تلجأ الكثير من وسائل الإعلام الفلسطينية وبعض وسائل الإعلام العربية إلى الاقتباس من مواقع "إخبارية" إسرائيلية، إما تفتقر إلى أي قدر من المصداقية أو ذات توجه أيديولوجي يؤثر في موضوعية تغطيتها لقضايا الصراع.
ولعل موقع "تيك ديبكا" هو أكثر المواقع الإسرائيلية التي تغري وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية بالاقتباس منه، بسبب الطابع المثير لـ "الأخبار" والتقارير التي ينشرها. وفي سعيها لإضفاء مصداقية على ما ينشره هذا الموقع، فإنّ الصحف والمواقع الفلسطينية والعربية تحرص على وصف "تيك ديبكا" بالموقع "الاستخباري"، أو "المرتبط بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية"، مع أن هذا الوصف يتناقض تماماً مع حقيقة أن القانون والعُرف الإداري في إسرائيل يحظر على الأجهزة الاستخبارية تدشين أنماط علاقة مع وسائل الإعلام، كتلك التي يوحي بها هذا الوصف. ومن المفارقة أن أحداً من القائمين على وسائل الإعلام العربية والفلسطينية التي تقتبس من "تيك ديبكا" لم يسأل نفسه السؤال التالي: لماذا لا تنجح الصحف وقنوات التلفزة والمواقع الإخبارية الرائدة في إسرائيل والتي تستقطب أهم المعلقين والصحافيين الأكثر ارتباطاً بالمستويين السياسي والعسكري في تل أبيب في جلب "السبق الصحافي" الذي يجلبه "تيك ديبكا"؟ وفي الوقت ذاته: إن كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تتردد في الاقتباس من بعضها بعضاً عندما يتعلق الأمر بسبق صحافي، فلماذا لم يحدث على الإطلاق أن يقتبس الإعلام الإسرائيلي من موقع "تيك ديبكا"؟
في الحقيقة، إن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تتعامل بجدية مع ما ينشره "تيك ديبكا" لأنه "يفتقد المصداقية". فهذا الموقع يشرف عليه عجوزان يبلغ كل منهما ثمانين عاماً، وهما: جيورا شمايس، وإسرائيل أيرليخ، في حين أن التي تتولى تحرير الموقع باللغة الإنجليزية هي ديانا شليم. وسبق لشمايس وأيرليخ أن عملا موظفي علاقات عامة في دوائر دبلوماسية وقنصلية إسرائيلية في الولايات المتحدة وأوروبا. ويتبنى محررو الموقع مواقف يمينية متطرفة من الصراع العربي الصهيوني، ويتقاطعان مع اليمين المتطرف في إسرائيل والمحافظين الجدد في أميركا. وعلى الرغم من أن للموقع نسختين بالإنجليزية والعبرية، إلا أنه من الواضح أن الموقع يولي اهتماماً أكبر للنسخة الإنجليزية، إذ يحظى الموقع بنسبة تصفح عالية في الولايات المتحدة.
ويحرص "تيك ديبكا" على أن تخدم مواده الدعاية السياسية لليمين الإسرائيلي المتطرف، في يحين يولي اهتماماً بالمواد التي تبرز ضعف إدارة الرئيس أوباما، بما يوفر مادة خصبة للجمهوريين لمهاجمة الإدارة الديمقراطية. فعلى سبيل المثال، ومن أجل أن يدلل على مدى التدهور الذي حصل في المنطقة بفعل ضعف الإدارة الأميركية، زعم الموقع مؤخراً أن تحليق الطيران المدني أصبح في خطر، ليس فقط في أجواء سيناء، بل أيضاً في السعودية والأردن وإسرائيل. ولم يفت الموقع أن ينسب هذا التقدير لمصادر استخبارية خاصة، من دون أن يذكر ماهية هذه المصادر وهويتها.
اقرأ أيضاً: هكذا تُفبرك المواقع الاسرائيلية شواهد لتجريم الفلسطينيين
ومن أجل أن يدلل على أن التوقيع على الاتفاق النووي أسهم في تمكين إيران من تهديد إسرائيل بشكل جدي، زعم الموقع هذا الأسبوع أن طائرات حربية إيرانية مقاتلة تمارس عمليات قتالية في سورية. ولو كان ما نقله "تيك ديبكا" صحيحاً لسارعت ماكينة الدعاية الإسرائيلية الرسمية لترويج هذه المادة وتسويقها، مع العلم أنها لا تتردد في استغلال أية مادة يمكن أن تدلل على التداعيات "السلبية" للاتفاق النووي. ويتوسع الموقع في نشر تقارير حول "القدرات الخطيرة" للمقاومة الفلسطينية من أجل تسويغ العمليات العسكرية الإسرائيلية ضدها.
وإلى جانب "تيك ديبكا"، فإنّ موقع "عروتس شيفع" يعد من المواقع الإخبارية الإسرائيلية التي تحرص وسائل الإعلام الفلسطينية العربية على الاقتباس منها. ويتجاهل الإعلام العربي وعلى وجه الخصوص الفلسطيني حقيقة أن هذا الموقع هو الموقع الرسمي للتيار الديني الصهيوني المتطرف، ويخدم بشكل أساس الخط الدعائي للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية والقدس.
ونظراً لأن هذا الموقع معني بالتحريض على المقاومة الفلسطينية، فإنه عادة ما يلجأ إلى تضخيم فعل عمليات المقاومة من أجل أن يحرج الحكومة الإسرائيلية ويدفعها للعمل بقوة أكبر ضد الفلسطينيين. وبدلاً من مراعاة هذا الاعتبار تحديداً، فإن وسائل الإعلام الفلسطينية، وتحديداً تلك التي تتبع فصائل مقاومة تلجأ إلى النقل عن هذا الموقع من أجل التدليل على "تأثير" فعلها.
وتتعاطى بعض وسائل الإعلام العربية مع هذا الموقع على أساس أنه قناة فضائية، فقط لأن معنى "عروتش شيفع" بالعربية "القناة السابعة"، مع العلم أنه موقع إخباري، ناهيك عن أنه لا يوجد في إسرائيل قناة فضائية بهذا الاسم.
اقرأ أيضاً: الإذاعات الفلسطينيّة تفضح الاحتلال... فيستهدفها
ولعل موقع "تيك ديبكا" هو أكثر المواقع الإسرائيلية التي تغري وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية بالاقتباس منه، بسبب الطابع المثير لـ "الأخبار" والتقارير التي ينشرها. وفي سعيها لإضفاء مصداقية على ما ينشره هذا الموقع، فإنّ الصحف والمواقع الفلسطينية والعربية تحرص على وصف "تيك ديبكا" بالموقع "الاستخباري"، أو "المرتبط بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية"، مع أن هذا الوصف يتناقض تماماً مع حقيقة أن القانون والعُرف الإداري في إسرائيل يحظر على الأجهزة الاستخبارية تدشين أنماط علاقة مع وسائل الإعلام، كتلك التي يوحي بها هذا الوصف. ومن المفارقة أن أحداً من القائمين على وسائل الإعلام العربية والفلسطينية التي تقتبس من "تيك ديبكا" لم يسأل نفسه السؤال التالي: لماذا لا تنجح الصحف وقنوات التلفزة والمواقع الإخبارية الرائدة في إسرائيل والتي تستقطب أهم المعلقين والصحافيين الأكثر ارتباطاً بالمستويين السياسي والعسكري في تل أبيب في جلب "السبق الصحافي" الذي يجلبه "تيك ديبكا"؟ وفي الوقت ذاته: إن كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تتردد في الاقتباس من بعضها بعضاً عندما يتعلق الأمر بسبق صحافي، فلماذا لم يحدث على الإطلاق أن يقتبس الإعلام الإسرائيلي من موقع "تيك ديبكا"؟
في الحقيقة، إن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تتعامل بجدية مع ما ينشره "تيك ديبكا" لأنه "يفتقد المصداقية". فهذا الموقع يشرف عليه عجوزان يبلغ كل منهما ثمانين عاماً، وهما: جيورا شمايس، وإسرائيل أيرليخ، في حين أن التي تتولى تحرير الموقع باللغة الإنجليزية هي ديانا شليم. وسبق لشمايس وأيرليخ أن عملا موظفي علاقات عامة في دوائر دبلوماسية وقنصلية إسرائيلية في الولايات المتحدة وأوروبا. ويتبنى محررو الموقع مواقف يمينية متطرفة من الصراع العربي الصهيوني، ويتقاطعان مع اليمين المتطرف في إسرائيل والمحافظين الجدد في أميركا. وعلى الرغم من أن للموقع نسختين بالإنجليزية والعبرية، إلا أنه من الواضح أن الموقع يولي اهتماماً أكبر للنسخة الإنجليزية، إذ يحظى الموقع بنسبة تصفح عالية في الولايات المتحدة.
ويحرص "تيك ديبكا" على أن تخدم مواده الدعاية السياسية لليمين الإسرائيلي المتطرف، في يحين يولي اهتماماً بالمواد التي تبرز ضعف إدارة الرئيس أوباما، بما يوفر مادة خصبة للجمهوريين لمهاجمة الإدارة الديمقراطية. فعلى سبيل المثال، ومن أجل أن يدلل على مدى التدهور الذي حصل في المنطقة بفعل ضعف الإدارة الأميركية، زعم الموقع مؤخراً أن تحليق الطيران المدني أصبح في خطر، ليس فقط في أجواء سيناء، بل أيضاً في السعودية والأردن وإسرائيل. ولم يفت الموقع أن ينسب هذا التقدير لمصادر استخبارية خاصة، من دون أن يذكر ماهية هذه المصادر وهويتها.
اقرأ أيضاً: هكذا تُفبرك المواقع الاسرائيلية شواهد لتجريم الفلسطينيين
ومن أجل أن يدلل على أن التوقيع على الاتفاق النووي أسهم في تمكين إيران من تهديد إسرائيل بشكل جدي، زعم الموقع هذا الأسبوع أن طائرات حربية إيرانية مقاتلة تمارس عمليات قتالية في سورية. ولو كان ما نقله "تيك ديبكا" صحيحاً لسارعت ماكينة الدعاية الإسرائيلية الرسمية لترويج هذه المادة وتسويقها، مع العلم أنها لا تتردد في استغلال أية مادة يمكن أن تدلل على التداعيات "السلبية" للاتفاق النووي. ويتوسع الموقع في نشر تقارير حول "القدرات الخطيرة" للمقاومة الفلسطينية من أجل تسويغ العمليات العسكرية الإسرائيلية ضدها.
وإلى جانب "تيك ديبكا"، فإنّ موقع "عروتس شيفع" يعد من المواقع الإخبارية الإسرائيلية التي تحرص وسائل الإعلام الفلسطينية العربية على الاقتباس منها. ويتجاهل الإعلام العربي وعلى وجه الخصوص الفلسطيني حقيقة أن هذا الموقع هو الموقع الرسمي للتيار الديني الصهيوني المتطرف، ويخدم بشكل أساس الخط الدعائي للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية والقدس.
ونظراً لأن هذا الموقع معني بالتحريض على المقاومة الفلسطينية، فإنه عادة ما يلجأ إلى تضخيم فعل عمليات المقاومة من أجل أن يحرج الحكومة الإسرائيلية ويدفعها للعمل بقوة أكبر ضد الفلسطينيين. وبدلاً من مراعاة هذا الاعتبار تحديداً، فإن وسائل الإعلام الفلسطينية، وتحديداً تلك التي تتبع فصائل مقاومة تلجأ إلى النقل عن هذا الموقع من أجل التدليل على "تأثير" فعلها.
وتتعاطى بعض وسائل الإعلام العربية مع هذا الموقع على أساس أنه قناة فضائية، فقط لأن معنى "عروتش شيفع" بالعربية "القناة السابعة"، مع العلم أنه موقع إخباري، ناهيك عن أنه لا يوجد في إسرائيل قناة فضائية بهذا الاسم.
اقرأ أيضاً: الإذاعات الفلسطينيّة تفضح الاحتلال... فيستهدفها