في اللحن. الاستعانة بالموزع المصري المخضرم طارق عاكف هو الأمر الوحيد الذي أعطى القصيدة نكهة، خصوصاً لجهة الوتريات. فيما اعتمد اللبناني، هشام بولس، على موسيقى معتمدة في بعض القصائد العصرية التي صدرت قبل سنوات. ومنها بالطبع نَفَس كاظم الساهر في صياغة ألحان بعض القصائد التي تحولت إلى مرجعية عند البعض، لم يأت أحد بعد لينافس الساهر على نجاحها. قد تنقذ الكلمات جزءاً من قصيدة "ليلى" لأنغام مع الوقت، لكن ذلك لا يُمكنه أن يمدّ الألبوم بكامله بالنجاح المنتظر، بل على أنغام أن تسعى لإعادة هيكلة موسيقى أعمالها الغنائية بعيداً عن التكرار.