في الحلقة اليومية من برنامج le petit journal على قناة كانال + والتي خصّصت نهار أمس الإثنين للحديث عن اعتداءات باريس، عرضت القناة شريط فيديو مصوّرا يظهر طفلا باريسيا من أصول آسيوية برفقة والده في ساحة "الجمهورية" في العاصمة الفرنسية يعبّران عن تضامنهما بإضاءة الشموع ووضع الورود تخليدا لذكرى الضحايا الذين سقطوا ليلة الجمعة الماضية.
الطفل الذي بدا خائفا، وطبعت سماته الريبة لم يتوان عن قول ما يجول في خاطره. بصوته الرقيق وعفويته الشفافة أمام ميكروفون كانال بلوس سأل الطفل والده عما إذا كان جميع من نحضر لأجلهم قد ماتوا؟ فأجابه الوالد: نعم.. كانت ردة فعل الطفل بريئة بشكل مؤثر جدا "الأشرار ليسوا طيبين، يجب علينا أن نغيّر منزلنا"، عندئذ حاول الأب طمأنته "فرنسا هي منزلنا، ثمّ إنّ الأشرار متواجدون في كلّ مكان في العالم". استطرد الطفل "لكنهم يملكون الأسلحة وسيقتلوننا"، ليردّ والده "ونحن لدينا الورود والشموع لنواجه الأسلحة"... فقال الطفل "لكن هل الورود والشموع ستحمينا؟".
بهذا السؤال الذي ختم به الطفل المحادثة وبالرد الإيجابي من والده، الذي منحه طمأنينة مؤقتة، لن تستطيع أن تنتشل الذعر من قلبه نهائيا، أقفل مراسل كانال بلوس بسؤال الطفل عما إذا كان على ما يرام؟ فأجاب "نعم أنا بخير".
أما فالنتين البالغة من العمر تسع سنوات، والتي غرقت بدموعها أثناء المقابلة التي عرضهاle petit journal، فتقول "لقد قلت بيني وبين نفسي إنها الحرب وأنا لا أحب الحرب". الطفلة المولودة لأب فرنسي كاثوليكي وأمّ جزائرية مسلمة تحاول طمأنتها بالقول "على كل الأديان أن تحترم الإنسان، لا ينبغي لنا أن نكون بربريين في تصرفاتنا".